الإخفاق الذريع 8

أفنان القاسم
ramus105@yahoo.fr

2018 / 9 / 27

أفنان: إنه الصيف الهندي.
إيراني: الشمس الذهبية والحرارة القوية والسماء الزرقاء وزنود البنات بعد انتهاء الصيف هذا ما يسمونه في باريس الصيف الهندي؟
أفنان: هذا ما يسمونه.
إيراني: بالنسبة إلى الهند؟
أفنان: بالنسبة إلى الهنود الحمر.
إيراني: يعني أمريكا أم الدنيا في الصيف وفي كل الفصول.
أفنان: أمريكا أم الدنيا في كل شيء في كل الفصول وفي كل البنوك.
إيراني: آه ما أجمل الصيف الهندي في باريس!
أفنان: وفي طهران؟
إيراني: الصيف في طهران قطعة من جهنم حتى بعد انتهائه.
أفنان: أنتم تحترقون في جهنم وأنتم على الأرض.
إيراني: نحن نحترق في جهنم ونحن على الأرض ونحترق في جهنم ونحن في السماء قبل أن نكون في السماء، إنه صيفنا الفارسي.
أفنان: صيفكم الفارسي؟
إيراني: جهنم التي زج السياسيون بنا فيها منذ القدم عندما ولدت النار ملوكنا ليجعلوا منا وقودها.
أفنان: لستم وحدكم شعوب المنطقة كلها مثلكم.
إيراني: نحن الإيرانيين شيء خاص، نحن لعنتنا من صنع أيدينا.
أفنان: أفهم الآن لماذا أنتم شيعيون.
إيراني: الحسين ضحى بنفسه من أجلنا فلا نكون الملعونين ولكن...
أفنان: ولكن...؟
إيراني: اللعنة في دمنا دكتور.
أفنان: اللعنة من صنع الخيال كانت ومن صنع السياسة صارت.
إيراني: اللعنة كانت ولم تزل من صنع السياسة.
أفنان: لأن الساسة لا خيال لهم.
إيراني: ساستنا اليوم أعجز من أن يتخيلوا أنفسهم حكامًا.
أفنان: أنا أسميهم متسولي السياسة.
إيراني: السياسة فقط؟
أفنان: انظر إليهم كيف يتوسلون وهم يتسولون.
إيراني: يتوسلون ليل نهار يبكون يلطمون ويريدون في الوقت نفسه أن يتوسل الشعب إليهم ويتسول عيشه الذي لا يقدرون على إعطائه، فيلجأون إلى كل الوسائل التي لا جدوى منها، ويراهنون على بره بعد أن يئسوا من المراهنة على جوه.
أفنان: الرئيس ماكرو فقد كل أوراقه بعد سقوط شعبيته في بلده وبعد سقوط أنجيلا ميركل عن رأس حزبها، فيحاول باسم الدفاع عن إيران رفع شعبيته في بلده وأخذ مكان ميركل ليقود أوروبا بينما هذا وذاك أبعد من السماء السابعة عن يده، فهل يفهم حكامكم لعبة ماكرو عند الدفاع عنهم؟ الاتحاد الأوروبي وجد حلاً لتعامل الشركات الصغيرة مع إيران للاستثمار فيها وتحويل دولاراتها إلى إسبانيا ومن إسبانيا إلى ألمانيا ومن ألمانيا إلى إيران، لكنها تبقى شركات صغيرة، فالكبيرة بين إيران وأمريكا اختارت أمريكا! المافيا بوتين اتفقوا معه على أساس النفط مقابل البضاعة! باقي العالم مدوا أيديهم للتسول إليه الهند بشروط أمريكية والسعودية بشروط أيضًا أمريكية، نعم، حتى السعودية يتوسلون إليها على طريقتهم المتناقضة، وفي باقي البلدان الذين هم متورطون فيها استراتيجية التسول هي الماشية، كل هذه البلدان تتسول مثلما إيران تتسول وتبقى أمريكا داعسة بنعلها رؤوسها.
إيراني: حكامنا واحد من اثنين إما أنهم يأخذون أوامرهم من أمريكا وإما أنهم يتخذون قراراتهم وهم في بيوت خراهم.
أفنان: قلت لهم رينبو البديل عن الحصار رينبو حلكم الوحيد رينبو أمركم الأول والأخير، فلم يسمعوا، لم يفهموا الفرق كما أفهم بين الواقع والخيال.
إيراني: رينبو معجزتهم فكيف وهم يؤمنون بالمعجزات؟
أفنان: قلت لهم أنا حصان طروادة، فلم يستجيبوا، لم يجدوا من قول غير أني لست فرنسي الولادة.
إيراني: دكتور أنت إيراني الولادة لأنك إيراني أكثر من الإيرانيين.
أفنان: قلت لهم امتيازاتكم ستبقى بل معي ستزداد، فلم يقتنعوا، لم يشغلوا مخهم.
إيران: امتيازاتهم ستزداد أكثر مما لديهم؟
أفنان: أكثر بكثير وإيران التي أرسم تزداد امتيازاتها.
إيراني: وأنا؟
أفنان: أنت كذلك وكل الإيرانيين.
إيراني: عرفت دكتور، أنت فهمت لعنتنا.
أفنان: أنا فهمت الحسين.
إيراني: فهمت الحسين ولم يفهموك؟!
أفنان: خامنئي فهمني وكل الباقين لم يفهموني.
إيراني: لأنهم يتخذون قراراتهم وهم في بيوت خراهم.
أفنان: نعيمهم.
إيراني: نعيمهم وخراهم واحد.
أفنان: نعيمهم وخراهم اثنان.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن