عاشوراء وفول بانُّو

مولاي جلول فضيل
moulay_sbiaai@hotmail.com

2018 / 9 / 21

تطبخ الديار في ربوع منطقة توات ولاية أدرار الجزائرية وما جاورها ، في العاشر من شهر ذي الحجة الفول في الماء والملح ويتم توزيعه على الأطفال الذين يجوبون الديار من اجل أخذ نصيبهم منه انها عادة وصدقة جارية يتصدق بها الناس منذ القدم في يوم عاشوراء وتدعى هذه العادة بانُّوا ، لذى تكون الدعوة للإظهار والإستبيان بهذه العادة الحميدة لتذوق ملح الديار وادخال البهجة والفرح والسرور على الأطفال والكبار.
إذا مع كل عشوراء بانَّوا يُناديكم ، فبانُوا وأظهِِروا للعيان تَصدقوا على الاطفال، فالصدقة مهما كان محلها وكَمُّها كيفُها وزَمانها، فإنها تبعد البلاء ،وتطفئ الخطيئة ،وتقي ميتة السؤ ، تبادلوا ملح الديار ، المناسبة عاشوراء في اليوم العاشر من ذي الحجة ، حيث نجى الله موسى من جبروت فرعون والعذاب المهين ، فاحتفل اليهود بهذه النجاة ، كما كانوا يصومونه فسن الرسول (ص) صيامه وصيام يوم معه وفي هذا اليوم قتل الحسين احدى ريحانتي الرسول صلى الله عليه وسلم،
تعددت الاسباب وكثرت الاحداث وتوحدت الديانات في هذا اليوم المبارك الجليل ، فهناك معالم الفرح ومعالم الحزن ، حتى اننا عندما ندرس تاريخنا في هذا اليوم نشاهد جملة من التصرفات والافعال قد نراها متناقضة وغير مفهومة إلا انها للعاقل واضحة جلية فهناك النجات وهناك الوفات في هذا اليوم ، فقد يجوز الفرح كما يجوز الحزن ومن تلك التصرفات نرى إن هناك من يرقص وهناك من يقيم حفلات على شكل حروب كالسبيبة في مدينة جانت بولاي إيليزي الجزائرية ، و باهروس(01) ويشوا (2) في توات ولاية ادرار الجزائرية ، كما نجد هناك من يتصدق والصدقة مهما كان موضهعا ووقتها لا تعاب إلا انها ليس فريضة في هذا اليوم ، فالفريضة تكمن في الزكاة على ما بلغ فيه نصابها ، كما ان هناك من يصوم . وتبقى الأعمال بالنيات ولكل امرء ما نوى.
بانو في توات واغلبية ربوع الجزائر:
معظم البيوت تقوم بطبخ أغلى ما عندها الفول ،حين كان الفول كاللحم ، فتوارث الاجيال هذه العادة الحسنة التي تدخل البهجة على الاطفال والبيوت وتسد الجوع عند الكثير .
إلى جانب هذا هناك من يتصدق بالمال وغيره .
شرح مفردات :
1- باهروس : جرت العادة في منطقة توات ولاية ادرار الجزائرية ان يصنع الاطفال لعبة ، حيث كل طفل يقطع جريدة نخيل ثم ينزع الياف النخيل او ما يسمى في منطقة توات الفدام ، ويتم وضعه على جريدة النخيل ولفه بسعفها حتى يغطى كاملاً، ويبقى جزأ منه عاري وظاهر في اعلى جريدة النخيل ، يقام بإضرام النار فيه المغزى من ذلك الغضب والحزن على قتل سيدنا الحسين وعلى قطع رأسه وسميت هذه العادة بـ: باهرُّوس أي بهاء الرؤوس الا وهو راس الحسين عليه السلام إحدى رحانتي الرسول محمد عليه الصلاة و السلام تقام هذه العادة كل سنة مع ذكرى وفاته الغرض منها الذكرى وعدم النسيان واثبات والولاء والحب لآل بيت الرسول الكريم .
2- يشوا : وهي لعبة بحيث يقوم البعض بلف انفسهم بألياف النخيل والتنكر فيه حيث يجد الاطفال ضالتهم في المرح بهذه اللعبة كما يستمتع الكبار بالفرجة على ذلك ، إلا ان المغزى من كل ذلك هو الفرح بنصر سيدنا موسى ، وتذكار وفاة سيدنا الحسين لما له من قيمة في نفوس الناس ومعزة وحب لأهل البيت ، وهذا بإحياءها بالتصدق والذكر الحكيم.
.
.
.
بقلم السيد : مولاي جلول فضيل



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن