شنكال بعد أربع سنوات من الإبادة..

خالد تعلو القائدي
xaled.talo@yahoo.com

2018 / 9 / 5

شنكال بعد أربع سنوات من الإبادة..
الإحصائيات المعتمدة لدى المديرية العامة للشؤون الايزيدية في اقليم كوردستان تشير إلى ٦٤١٧ ايزيدي تعرضوا للقتل والخطف في الثالث من آب من عام ٢٠١٤ عندما اجتاح تنظيم داعش قضاء شنكال ومجمعاتها وقرأها والى الان مصير اكثر من ثلاثة آلاف مجهولا بعد تحرير وإنقاذ اكثر من ثلاثة آلاف ايزيدي، وهذه الإحصائيات في الحقيقة فيها الغموض والشك خاصة بعدما هرب العديد من الايزيديين إلى سوريا وتركيا وأوروبا ولا يمكن الاعتماد على اي إحصائيات إلا بعد عودة الايزيديين إلى مناطقهم بشكل كامل، حيث أن مئات آلاف منهم مازالوا يعيشون في مخيمات النازحين في اقليم كوردستان وسوريا وتركيا، أضف إلى ذلك عدم وجود إحصائية دقيقة لعدد الذين هاجروا إلى دول الأوروبية والغرب.
بالنسبة لعدد الذين تم تحريرهم وانقاذهم من الأصح أن نطلق عليهم الذين تم شراءهم بطرق غير مباشرة من تنظيم داعش الإرهابي، اي لا يمكن القول أبدا أن الايزيديين تعاملوا مع داعش بشكل مباشر من أجل شراء أبناءهم أو المخطوفين.
للاسف هناك جهات عديدة تدٌعي انهم قاموا بتحرير المخطوفين ولكن هذه مغالطة كبير جدا حيث أن العدد الأكبر منهم تم شراءهم عبر وسطاء ( مهربين أو بالعمامية قجغجية ) مع وجود حالات قليلة جدا تم تحريرهم من قبل أشخاص أو جهات أمنية واستخباراتية أو أو هرب المخطوفين من مناطق معينة خاصة قضاء تلعفر وبالأخص قرية كسر المحراب وقزل قيو ومناطق أخرى وايضا كانت تدفع مبالغ ربما تكون رمزية لبعض من ساعدوا على تأمين الطريق لهم.
وهنا لا ننسى أن تنظيم داعش قام بالإفراج عن بعض المخطوفين وهم من العجزة وكبار السن وعلى وجبتين وتسليمهم إلى مكتب خالد على الحدود محافظة كركوك ومازال يلفها الغموض حول كيفية تم إطلاق سراحهم.
في نهاية شهر الرابع .. نيسان من عام ٢٠١٥ تم عزل النساء والأطفال عن الرجال والشباب وعلى أثره تم نقل النساء والأطفال إلى سوريا ونقل الرجال والشباب إلى جهة مجهولة لم يعرف عنها اي شيء إلى الآن، علما ان عملية النقل تم في وضح النهار وأمام المجتمع الدولي وتقنيتها العملاقة.
هنا لابد أن نذكر أن نقل النساء والأطفال تم ايضا في وضح النهار حيث سلك الدواعش طريق تلعفر .. سنجار.. ام جريص .. إلى أن وصلوا إلى سوريا وبالتحديد مدينة الرقة.
كل هذا يدعونا إلى فضول وشبهات حول عمليهم نقلهم ولم يتم إنقاذهم، علماً تم نقلهم بالباصات وبشكل علني.
هنا دعونا نعود إلى ملف تحرير المخطوفين حيث أن عملية إنقاذهم تحتاج الى عمل كبير جداً، ويتم الاتفاق مع الوسطاء وهم بدورهم يحددون السعر ومن ثم يُطلب من ذوي المخطوفين تأمين المبلغ المتفق عليه وهنا يدخل طرف ثالث في سيناريو تحرير "شراء " المخطوفين وهي مكتب المخطوفين والناجيات في دهوك ولكن للأسف المكتب لا يوفر المبلغ بشكل مباشر بل يتم تسجيل وفق آليات متبعة من قبل المكتب مما يعرقل في العديد من المرات عملية التحرير وقد تفشل العملية برمتها بعد عدم تأمين المبلغ من قبل ذوي المخطوفين وفعلا فشلت العديد من عمليات تحرير المخطوفين بسبب عدم قدرة ذوي الضحايا في تأمين المبلغ ، وهنا يدخل طرف رابع في حالات عديدة وهي بعض الخيرين أو بعض المنظمات الخيرية التي من شأنها تأمين المبلغ المطلوب لحين تحرير المخطوفين ووصولوهم إلى ذويهم ودفع تلك المبالغ من قبل مكتب المخطوفين والناجيات وربما عملية الدفع تتأخر لعدة شهور أو سنة وربما أكثر من ذلك..
والعديد من ذوي المخطوفين بإقتراض المال من المكاتب أو بعض الشخصيات ولكن مع دفع الفوائد فيما بعد ( يدخل ضمن محرمات السلف والربى ) بل هناك حالات معينة ذوي الضحايا عرضوا بعض اعضاءهم للبيع ( مثلاً الكلى ).
ولكن هنا من المهم أن نذكر أن العديد من المنظمات والخيرين يتبرعون بمبالغ من أجل تحرير المخطوفين بل إن تلك الجهات تساعد المحررين بمبالغ مالية بعد تحررهم .
ربما ابتعدت عن عنوان المقالة ولكن لابد ان نعطي شيء من التفصيل حول ملف المخطوفين والناجيات.
إذا عدتنا إلى مفهوم شنكال بعد أربع سنوات من الإبادة من المهم جدا العودة إلى ملف النازحين في المخيمات سواء في منطقة جبل شنكال أو في كوردستان أو تركيا وسوريا ونبين للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية عدم وجود الجدية في إعادة الايزيديين إلى مناطقهم أو توفير الحماية لهم في حال عودتهم والأخطر من كل هذا وجود صراعات سياسية وحزبية على أرض الواقع في شنكال ومن جهات مختلفة، مما يعيق عودتهم إلى مناطقهم في الوقت الراهن وايضا عدم وجود مبادرة حقيقية في إعادة بناء أو إعمار مناطق الايزيديين من قبل الحكومة سواء حكومة بغداد أو حكومة اربيل بل هناك صراع مستمر بينهما حول ضم شنكال إلى جغرافيتهم.
اليوم الايزيديين يعيشون في ظل إبادة مستمرة بسبب عدم الاهتمام بهم من اي جهة حكومية، وعدم استقدام المجرمين إلى القضاء من قبل الحكومة أو من قبل العشائر العربية التي تورط العديد من ابناءها في ارتكاب جرائم بحق الايزيديين وخاصة بعد خطفهم والاتجار بهم واغتصاب النساء بشكل علني.
كذلك إلى الآن لم يطرح على الطاولة أسباب سقوط شنكال على التنظيم الإرهابي " داعش" أو ما يسمى الدولة الإسلامية وخليفتها ابو بكر البغدادي.
في الحقيقة ملف الإبادة الايزيدية ملف معقد جداً بحيث ليس هناك خطوات جديدة للاعتراف بها من قبل المجتمع الدولي أو المحلي طبعا الاعتراف السياسي ليس له أي أهمية في ظل غياب الاعتراف القضائي، وايضا هناك ملف آخر ضمن ملف الإبادة الايزيدية وهو ملف المقابر الجماعية الذي يلفه الغموض ايضا دون وجود لجان مختصة على أرض الواقع في فتح تلك المقابر وتشخيصها والتعرف على الرفات المغدورين بهم من قبل تنظيم داعش ويبلغ عدد تلك المقابر قرابة ٧٠ مقبرة أو يزيدها بقليل مع وجود مقابر فردية منتشرة في جميع مناطق شنكال، وهذه المقابر إن لم يهتم بها سوف تتلاشى بسبب عوامل البيئة من الأمطار والسيول أو التلاعب بها من قبل جهات أخرى.
وضع الايزيديين الآن يمر بفترات صعبة جدا دون وجود نية حقيقية لاخراجهم من هذا الوضع الكارثي والمأساوي.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن