تصريحات ترامب المستفزة للنظام السعودي ورد خجول لمحمد بن سلمان عليها.

أحمد كعودي
a.gaaoudi@hotmail.fr

2018 / 10 / 8

في رد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ،عما نعتبره نحن ابتزازا ومهانة" دونالد ترامب" للنظام السعودي ؛حين صرح هذا اﻷخير وبكل وضوح و وقاحة وصلافة:1- (بدون حماية جيوشنا للمملكة السعودية لن تبقى هذه اﻷخيرة أسبوعين).
2-(إن الطائرات السعودية لا تستطيع التحليق بدون موافقتنا وتغطية سلاحنا الجوي لها).
3-(أيها الملك لن تكون قادرا على الاحتفاظ بطائراتك، في حالة تعرضها؛ لهجوم محتمل ؛لكن ،معنا أنتم في مأمن تام..).
4-(أنا أحب السعودية -ومن فرط حبه للملك-قال مخاطب الملك سلمان :(أنت تملك تريليونات من الدولار، والله وحده يعلم ما سيحدث ليلادك في حالة تعرضها لهجوم محتمل ).
كلام واضح في مبناه ومعناه ،يريد من خلاله ترامب الحصول على الثروة السعودية بالكامل ؛ مقابل تأمين الحراسة للجالس على العرش ومصادر السيادة والقرارات السعودية ؛ المملكة ، إذن حسب رئيس البيت اﻷبيض؛ هي بحكم الواقع تحت الوصاية والحماية الأمريكية وخاضعا لتهديداتها وابتزازاتها ؛ ولا يمكن للرياض ، أن تخرج من العباءة اﻷمريكية على المدى المنظور؛ إلا إذا حدث المعجزة وقلب شعب الحجاز ونجد الطاولة على مملكة آل سعود، ومؤسسيها أي على زعيمة الإمبريالية .
لما اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات المستقلة بردود الفعل الغاضبة والمنتقدة لصمت الرياض وآلتها الإعلامية الضاربة التي لم تردد ومنذ سنوات في تشويه صورة الأنظمة ، وتزيف الحقائق الموجودة على الأرض " لاستجداء الناتو" من أجل تدميرها، كما يحدث في إيران واليمن وسوريا... ؛ لكن حين تعلق الأمر بالحليف الأمريكي لم تنبت وسائل الإعلام ببنت شفة لا ندري هل هو خوفا من ...أو خوفا على غضب أمريكي ولهاذا النظام السعودي أسد وإن كان على مستوى الخطاب على تلك الدول وارنب مع الولايات المتحدة الأمريكية هذا السكوت اعتبره المدونون والمغردون ؛إهانة وإذلال ليس فقد للسعودية ودول الخليج ؛وإنما استهزاء بالعقل العربي واﻹسلامي.
في خضم هذا السجال وتداعياته السلبية ،على أصدقاء وحلفاء السعودية المتعلقة بتصريحات ترامب اﻷخيرة ،خرج ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يوم الجمعة تشرين أول /أكتوبر؛ بحديث ؛ أدلى به،" لبلومبرغ" أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه محتشم ومتماه في معناه مع الطرح والتصور اﻷمريكي للرياض؛ في ذات المقابلة بقول ولي العهد السعودي :(تربطنا بأمريكا علاقة متميزة ،وإننا منذ بداية العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة اﻷمريكية ؛قمنا بشراء كل شيء بالمال مما يعني أننا لا نأخذ اﻷسلحة بالمجان ؛وعن سؤال حول سقوط المملكة في حالة رفع حماية الجيش اﻷمريكي الغطاء عليها ؛أجاب محمد بن سلمان( ربما تحتاج المملكة 2000 سنة لتواجه المخاطر المحتملة)؟، وعن ازدياد منسوب الانتقادات ،بسبب أخذ الرئيس الأمريكي "وديعة" و"هدية العمر"، منذ سنتين من المملكة في أول زيارة له حيث حمل معه ما يقارب 450 مليار دولار من السعودية ؛أكد ولي العهد السعودي في مقابلته الصحفية؛ ما طرحه الرئيس اﻷمريكي، بأن المبلغ المذكور وظف جزء منه ،في الاستثمار في البنية التحتية اﻷمريكية ،والجزء المتبقى في شراء اﻷسلحة ، وصنع أخرى في السعودية ، ولذلك يقول: ابن سلمان:له فوائد ونمو اقتصادي لكلا البلدين؛ الشيء حسب حديث بن سلمان ،سيساعدهم على تثبيت أمن السعودية) ؛تصريح ولي العهد جاءا مخيبا آمال أصدقاء المملكة وأسقط ورقة التوت عن دور" الكوم براس" والعميل الذي يلعبه النظام السعودي في المنطقة لخدمة الأجندة والمشروع اﻷمريكي ؛ترى ما مدى مصداقية " خادم الحرمين" في أعين الدول العربية ،بعد أن تكشفت علاقة التبعية والانبطاح ، لسياسة وقرارات الولايات المتحدة ، و التي تبني جزء كبير من اقتصادها على الريع السعودي وثروته ؛فهل ستعيد الرياض النظر في تحالفها بعد "بهدلة" ترامب لها ، بإعادة تموضعا ومراجعة سياستها بالانسحاب من "التحالف العربي الذي تقوده السعودية واﻹمارات والذي سبب في كارثة إنسانية ،قل نظيرها في العالم ، للشعب اليمني وهل ستعيد تلك الدول علاقتها الطبيعية ، مع الشقيقة سوريا ؟ وفتح نقاش جاد مع إيران لسحب البساط من أمريكا عن أية مواجهة عسكرية ستدمر المنطقة ؛ من أحل تشغيل مصانع اﻷسلحة اﻷمريكية...؟ أم ستبقى الدول العربية" المعتدلة" ؛على حال مواقفها الذيلية و المتماهية مع السعودية وأمريكا في انتظار ما ستنتهي إليه اﻷحداث والصراع في اليمن وترقب إغلاق ملف الإرهاب ؛ وعودة إدلب والشمال الشرقي السورين ، إلى سيادة الدولة السورية؟.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن