فصل المقال في مابين الأغنياء والفقراء من الإنفصال

مراد زهري
morad.psg1@mail.ru

2018 / 10 / 10

أسباب الشرور و أصلها و فرعها هم الأغنياء ، فكل مغربي فات و تجاوز ما يمكن أن يعيش به فهو غني و متطاول على حقوق المغاربة أو لص و بهذه العملية الخبيثة وقعت كل الشرور في المغرب . إن تاريخ المغرب كله هو صراع و مكر و خبث بين الأغنياء و الفقراء و بين الملوك و الشعب . قد يعرف الجميع ما يقوله الله في القرأن في عابدي وكانزي الذهب بأنهم في النار خالدون . وقد يعرف الجميع بأن الذي جمع مالا و عدده ويحسب أن ماله أخلده بأن مصيره جهنم . هذا مالا يريد أعداء الله و أعداء الرسول الكلام فيه من دعاة الكراهية و المرضى نفسيا المتاجرين بالدين الذين يفترون على الله وعلى رسوله الكذب فليتبوؤا مقاعدهم من النار .
كل الصراخ الذي تطلقه وسائل الإعلام العالمية في القنوات و مايروج في الفيسبوك و غير هذا كالحديث عن الحرب ضد الإرهاب و مبادرة التنمية البشرية و التجنيد الإجباري و ما يجري في الحسيمة و جرادة و الجلسات في البرلمان: قارن البرلمان مع مدن الصفيح و تكلم إن كان لك فعلا عقل ولم تكن من عالم دابة الأرض . كل هذا سببه الباطن و الظاهر النقود و الجشع و النفس العجلية ، من العجل الذهبي وقتل الآخرين و نهب أرزاقهم أو حقوقهم الطبيعية .
إن كنت لا تعلم هذا و أنت فقط تتوهم أنك تعلمه فعليك بالذهاب إلى القصور و الحسيمة و لتغسل مخك .
ما معنى الإنفصال ؟ إن معناه الحقيقي هو الهوة أو المسافة أو الفارق بين الغني و الفقير و لامعنى للإنفصال غير هذا . لقد فكر مفكر يستحق التنويه إنه اقترب فقط من الحقيقة و هو ابن الباجة الأندلسي في كتابه تدبير المتوحد حيث تكلم عن التوحيد . و لا أبالغ إذا قلت أن معنى التوحيد الحقيقي يملكه حقا و بصفة مطلقة فقط النبي محمد . التوحيد معناه أن الله واحد ويستلزم هذا منطقيا أن البشر في الواقع هم متساوون بوحدة الله ولذا فضروري أن يكونوا في الحقوق و الأرزاق متساوين بصفة مطلقة . أيفهم هذا سكان المغرب ؟ أبدا . إذن وجود فقراء و أغنياء في مجتمعنا ما معناه الإنفصال و الشرك و التفاوت بينهم و إذا فلا وجود للتوحيد أو المساواة . الله واحد و الكون واحد و المخلوقات بشرية شيء واحد ولذا الحقوق واحده و الأرزاق واحدة للكل : هذا من أبسط و أول معاني التوحيد العظيمة التي لا توجد في مغربنا الآن ومن قبل أما المستقبل فأمره عند الله . إن ساعدني الزمن سأعود إلى موضوع التوحيد قادما لأنه لا علم إلى علم الله و حبه و معرفة معنى وحدانيته .
إذن ما يقع في الحسيمة و غيرها و ماوقع و ماسيقع في خريبكة و وادي زم أو غيره أسباب كل ذلك فظاعة الغنى الفاحش القاتل و تفقير و تجويع المفقرين المسضعفين في المغرب. أما الكلام الآخر كلام الأكاديميات و المنابر و الإعلام معرف أنه أرذل و أخبث النوابت و الكذب . إن استطعت أن تسأل نفسك و تحاسبها وتقول : من أين لك هذا ؟ ألست لصا ؟ إنني سرقت الآخر : و تحس بالذنب و ترجع للآخر بسرعة حقه : هنا ستعرف الطريق إلى الله و معنى التوحيد .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن