بعض الخواطر البسيطة عن الاخوة المسلمين المتعصبين !

نيسان سمو الهوزي
nissan.samo@hotmail.com

2018 / 10 / 8

بعض الخواطر البسيطة عن الاخوة المسلمين المتعصبين !
مقدمة مهمة ( ولكنها بسيطة ) .
صادقاً واكرر هذا الكلام دوماً بأن اجمل لحظات حياتي كانت مابين اعوام 78 الى عام 82 او بعدها بقليل . أي بعد أن اشتدت وطيسة الحرب العراقية الإيرانية وبعدها بدأ كل شيء بالتغيّر .
في تلك الاعوام الأربعة او الخمسة كنا في بغداد ونعيش اجمل ايامنا ومع الاخوة المسلمين الذين كانوا اخوة واصدقاء لنا دون اي تفرقة او اي حزازية او اي شيء من هذا القبيل . ندخل بيوتهم ويدخلون بيوتنا ونأكل من موائدهم وهم كذلك ولم نشعر يوم بأن هناك اي فرق بيننا او إن هذا مسلم شيعي او سني او حرام ان تشاركه اوتعاشره او تصاحبه او اي قبيل من هذا .. ومن ثم اختلف كل شيء الى أن وصلنا الى هذه المرحلة العويصة والمعقدة في نوعية التعامل ..
معي في العمل اخت وام فاضلة مسلمة وهي محجبة ، في بداية عملها تعرضت الى بعض المضايقات من الغربيين الذين معنا ولكن بعد فترة وجيزة تعرفت عليها اكثر وشرحت لي اسباب الحجاب وهي متعلمة وخريجة جامعة فأضحت كالاخت الكبيرة لي ولا اسمح لأحد أن يقترب منها بأي كلام ومهما كان نوعه وهي سعيدة بالعمل معي كما أنا اسعد . أي لا يوجد أي حزازية من الاخوة المسلمين كما يتصوره البعض منهم ولكن ( راح ندخل الآن في المشاكل ) !
الاخوة المسلمين يتضايون او يعادون مَن يعتبر إن البعض من الذي يحصل في العالم هو بسبب ذلك التشدد . هذه حقيقة بالرغم من إنني ذكرتُ في اكثر من كلمة بأن الغرب والرأسمالية هما السبب المباشر في اغلب ما يجري على هذا الكوكب ، ولكن الاخوة المسلمين يتم الضحك عليهم وإستغلال غفوتهم وبالتالي يؤدي ذلك الى النتائج التي تمر بها البشرية ومنهم العالم الإسلامي .
هذه حقيقة وإذا لم يراجع المسلم افكاره واسلوبه فسيبقى في هذه المنزلق الى مالانهاية . نحن هنا نطلب منه أن يكون اكثر حكمة ودراية وأن لا يسمح بالتلاعب به كما هو حاصل ، اي نمد يد العون وليس العكس .
في نفس الوقت ، على المسلم أن يدرك ويستوعب المرحلة التي وصلت اليها عقلية الإنسان والتطور الحاصل والدراية العلمية التي اظهرت بطلان الكثير من المعارف التي كان الإنسان يعتقد بأنها ثابتة وإلهية ( سوف لا نذكر الامثلة حتى لا ندخل في متاهات جديدة ) ...
كذلك على المسلم أن يدرك بأن لا فرق بين الإنسان وآخر إلا في التقوى ( هذا الكلام ليس لي ) . أي عليه أن يدرك ويعي بأننا اخوة في الإنسانية قبل كل شيء وما الافكار الإ نتيجة التطور الذي حصل ويحصل الى يومنا هذا . طبعاً التطور هذا ناتج عن ( لا سأترك الباقي للاستاذ سامي لبيب فهو اشطر واكثر دقة مننا في هذا الشأن ) ....
أي على المسلم أن يستوعب تماماً الافكار المختلفة التي تمر على الإنسانية بسبب ذلك التطور . ونتيجة ذلك ظهرت افكار مختلفة وعديدة منها العلمانية واللادينية والإلحادية وغيرها ، وذلك بسبب الظروف التي يمر بها كل إنسان الى درجة التغير الذي حصل ويحصل في ادمغته وتفكيره وقناعاته وغيرها من الاسباب .
هنا تأتي لحظة التقاطع . المسلم لا يقبل الآخر كما هو وكما هو يفكر وكما هو يعتقد أو يؤمن وليس غير ذلك البتة . وهذا شيء غير واقعي وغير مقبول بل حتى مرفوض . لكل إنسان طريقة تفكيره ودرجة إقتناعاته وتصرفاته وهو المسؤول عنها أمام الإنسان الآخر وقبل ذلك أمام ربه .
أي إن الله هو الوصي على ذلك الإنسان وليس المسلم . الله يرى ويسمع ويشاهد افعال كل إنسان وبالتالي هو المسؤول عن تلك التصرفات لا بل قد يكون موافق عليها ( لعد ليش يعطيه ذلك العقل المختلف ) ! .. وهذا الكلام وإن يختلف معه الكثيرون أو لم نكن مقتنعين به ولكنها حقيقة للمسلم ، وعليه إدراكها وإستيعابها ومن ثم التعامل معها على هذا الاساس .
أي ليس للمسلم الحق في محاسبة الآخرين على افكارهم لأنهم هُم المسؤولين عليها أمام ربهم وليس المسلم ( هذا الكلام مكرر ملايين المرات وليس لي ) ..
ولكن : اغلب مشاكل المسلمين وصراعاتهم ومجادلاتهم وتقاطعاتهم مع البشرية ناتجة بسبب ذلك الرفض . أي إن المسلم يرفض التسليم لهذا المنطق العادل ( لماذا ! لا تسألوني إسألوهم ) ! .
هذا الإختلاف في طريقة تفكير الإنسان سيستمر ويزداد وعلى المسلم إدراك ذلك وتقبله والتعامل معه بدون أي وصايا او حزازية . إننا نرى هذا الإختلاف حتى في العقيدة الإسلامية وفي كُتِبهم ومذاهبهم وطريقه تعاملهم واسلوب التعاطي مع الواقع ومع إنفسهم ايضاً . فالإسلام مختلف ومتناقض حتى بين دولة وأخرى لا بل يصل الحال في العديد من المرات بين مدينة واخرى لا بل بين قرية واخرى ومع هذا لا يحارب المسلم ذلك الإختلاف كما يحارب المختلف عنه من خارج بيت المسلمين ( إذا استثنينا بعض الجماعات المتشددة الحديثة ) .
وبشكل بسيط وقديم جداً : على المسلم أن يدرك بأن الله خلق الإنسان ويستمر ذلك الى يومنا هذا وهو المسؤول عنه وعن افكاره وتوجهاته وتقلباته وطريقته وليس المسلم الوصي على ذلك . أي على المسلم التعامل مع ذلك بكل سلاسة ودون المناكشات والمناوشات ويترك الباقي على الله فهوى يرى ويسمع كل شيء ( هكذا يجب أن يكون كل مؤمن صادق ) .. أما غير ذلك وعكسه فستتغير النظرة وتقل المصداقية في درجة الإيمان وتزداد الشكوك والشبهات في نفس المسلم .
إذاً على الاخ المسلم أن يعي ويدرك حقيقتين مهمتين وسلستين وأساسيتين وحتى علميتين وهمها :
الاولى : إن الله لا يعطي ولم يعطي أوامره لإنسان أن يقتل إنسان آخر بسبب إختلاف افكاره او توجهاته لأنه يعلم تماماً بأن ذلك سيؤدي الى إراقة الدماء وسقوط الكثير من الابرياء في ذلك الصراع وهم لا ناقة ولا جمل لهم في القضية . وإذا اراد الله ذلك فسيقوم هو بنفسه وليس عن طريق الآخرين ( اسهل من هذا التوضيح لا يوجد ) ! .
الثانية : إن كل دولة إسلامية منبطحة ومعتمدة على دولة او اكثر من الدول العلمانية في كل تعاملاتها وطعامها وشرابها . إيران مثلاً معتمدة على روسيا والصين وكوريا الشمالية ( والثلاثة من الدول الكافرة ) . السعودية معتمدة على الولايات المتحدة وبريطانيا وهما الشيطانين الكبيرين في العالم وهكذا كل دول الخليج وتركيا وباكستان ووووو الخ ( أي الذي يحصل هنا هو الضحك على المسلم الفقير لا اكثر ولا اقل ) ...
فليس أسلسل واقصر مما ذكرناه وإذا قام المسلم بإتباع واخذ هذا النهج البسيط فستتغير كل احوال البشرية وتزول اغلب المصاعب التي تمر بها الامة الإسلامية قبل غيرها وستسود حالة التآخي بين الإنسان وفي كل مكان . غير ذلك فصادقاً سيتم إستغلال هذا النهج المتبع كما هو الآن والى قرون أخرى وستخرج تلك الامة من مصيبة وتدخل في بلوة .
لا يمكن للشعوب المتخلفة أن تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر !
نيسان سمو الهوزي 08/10/2018



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن