كاتب صحفي تونسي يثمّن مجهودات رجال أفذاذ شدوا آزره في محنته

محمد المحسن
med.elmohsen@hotmail.com

2018 / 10 / 6


علمتنا عروبتنا ونحن صغار كل ما في الشهامة من فضل وما في الكرامة من إخلاص ،فظللنا متشبثين بعادات أجدادنا نرفض الإهانة،ولا نقبل المساومة في الكرامة،حتى حلّ زمان -يجوع فيه الكاتب ولا يأكل بحبر قلمه حفاظا منه على عفته الثقافية وكرامته الأدبية.وهنا أفتح قوسا:عاش العرب في بداياتهم في مجتمعاتٍ بدوية وصحاري؛ أي: إنَّهم عاشوا حياةً صعبة نِسبة إلى غيرهم من المجتمعات؛ فقد تربَّت لديهم بعض الصِّفات المميَّزة؛ كالكرم والشَّهامة، والنَّخوة والشَّجاعة، وهذه الصِّفات ظهرَت نظرًا لصعوبة العيش؛ بحيث اكتشف الإنسان العربي أنَّ عليه أن يساعِد غيرَه ليحصل على المساعدة ويستمر في البقاء هو وغيرُه، وفيما بعدُ تمَّ توارث هذه الصِّفات حتى أصبحَت عاداتٍ متعارَفًا عليها ويشتهر بها العرب؛ فمثلًا أي زائر غريب لتونس التحرير يلاحِظ أنَّ هذا المجتمع بالحدِّ الأدنى يمتلِك صفةَ النَّخوة،وهي عِبارة عن صِفة يكون فيها الفرد قابلًا لتقديم المساعدة دون أي مقابل،ويقوم بنصر المظلوم ومؤازرة بعضه البعض في المحن والشدائد وكذا الجوائح الطبيعية على غرار هبة الشعب التونسي لمساعدة آهالي نابل في الإعصار الأخير الذي ضرب هذه الولاية الخلابة، ولو على حِساب نفسه،وهي تشبه صِفةَ الإيثار، بينما هي بالمعنى الأشمل لها تحتوي على الإيثار والشَّهامة في نفس الوقت،وهي صفةٌ جيدة يمتدح كل مَن يحملها ويتم تعزيزها دائمًا لدى الفرد.يحق لكل تونسي أن يفخر بأنه جزء من هذا الشعب العظيم، وسر عظمة هذا الشعب الوفي وفاؤه وأخلاقياته وموروثاته وعاداته وتقاليده ورفضه لكل أشكال الإذلال والإهانة.
هذا الشعب التونسي العظيم غير شعوب العالم، فهو له أصول متعارف عليها منذ القدم،وهذا الشعب العظيم له رجال عظماء سجلهم التاريخ في الجانب الوطني والديموقراطي والخيري والأعمال الجليلة يصعب حصرهم في هذه المساحة، لكنهم سجلوا أسماءهم من نور في صفحات تاريخ هذه الديرة الطيبة والكل شعاره:

بلادي وإن جارت علي عزيزة

وأهلي وإن ضنّوا علي كرام

شعب يتغنى بثورته المجيدة جيلا بعد جيل في ظاهرة لافتة للنظر للمبصرين وأصحاب الضمائر الحية!..
قلت الضمائر الحية التي تعرف معنى الشهامة والرجولة والكرم..وليس حفاة الضمير ممن أشاحوا بوجوههم عن الكاتب الصحفي التونسي الذي أثث بقلمه بل بحبر الروح ودم القصيدة صحفا وطنية وعالمية على غرار الحوار المتمدن عبر سنوات طوال وانتصر بكل نكران للذات للقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية
واليوم..
يمرّ اليوم الكاتب الصحفي الدولي محمد المحسن(مندوب صحيفة الصريح بجهة تطاوين) والعضو في إتحاد الكتاب التونسيين والمحلل السياسي السابق بشبكة الأخبار العربية ann بظروف صحية وإجتماعية عصيبة على إثر وفاة نجله وتواجد الإبن الأكبر خلف القضبان وإصابته بالتالي بمرض عضال إستنزف صحته و-جيبه-(جلطة على مستوى اليد اليمنى نتيجة صدمة ما بعد الموت زيادة على توترات عصبية حادة)،وقد تضامنت مع محنته العديد من الضمائر الحية وعلى رأسها السيد فتحي القاصر (صاحب محل بيع المرطبات-الكرم-بمحافظة تطاوين بالجنوب الشرقي التونسي ومالك منتزه درة الأنيق) ومن هنا فهو يتوجّه إليه (السيد فتحي القاصر) بجزيل الشكر وعميق الإمتنان على نبله وشهامته وإنتصاره إليه،علما أن هذا الرجل وفق تقييم الكاتب الصحفي محمد المحسن عرف بدماثة أخلاقه وإنفتاحه على المجتمع فضلا عن دوره في تفعيل المشهد التنموي بجهة تطاوين.متمنيا له ولكل من آزره في مصابه الجلل النجاح والتوفيق.والله لا يضيع أجر المحسنين.
*ملحوظة سيخضع الكاتب الصحفي محمد المحسن مجددا للعلاج بقسم الأعصاب الهادي شاكر-محافظة صفاقس بعد أن تعكرت حالته الصحية.وهو يناشد-عبر الحوار المتمدن-كل الضمائر الحية هنا..أو هناك لمؤازرته بمنآى عن كل أشكال الإستجداء والتسول حفاظا منه-كما أشرنا-على عفته الثقافية وكرامته الأدبية وكما قال شاعرنا الفذ المتنبي:عش عزيزا أو مت و أنت كريم.. بين طعن القنا و خفق البنود.
فهل من مغيث..؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن