-الدراجة- في المقررات الدراسية الخاصة باللغة العربية الفصحى بين التقديس و الحلول البيداغوجية البديلة.

إيمان الحفيان
hafyanimane@gmail.com

2018 / 9 / 21

منح القرآن الكريم للغة العربية الفصحى عالما قدسيا محاطا وذلك بفعل الرسالة المحمدية و مالها من معاني دينية ذات رسائل ربانية محمدية موجهة لكافة البشر، وبناء على هذا المنطلق الجوهري سنضع أيدينا على الوجه الآخر للجدل القائم في المقررات الدراسية الخاصة بالتعلليم الابتدائي بالتعليم العمومي بالمغرب. بحيث أن إدراج مفردات وعبارات باللغة العامية (الدارجة) أثار حالة غضب واستياء عارمة لما يحمل معظم المغاربة من مكانة مقدسة للغة القرآن الكريم كما هو متعارف عليها عند المسلمين.
فهذه الاحتجاجات هي راجعة "للتعصب اللغوي"، إن الاعتقاد الرائج بالوسط الاجتماعي المغربي يربط اللغة العربية الفصحى بالذكر الحكيم، وأي نص مكتوب باللغة العربية يعتبر من بين النصوص المقدسة التي لا يجب تقطيعها بل ينصح بحرقها. وهي كتب تنطبق عليها نفس القاعدة التي تنطبق على القرآن الكريم حسب المخيال الشعبي المغربي، من خلال سيادة تمثل أن القرآن هو كتاب محفوظ بقدرة الله من المتربصين بأعداء اللغة حسب قول مناصري اللغة العربية.
و يمكن الإشارة إلى أن عدم تقبل معظم المغاربة فكرة ترويج وتدريس مفردات باللغة العامية في الفصول الدراسية الخاصة بالقسم الابتدائي هو راجع أساسا إلى كرة جوهرية مضمرة، وهي الجانب الآخر للقضية المثارة في النقاش العام الرائج بالمغرب حاليا، من خلال جعل لغة ما مقدسة هي صلب الحرب المروج لها في الآونة الأخيرة، وهذا ما لا يقع في دول أخرى كالدول الأروبية الذي لن تمانع من تدريس اللغة العامية في فرنسا مثلا، لأنها اللغة الأم للشعب الفرنسي وليس من العيب أن تلقن للطفل الفرنسي منذ مراحل تعليمه الأولي في مقررات اللغة الفرنسية.
ولعل المقترح الذي كان من الواجب أن يناقشه القطاع الوصي على المناهج الدراسية لتجنب هذه الفوضى الناتجة عن تداخل حدود لغة متداولة بلغة لها قواعد تميزها وتاريخ يشهد بأصالتها، هو وضع مقررات مخصصة للغة العامية بكونها لغة متفردة، وإعطائها مقررا خاصا بها، بدل دمجها في مقرر واحد مع اللغة العربية الفصحى. فهذا بمثابة حل بديل واستراتيجية بداغوجية ناجدة تعطي لكل لغة حقها الكامل لتجنب الحساسية المفرطة للمغاربة من مس اللغة العربية الفصحى من جهة، ومحاولة الاستهزاء بلغتهم المتداولة في أنشطتهم اليومية المختلفة من جهة أخرى.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن