توماس شريلو أبرز معارضي إتفاقية الخرطوم للسلام يؤكد إنهيار إتفاقية السلام الجزئية و الرجوع إلى مربع الحرب الأول 2_2

عبير سويكت
ablaelmugammar@yahoo.com

2018 / 9 / 16


توماس شريلو أبرز معارضي إتفاقية الخرطوم للسلام يؤكد إنهيار إتفاقية السلام الجزئية و الرجوع إلى مربع الحرب الأول 2_2


حاورته عبير المجمر (سويكت)


رفضنا مبدأ الإستسلام و المساومة بالقضايا الوطنية لأنه عيب و لا يشبهنا و لا يستقيم مع مبادئنا.

من وقعوا باعوا قضية الوطن التي استأمنهم عليها الشعب و سوقوا شعب الجنوب بأبخبس الأثمان لجبورت نظام جوبا.

في النهاية إرادة الإنسان و رغبته في الحرية و الكرامة و السلام الشامل للجميع هي التي ستنتصر و لا يمكن لأي أحد على وجه الأرض أن يهزمها.

سلفاكير لم يقدم أي تنازل في هذه الإتفاقية بالعكس هي مكنته تمكين كامل من السلطة و خدمت إصراره على مواضيع معينة تجعله يحكم الجنوب إلى ما لا نهاية.

لم نوقع لأن التوقيع بالنسبة لنا حبر على ورق أن لم نصل به إلى إتفاق مرضى لجميع الأطراف و مقنع لأن مصلحة الجنوب فوق كل شئ و كل شخص، حكومة كانت أو معارضة.

نرفض تسمية د. مشار بخصمنا اللدود هو زميلنا في النضال و جزء أصيل من المعارضة التي ناضلت ضد نظام جوبا الجائر الظالم.

هذه مجرد ادعاءات و هراء ليس لدينا طموح في أن نكون في مقدمة المعارضة، و ليس لدينا غيرة سياسية من مشار، بل أهدافنا رامية لدعم أي جهه عندما تجد حل شامل مرضى للجميع و سلام مستدام معارضة كانت أو حكومة .

طالبنا بالإفراج عن د. مشار و رفع الإقامة الجبرية حتى يكون جزء أصيل من المفاوضات و يكون السلام شامل و مرضى للجميع.

أنا شخصياً حتى و إن لم أشغل أي منصب أو أي مسؤولية في الحكومة سأكون مبسوط إذا تحقق السلام الشامل الكامل و أعود إلى قريتي لكن شريطة أن يكون سلام عادل و يعيش شعبي حياة كريمة.

نطلب من شعب الجنوب الصمود و الصبر و أن لا تدفعهم المعاناة إلى قبول أي إتفاقية سلام جزئي لا يعالج جذور الأزمة و يرجعنا لمربع الحرب.

حكومة جوبا عندها أساليبها المستخدمة لإستدراج أصحاب النفوس الضعيفه الذين يقبلون بهذا النوع الهزيل و المخجل من المصالحات التي ترضى مطالبهم الشخصية و ليس الوطنية.

من إنشقوا من جبهة الخلاص و وقعوا قد سمعنا أنهم تعبانين و غير قادرين على تحمل معاناة النضال و كانوا جاهزين لتوقيع اي نوع من التسوية مع حكومة جوبا.

المنسلخون من جبهة الخلاص الوطنية لم يتحملوا الكفاح من أجل شعب الجنوب المظلوم و ركضوا وراء عروض الحكومة و قبلوا بتسوية ترضى مصالحهم الشخصية

جبهة الخلاص الوطنية باقية سياسياً و عسكرياً و ستستمر في سبيل تحرير و تحقيق إرادة الإنسان الجنوبي و تحقيق رؤيتها في العدالة و السلام الشامل للجميع.

زوجة سلفاكير لم تكن جندية في حياتها و لم تتدرب قط و لم تكن جزءا من الجيش لا قبل و لا بعد الحرب و ترقيتها تأكيد على بسط سياسة التمكين في السلطة لسلفاكير و أسرته فلم تعد هذه حكومة قبيلة فقط بل عائلية .

كنا نتمنى من حكومة جوبا أن ترفع إحساسها المتجمد و الميت و ترتقي إلى الإحساس بمعاناة الشعب و إنقاذه من جرائمهم التاريخية.

صفحات التاريخ أثبتت حرب القوى المضادة الجائرة الظالمة مثل حكومة جوبا التي لا تنام عينها و هي تعمل من أجل تدمير المعارضة المناضلة الثابتة على مواقفها الوطنية حتى تستمر هي في السلطة.

من يريدون تلطيخ جبهة الخلاص باتهامات رخيصة هذا كلام فارغ تأخذه الرياح.

كنا نعتقد أن الأخوة في السودان جزء مننا و الأدري بمشاكل الجنوب و سيعملوا على إيجاد حل شامل يرضى الجميع و ليس حل جزئي لترضية جهة معينة.

الجزء الثاني

الجنرال توماس شريلو سواكا النائب السابق لرئيس هيئة الأركان للجيش الشعبي بجنوب السودان ، كان قد قدم إستقالته لعدم إلتزام الحكومة بتنفيذ بنود إتفاقية السلام المتفق عليها، إضافة لرفضه إنتهاكات قوات الأمن ضد المدنيين التي وصفها بالمحاباة العرقية داخل الجيش، كان قائداً لوحدات كبيرة في الجيش الشعبي لتحرير السودان و ناضل في صفوفه من أجل تحرير الجنوب، كما عمل أيضاً في الجيش السوداني.
يعتبر عمله في الجيشين الشعبي و السوداني واجب وطني من أجل الشعب السوداني و الجنوبي على حد سواء.
يقول أن التحاقه بالجيش الشعبي لتحرير السودان كان من أجل الدفاع عن مواطن الجنوب و المطالبة بحقوقه، و إستقالته و خروجه من حكومة الحركة الشعبية كان أيضاً من أجل المواطن عندما خانت الحركة الشعبية قيادة و حزباً مواطن الجنوب و سلبته حقوقه .
هذا الجنرال الذي تخرج من الكلية الحربية السودانية و اكتسب خبرات و تجارب في ميادين القتال التي عركته و عجمت عوده بمعارف و قدرات عسكرية و حربية، إلى جانب هذا و ذاك طبعت فيه مواقف إنسانية و عبقرية و ثقافية، فأنت عندما تحاوره تكتشف فيه بجانب المعرفة العسكرية آفاق فكرية و حضارية تنم عن مدارك شاسعة و واسعة، و أن صاحبها ذو عقل و قلب مفتوح للنقاش و الحوار، يحاورك في هدوء خالي من الخشونة و العنف العسكري بل يتميز بإنضباط فكري و حضاري.
الآن إلى مضابط الحوار :

جنرال شريلو وجهت لكم عصا الإتهام بأنكم تطالبون بالديمقراطية في الجنوب بينما تمارسون أسوأ أنواع الديكتاتورية داخل جبهتكم و يستشهدون على ذلك بفصلكم العديد من كبار المسؤولين داخل جبهة الخلاص في الآونة الأخيرة؟
و الله يا أختي يا عبير في كل نضال و في كل حرب القوى المضادة مثل حكومة جوبا تعمل على تدمير المعارضة للإستمرارية في حكم الجنوب و عندها أجندة و أيادي و إمكانيات تستخدمها لتزرع المشاكل في داخل و خارج التنظيمات المعارضة، و هذا ليس بشئ جديد فتاريخ نضالات الشعوب يحكي مشاكل كثيرة جداً قامت بها الحكومات الجائرة الظالمة التي لا تنام أعينها و تظل تعمل من أجل خلق المشاكل في داخل التنظيمات الوطنية لتدميرها.
و بما أنك ذكرتي حديث الفصل هذا فنحن نقول أن هناك بعض الشخصيات ليس عندها إيمان بتحمل قسوة الكفاح من أجل شعب الجنوب المظلوم و لأسباب مختلفة و مصالح و مطالب شخصية يمكن لهذه الشخصيات أن يتماشوا مع عروض من قبل الحكومة و يقبلون بأي نوع من التسويات.
و الحكومة عندها أساليب كثيرة مستخدمة لإستدراج أصحاب النفوس الضعيفة و عادي جدا أن الضعفاء يقبلوا بهذا النوع من المصالحات، كما أن هناك بعض الأشخاص غير قادرين على تحمل معاناة النضال و ظروفه الصعبة و مثل هؤلاء يمكن أن ينسلخوا بسهولة و هذا كلام عادي جداً.
لكن جبهة الخلاص الوطنية ما زالت صامدة في تجاه تحقيق إرادة شعب الجنوب و لن يؤثر فيها انشقاق أمثال هؤلاء و جميع الذين خرجوا من الصفوف لأسباب و مصالح شخصية، و نحن نحترم رأيهم لأننا نناضل في سبيل تحرير إرادة الإنسان و إذا كان هناك مثل هؤلاء الناس قرروا الرحيل من جبهة الخلاص الوطنية نحن أيضاً نحترم رأيهم و نتمنى لهم التوفيق و النضال سيستمر لأن جبهة الخلاص ثابتة بقوتها العسكرية و السياسية و قياداتها و رؤيتها، و لكن طبعاً أي إنسان يخرج يحاول أن يلطخ جبهة الخلاص الوطنية بإتهامات غير حقيقة مجرد كلام تأخذه الرياح.

إذن هل هذا يعني أنه لم يتم إستبعادهم من قبلكم و لم تمارسوا عليهم نوع من الديكتاتورية داخل جبهة الخلاص بل خرجوا بمحض إرادتهم ؟
لا طبعاً كما ذكرت لك هم خرجوا و إنشقوا لأسباب و مصالح شخصية، و جزء منهم قد وصل درجة أنهم أصبحوا غير قادرين على تحمل معانأة النضال و قالوا أنهم جاهزين لتوقيع أي نوع من الإتفاق و الذهاب إلى جوبا لعمل تسوية مع الحكومة و هذه أحد أسبابهم التي سمعنا بها فقد أصبحوا تعبانين من النضال.
ثم أن النقاط التي إتفقنا عليها لتحقيق سلام عادل شامل هم أصبحوا يعتقدون أن هذه النقاط لن يجعلوا منها عقبة أمام عقد تسوية مع الحكومة، و سيمضون على أي شئ، و ما تبقى يمكن مناقشته أمام الحكومة في جوبا و قالوا نتشاور فيما يمكن فعله فيما بعد .
و نحن قلنا لا لا لا يمكن أن نقبل بتسوية بهذا الشكل فيما يتعلق بالقضايا الوطنية و هذا كلام خطأ لأن النظام في جوبا ديكتاتوري و دموي و هذا نوع من الإستسلام و هذا عيب و الطعن وراء الظهر لا يشبهنا و لا يستقيم مع مبادئنا و نفتكر أنهم بهذا الأسلوب يبيعون قضية أبناء الوطن التي استأمنونا عليها و يسوقون الشعب بأرخص الأثمان لجبورت هذا النظام.

سمعنا بأن هناك جهات تمكنت من شق صفوف جبهة الخلاص الوطنية و إستمالت بعض أفرادها حتى يوقعوا على اتفاقية السلام و كأنما هم الممثلين الرئيسيين لجبهة الخلاص؟
هذه طبعاً أساليب معروفة من نظام جوبا و لا نستغرب لذلك فكل الدول التي إنتصرت ضد الظلم و الظالم كانت الحكومات الظالمة تبذل مجهود لتدمير المعارضة لكن هم في الاخر سوف يهزموا لأن إرادة الإنسان و رغبته في الحرية و الكرامة لا يمكن لأي أحد على وجه الأرض أن يهزمها.

طبعاً جولة المفاوضات الأخيرة كان من المفترض أن تنتقل من الخرطوم إلى كينيا لكن في نهاية الأمر استقر الموضوع على متابعة المفاوضات في الخرطوم فكيف كان إحساسك عندها؟ هل كنتم متفائلين أم محبطين بإستمرارية الاتفاقيات في الخرطوم بدلا عن كينيا؟
و الله طبعاً عندما قرر نقل الوساطة إلى الخرطوم كان من المفترض أن تكون هناك جولة أخرى في الخرطوم و أخرى في كينيا و بعدها يتم نقل الموضوع إلى أديس أبابا إذا تم الإتفاق و هكذا، و لكن إستقر الموضوع في الخرطوم بدلاً من كينيا و نحن كانت آمالنا في السودان كبيرة و لكن بالنسبة لنا جميع دول الإيقاد كنا نأمل في أن تبذل مجهود لحل أزمة الجنوب و لم نعطي أهمية كبرى للمنطقة التي تقام فيها المفاوضات بقدر تركيزنا على المساهمة في حل أزمة الجنوب و أن يتمكنوا من أن يأتوا بالسلام الكامل الشامل المرضى للجميع.

حسنا كنتم قد قلتم لي في حوار سابق لنا أنكم كنتم ترجون من حكومة جوبا أن تقدم تنازلات و أن تناقش نقاط أساسية تطالب بها المعارضة، في الوقت الذي رأى فيه أبناء الجنوب أن على المعارضين أمثالكم غير الموقعين تقديم تنازلات، كما أن الرئيس البشير طالبكم بالتضحية من أجل القضية الوطنية و من أجل الشعب؟
أعتقد أن التضحية من أجل القضية الوطنية و الشعب الجنوبي تكون من أجل بناء مستقبل أفضل و من أجل بناء هذا المستقبل التضحية يجب أن تكون من الطرفين و ليس من طرف واحد فكلنا كاطراف نزاع علينا تقديم التنازلات بحيث تكون من الجانبين على حد سواء حكومة و معارضة هذا من جانب.
و من جانب آخر التنازلات يجب أن تكون عقلانية منطقية و معقولة حتى يمكن من خلالها تحقيق السلام و الإستقرار.

و لكن في نفس الوقت جنرال شريلو البعض يرون أن مواقفكم المتعنتة لا تساعد على تقدم سير المفاوضات بينما سلفاكير وصف موقفه بالمرن هذه المرة فقد قبل مبدأ الحوار و التوقيع لذلك كان من الممكن أن توقعوا مبدئيا و بقية القضايا العالقة تناقش في جوبا؟
أولاً توقيع سلفاكير على هذه الإتفاقية لا يعتبر تنازلا لأنه لم يقدم أي تنازلات حقيقة بل بالعكس هذه الإتفاقية عملت على تمكين السلطة لسلفاكير، و لذلك هذا النوع من الاتفاقيات يجعل سلفاكير يواصل في العمل الديكتاتوري على شعب بأكمله إذن هذه الاتفاقية ليست حل لأزمة الجنوب و توقيعه عليها لا يعني تنازل لأنها تمكنه من السلطة.
فالتوقيع بالنسبة لي ليس هو التوقيع على ورق و لكن الوصول إلى إتفاق يرضى جميع الأطراف و تكون على اقتناع به.
الحاجة الثانية أننا نعتقد أن مصلحة الجنوب فوق كل شئ و كل شخص معارضة و حكومة على حد سواء ، و بالتالي التنازلات كان من اللازم أن تكون بطريقة تهدف إلى تحقيق آمال الشعب الجنوبي و ليس مجرد الإصرار على مواضيع معينة تجعل من أفراد معينين" الحكومة على وجه التحديد" تكون مستمرة في السلطة في جنوب السودان إلى ما لا نهاية لذلك نحن قلنا : (خلينا نوقع الإتفاق بطريقة ترضى الجميع).

قلت له :اكيد طبعاً بطريقة تعالج جذور الأزمة الأساسية و لا ترجعكم إلى المربع الأول و تندلع حرب أخرى من أول و جديد.

رد قائلاً :أكيد طبعاً معالجة جذور الأزمة كما ذكرتي لكن محاولات فرض الاتفاقيات الجزئية لن ينجح و سينهار الإتفاق و ستعود الناس إلى المربع الأول و ستزيد معانأة الشعب الجنوبي.

حسنا جنرال توماس عصا الإتهام تشير إلى أنكم عملتم على زعزعة هذه الإتفاقية بسبب غيرة سياسية من خصمكم اللدود مشار و طموح شريلو في أن يكون في مقدمة المعارضة لكن سرعان ما اصطدمت طموحاته بالواقع، فما هو تعليقكم على ذلك؟
أولاً الأخ دكتور رياك مشار ليس خصمنا و إنما زميلنا في النضال و هو جزء أصيل من المعارضة التي ناضلت ضد النظام في جوبا، و نرفض تسمية د. رياك مشار بخصمنا اللدود نحن زملاء في المعارضة، و كنا قد طالبنا بالإفراج عنه و إلغاء الإقامة الجبرية في جنوب افريقيا حتى يكون جزء من المعارضة التي كانت قد بدأت التفاوض من أجل إحلال السلام َ.
و كلام أن هناك طموح من جهتنا حتى نكون في مقدمة المعارضة هذا هراء و كلام غير صحيح لأن جبهة الخلاص الوطنية معروفة لدى جميع أفراد الشعب الجنوبي و كذلك أهدافها الرامية لتخليص الشعب و العمل من أجله، و بناءا على ذلك فإن أي جهة في المعارضة تتمكن من تحقيق سلام يخاطب جذور الأزمة و تجد حل شامل كامل مرضى للجميع و سلام مستدام في الجنوب فأنا شخصياً حتى و إن لم أشغل اي منصب أو أي مسؤولية في الحكومة سأكون مبسوط و أعود إلى قريتي و يعيش شعبي حياة حرة كريمة.

ما هو تقييمكم للموقف الأمريكي حيال إتفاقية الخرطوم للسلام؟
الآن نحن ليس لدينا معلومات كافية عن الموقف الأمريكي و لكن حسب آخر خطاب لهم كانوا يقولون أنهم يتمنون أن أي سلام يتم التوصل له يكون سلام يشمل كل الناس و ليس سلام جزئي و غير مرضى لفئات كبيرة من أبناء الجنوب و هذا الكلام الذي سمعناه من الحكومة الأمريكية أن السلام لازم يكون شامل للجميع inclusive و يكون مرضى حتى لا تكون هناك إشكالية في المستقبل و هروب من تنفيذ الإتفاقية.

تعيين سلفاكير لزوجته
major général des armées
كان قد أثار غضب الوسط الجنوبي أنتم كيف تنظرون إلى ذلك؟
طبعاً كانت مفاجأة كبيرة لنا فالجيش في الجنوب قبل و بعد الحرب نعرف قادتهم و لم نسمع يوماً ما أن زوجة سلفاكير كانت جندية و تدرجت لرتبة قيادية كبيرة في الدولة و في جيشها لذلك نحن لا نفهم مدلولات تلك الترقية لزوجة الرئيس و بهذه الطريقة و في ذاك الوقت بالتحديد.

أنت متأكد أنها لم تتدرب أو حتى لم تكن لها إمكانيات و قدرات عسكرية؟
عن أي إمكانيات عسكرية تتحدثين يا أختي عبير هي حتى لم تتدرب ناهيك عن قدرات عسكرية و لم تكن جزءا من الجيش الجنوبي يوماً ما.

ثم وأصل ضاحكاً : أو قد تكون قد تدربت في الخفاء من غير علمنا و علم الآخرين.
مع العلم أننا كنا جزء لا يتجزأ من الجيش الشعبي و لم نسمع بها كجندية قط.

و لكن من خلال تحليلكم الشخصي كسياسي محنك و عسكري بارع ما القصد من ذلك؟
القصد واضح و لا يحتاج لشرح السعي لبسط سياسة التمكين، سلفاكير كان ينفي أن حكومته حكومة قبيلة و الآن أثبت أنه ساعي ليجعل منها حكومة عائلة ليس فقط حكومة قبيلة و هذا بهدف التمكين و حتى يظل هو في السلطة إلى الأبد و من بعده عائلته بالوراثة و هذه حقيقة أصبحت واضحة حتى للإنسان الجاهل في الجنوب.

ما هي رسالتكم الأخيرة؟
بالنسبة للأخوة في السودان إننا كنا نعتقد أنهم جزءاً منا و هم الأدري بمشاكل الجنوب و أزمته و كنا نتوقع منهم العمل على مساعدتنا في إيجاد حلول تعالج المشاكل الرئيسية و تخاطب جذور الأزمة و يكون سلام كلى و ليس جزئي و نتوصل إلى تكوين نظام عادل و مرضى للجميع.

أما حكومة جوبا كنا نتمنى منها رفع إحساسها المتجمد الميت و أن ترتقي إلى الإحساس بمعاناة الشعب و إن يعملوا على إنقاذ الشعب من الجرائم التاريخية التي ارتكبوها في حقه، فالمعاناة التي حدثت في الجنوب فرضتها الحكومة فنحن نفتكر أنه كان على الحكومة أن تنتبه إلى مطالب الشعب في تحقيق سلام شامل و ليس جزئي و سلام مرضى للجميع حتى نرجع البلد و نبني الجنوب من جديد.

أما شعب الجنوب فكنا نعتقد أن عليهم أن يراجعوا أنفسهم لأن المأساة و المعاناة التي كانوا و سيظلوا فيها بسبب هذه الحكومة التي سعت إلى إتفاق يمكنها من جديد و يجعل السلطة في يدها، و هم كانوا و مازالوا يعيشون في ظروف أليمة سجلتها صفحات التاريخ الإنساني، و هذه الظروف سببتها ممارسات الحكومة التي تسببت في الدمار و إهدار حياة الإنسان في الجنوب و تدمير مقدراته.
لذلك نحن نقول لهم و نحن نرى هذه المعاناة أنه ما كان يجب أن تدفعهم هذه المعاناة إلى قبول أي نوع من الإتفاق الجزئي غير الشامل و غير المرضى للجميع، و الذي لا يخاطب جذور الأزمة و يرجعهم إلى المربع الأول و إندلاع حروب جديدة يمكن أن تتسبب في تدمير الدولة في الجنوب بأثرها.
و الآن نرجو منهم الصبر مع الصمود و رفض الحلول الجزئية و المضي في سبيل تحقيق إرادتهم.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن