حق العودة جوهر البضية الفلسطينية

صالح الشقباوي
salehyasser65@outlook.sa

2018 / 8 / 28

حق العودة جوهر القضية الفلسطينية .
د.صالح الشقباوي
استاذ محاضر في جامعة الجزائر

يبدو ان الرئيس ترامب ، يحاول السير على خطى الرئيس ترومان عام 1948 لتفسير قرار 194 والخاص بالاجئين الفلسطينين والذي سمح بعودة اللاجئين الراغبين في العودة الى ديارهم التي هجروا منها بفعل الارهاب والتطهير العرقي الصهيوني ، والعيش بسلام مع جيرانهم ..فترومان فسر في حينه قرار العودة بانه يشمل عودة مئة الف فلسطيني ومئة الف اخرى توطن في العراق ..والبقية الباقية تذاب وتندمج في محيطها الجيوسياسي، علما ان عدد الفلسطينيون الذين هجروا على ايدي العصابات الصهيونية كان اكثر من 800.الف فلسطيني " ثلثي الشعب لاجئ" فنحن نعلم ان جوهر السياسة الامريكية الخاصة بالقضية الفلسطينية تعتمد على منهج التوطين كأداة واقعية لحل القضية.وتصفية حق العودة التي تمثل عائقا ايديولوجيا كبيرا امام الكيانية اليهودية القادمة لدولة اسرائيل وتهديد ديموغرافي واضح المعالم والاسس..لها .فنحن الفلسطينيون نستند الى القانون الدولي الذي يعمل ترامب على دفنه حيا ، وعليه نؤكد ان اي قرار يصدر عن ترامب ويسبق الجغرافيا السياسية على القانون الدولي لن ينجح ، وهو باطل ..
فهو يسعى ترامب طبعا لعدم اعتراف اسرائيل بنتائج ومقدمات النكبة الفلسطينية ، ويحاول ان يجعل اسرائيل لا تعترف باعمال التطهير العرقي والكارثة والنكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني كله ، وتحميل المسؤولية للمجتمع الدولي وليس لاسرائيل ...يتزامن ذلك مع محاولاته الغاء الحقوق الفردية للاجئي لفلسطيني.
فهناك ورشات عمل يجري تنظيمها من قبل المعهد الملكي البريطاني "R.H.A" ومركز الدراسات اللبنانية وبدعم من كندا والاتحاد الاوروبي , بشأن مسألة اللاجئين ، والتي تساعد ترامب تقويض حق العودة .
علما ان م.ت .ف تصر على ان حقوق اللاجئين جزء لا يتجزاء من التسوية السياسية .
لكن ترامب المتطلع الى بزوغ العصر الامريكي ، والمتفائل بهيمنة استراتيجية امريكية جديدة في المنطقة خاصة بعد ان رسموا خرائط نفوذهم وتقاسموها سرا مع بوتين ..يسعى الى اضعاف حق العودة وفكفكة مكوناته.
وهذا ما يعيد الروح لجسد مشروع ايالون - نسيبة ..( دولة ثنائية القومية )
بحيث تستبدل الجماعتين القوميتين ..فلسطينية - اسرايلية لتصبح فلسطينية - يهودية ..مما يجعل اسرائيل دولة الشعب اليهودي ..اي كل يهود العالم مواطنيها مما ينفي عنها فكرة
دولة لمواطنيها الذين يعيشون فوق جغرافيتها السياسية
خاصة وان اسرائيل ومن خلال ما اطلق عليه كذبا الربيع العربي استغلت الصراع ونقلته من سياقه الاحتلالي الى جعله صراعا بين دولة اسرائيل التي تدافع عن حقها ووجودها وارهابين عازمين على تدميرها وهنا تكمن الخطوره الايديولوجة لمنزلقات هذا التضليل والافك الصهيوني المنظم فالصهيونية وليدة وصديقة الكذب المزمن ..الكذب الذي لا شفاء منه الا بالكذب ...فنحن مازلنا غير جاهزون لنسيان التاريخ لذا عليكم الا تنهوا مشكلة اللاجئين بل حلوها بعدل وانصاف . فهوية الزمن متغيرة ولن تبقوا اسيادا للزمن العربي المخزي ..الزمن المستسلم.مدى الدهر ..تذكروا انفسكم في القرون الاوروبية الوسطى ماذا كنتم وكيف كنتم وماذا فعلت بكم اوروبا لكي تتمايزوا عن شعوبها بشعركم وسوالفكم الطويلة وانوفكم المعقوفة اسفلا !!!!.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن