تكنولوجيا أم تكنولوحيا

مصطفى حسين السنجاري
musstafa_alsinjary@yahoo.com

2018 / 9 / 28

رضينا على مضض بما يجري في العراق رغم الغصص التي تركتها الأحداث في الصدور ..
رضينا بهدر المال العام على التوافه رغم انهيار البنية التحتية وعدم الالتفات إلى البناء والإعمار ..
رضينا بالفساد المتفشي كالوباء في كل دوائر الدولة ومؤسساتها ..
وبارتفاع نسبة البطالة المدقعة ووقوف أصحاب الشهادات العليا خلف (البسطات) لتوفير قوت يومهم على أمل التعيين وتحقيق الحلم ..
رضينا بما عانيناه من تشريد ونزوح وقتل وسلب طيلة السنوات الماضية وفقدان الأمان ..
رضينا بالتلكؤ في تشكيل الحكومات بعد كل فترة انتخابية وكثيرة هي الأمور الواجب طرحها ..
وأن يخطئ الكاتب والأديب في كتاباته المطبوعة فهذا أمر غير مقبول
ولكنه عادي وممكن الحدوث وربما يكون تأثيره على قلة من الناس
ولكن أن تخطئ مديرية المناهج الدراسية العامة في حروف وكلمات المناهج
فهذا له تأثير سلبي عارم على شريحة واسعة من الطلاب . مع العلم أن المختصين من قاموا بوضعها
وخصص لكل مادة منقحين يأخذون عليها رواتب لا يستهان بها
فالخطأ هنا يطبع وينشر بمئات الآلاف من النسخ ويغرس في عقول وذاكرة الجيل وهم أمانة.
لست أدري لم كل هذا التهاون وعدم المبالاة لهذه الكارثة التربوية التي حلت على العراقيين مع حلول الديمقراطية .
فنحن تنازلنا عن النفط وخيرات البلد والمناصب لهم فليتركوا لنا فقط التربية
لنعلم أبناءنا كما ينبغي لكي لا يخلو العراق من التعلم والمعرفة الصحيحة الجادة ..
لم لا يتم اختيار الأجدر والأكفأ للإشراف على وضع ومتابعة المناهج الدراسية التربوية
بغية الوصول إلى الغايات المنشودة للأهداف التعليمية والتربوية
فبالرغم مما لدينا من مآخذ لا يستهان بها على التغييرات والتحديثات كل عام على مناهجنا
واللعب بها حسب الميول والأهواء والمصالح التي تصب في مصالحهم الشخصية المقيتة
لكننا نتقبلها باعتبار أنها قد تساهم في فتح المدارك بشكل أسرع ولثقتنا بأبنائنا وعقولهم.
أيها السادة سقت هذا الكلام لأقول :
حفيدتي (لجين ابنة السنوات السبع) نجحت بتفوق من الصف الأول الابتدائي إلى الصف الثاني . جلبت لها في العطلة كتب الصف الثاني لتطلع عليها لتألفها
وقبل أيام وأنا منهمك أسمع عياطها أمام رأسي وهي تقول :
(بابا هذي تكنولوحيا يا تكنولوجيا)
تعجبت حقا ليس من الخطأ نفسه ولكن من قدرتها على تشخيص الخطأ و معرفتها بالكلمة الصحيحة فكيف عرفت أن (تكنولوحيا خطأ وأن تصحيحها (تكنولوجيا)
قبلتها من جبينها وقلت لها :
(بابا هي تكنولوجيا فعلا وأنت تمكّنت من رؤية خطأ رغم صغر سنّك وتواضع امكانياتك ، لم تستطع من رؤيته لجانُ التنقيح المختصون على الكتاب )
في بلادي يبكون على الحسين كلّ عام
كم كان الأحرى بهم اليوم أن يبكوا على العراق



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن