لا زعامة للثورة البصرية

اسماعيل شاكر الرفاعي
Kitab333@hotmail.com

2018 / 9 / 8

لا زعامة للثورة البصرية

لقد انجزت هذه الثورة الكثير من غير زعامة ، ولو كان لديها زعماء لاستنفدوا طاقتهم بالثرثرة المجانية على شاشات الفضائيات او بعقد الصفقات المريبة من وراء ظهر الجماهير الذين غدرت بهم قناصة السلطات المتعددة في العراق البارحة فأضافوا رقماً جديداً الى عدد المغدور بهم من الثوار ...

وبدلاً من ان نتحدث عن درس ثوري بصري عراقي ، حيث انجزت عفوية الجماهير ما لم تستطع ان تنجزه بوجود الزعامة ، جنح الأميون الى تعهير الثورة العراقية البصرية ببراز غياب الزعامة . وهكذا يعيد انتاج التخلف نفسه ، حين لا يوءمن بان من الممكن لثوار البصرة ان يضيفوا درساً جديداً الى التراث الثوري العالمي : بالانجاز الثوري من غير زعامة ، وفقط لو تم انجاز ذلك في باريس او لندن او واشنطن لخرج علينا الكثيرون ملوحين بهذه الإضافة ...

ما الذي يجعل هذه الثورة العظيمة تتحول في عيون البعض من احتجاج ضد شروط قاسية للعيش لا يتحملها الحيوان ، الى شغب يقوده مندسون ومخربون ، هل لانها احرقت مبنى القنصلية الإيرانية وتوجهت لمحاصرة مبنى القنصلية الامريكية ؟
لا المدنس الدنيوي في واشنطن رحم الشعب العراقي ، ولا المقدس الأخروي في طهران رحمهم : كلاهما حول العراق الى ساحة لصراعاتهما بما يملكان من نفوذ ...

رددت الجماهير الثاءرة شعارها الخالد : ايران برة .. برة وأمريكا : برة .. برة ، لتثبت الثورة وطنيتها وجذورها البصرية الأصلية ..

قوة الثورة في استمراريتها وفِي امتلاكها للمبادرة والهجوم وعدم المراوحة والتوقف بحجة ( المندسين ) ، فانا اسمع - وانا في البعد - سكاكين ذبحها تشحذ في طهران وواشنطن وعواصم اخرى ..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن