الكتلة الكبيرة بين الضبابية وفقدان المعاييرلتشكيلها

عبد الخالق الفلاح
alfalah1954@gmail.com

2018 / 8 / 21

الكتلة الكبيرة بين الضبابية وفقدان المعاييرلتشكيلها
يجري حراك ماراثوني واسع، بين الكتل السياسية،في ظل مشهد السياسي معقد للغاية وحتى تلك المتناقضة أحياناً منها في تكثف جهودها، ومشاوراتها لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر والتي يحق لها تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بعد تشكيلها وتعمل على جمع جميع الاطراف والكتل لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، بهدف انتاج حكومة قوية وحازمة للنهوض بمهامها المستقبلية، وفاعلة تعمل بجد على تقديم الخدمات وتحقيق الإعمار وإعادة النازحين ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين، وتسعى بأخلاص الى تقديم دماء جديدة من ابناء بلدنا ليسهموا بادارة الدولة خلال المرحلة المقبل وحل مشاكل المواطنين في العيش بحرية ورخاء وتقديم الخدمات لهم”.والسعي إلى انجاز إصلاحات اقتصادية أساسية وبناء علاقات قوية مع بقية دول العالم للمساعدة في تلبية المطالب المشروعة للشعب و في ظل توقعات ومتغيرات وانشقاقات تفرضها المرحلة في تفتيت القوائم التي دخلت الانتخابات قد تكون مبكرة وتشكيل قوائم اخرى ،
العملية السياسية في العراق رغم ما فيها من ضبابية وتعقيد كبيرين إلا انه يجب ان تكون من اجل اعطاء الفرصة لنمو القوى الخيرة الشابة التي يرتجى منها أن تعمل بإجراءات جديدة غير تقليدية في البرامج السياسية والاقتصادية واختيار الشخصيات المناسبة التي تتمتع بالنزاهة لتحقيق المفاهيم الانسانية لا من اجل الحصول على المكاسب والمناصب وتقسيم الثروات وفتح المجال امام الفرد الكفوء في ان يكون مؤثراً في القرارات على اسس قواعد تحترم وتصون حق الفرد او المجتمع مهما كان صغيراً او كبيراً في تنمية ثقافته وحضارته والماكنة الادارية للدولة ،كما تواجه الحكومة القادمة تحديات كبيرة، ومنها استكمال تطهير خلايا التنظيم الإرهابي المنهزم "داعش" ومحاربة الفساد والبطالة وتقديم الخدمات للمواطنين .ان أن الحراك السياسي بين الكتل موجود وقبل فترة ليست بالقصيرة، لكنها لم تتبلور إلى مرحلة التحالفات لحد الان ولم تستقر بشكل رسمي وتطبخ على نار هادئة والحراك السياسي يتطلب ثوابت جديدة بعيدة المحاصصة وهي ليست بالسهولة التي كانت عليها سابقاً بوجود تظاهرات شعبية مستمرة للتركيز على البرنامج الحكومي الواقعي الذي يلبي المطالب و ماذا ستفعل بالسنوات الأربع المقبلة ،
علينا ان لا ننسى ان تحقيق النصرلم ياتي اعتباطاً انما نتيجة تقديم الدماء الزاكية لمئات الالاف من الشهداء الذين لا يمكن ان تضيع دمائهم دون قطف ثمار تضحياتهم بالتعاون البناء على الخير والعدل والإحسان وشد ازرنا البعض للاخرمن اجل عبور المرحلة ولا يتمثل بشخص يحاول الانقلاب على الواقع وتسجيل المكاسب لنفسه او بمجموعة دون اخرى و ليس له معنى ما لم تكن للجماهير الدور الاول والكلمة الاخرة على جمع الشِّيعة والسُّنَّة والأكراد والاقليات الدينية تحت يافطة الدفاع عن الوطن وفئات المجتمع المختلفة تحت مظلتها وحسب الكفاءة بعيداً عن المحاصصة ، وإقناع الجميع بأنَّ مستقبلهم هو مع الدولة العراقية الموحدة والارادة المشتركة في الحياة ، يأمل فيها إنبثاق العراق الجديد بعد عقود طويلة من الخراب النفسي والأجتماعي والثقافي وضياع الأنسان والثروة والذي قادته الحكومات المتتالية مما أصاب المواطن بصدمة وخيبة أمل وأحباط ،حيث جعلته غير مُبالي بما . وفوق هذا وذاك فإِنَّ العراق ابتلي بالبعض من النخب التي لا تعترف إلأ بالمصالح الذاتية فقط .
المفاوضات الجارية بين الكتل اخيراً كشفت عن حقيقة الوجوه التي كانت تتخفى خلف أقنعة وشعارات مزيفة مدفعوعة الثمن والبلد يحتاج إلى حكومة وطنية منتخبة بالطرق الديمقراطية تمثل كل فئات المجتمع الكفوءة للقيادة ،. ولديها القدرة لبناء أساس لثقافة سياسية ديمقراطية حديثة بعمل مؤسساتي و بالقيم الثقافية الساندة الغائبة عن المجتمع بسبب سياسات الحكومات الدكتاتورية التي توالت على الحكم . كما تسود في الوسط السياسي والشعبي حالة من الترقب والنقاشات المستمرة ويساورهم الشك حولالحراك السياسية الجاري اليوم في المجتمع وهل من الممكن ان يكون هذا الحراك اداة ايجاية وفعالة اذا اخذت دروساً من الماضي ودروساً في خلق تحالفات سليمة تخدم المواطنة . و العراق يمرحالياً بمرحلة مفصلية، بلغت الأزمة السياسية فيه مرحلة الخطر الحقيقي لبروز شخصيات متذبذبة وزئبقية جاهلة وفارغة من الثقافة الادبية والسياسية كالطبل الاجوف غالبًا ما تتحول قراراتهم السياسية من النقيض إلى النقيض وبشكل سريع.
وإن لم تدرك القوى السياسية حقيقة هذا الخطر المُحدق بها وبالعراق كدولة متماسكة، فإن الجميع ومعهم البلد كله يتجه نحو التشتت والفوضى والمستقبل المجهول، وهذا ليس في مصلحة أي من القوى السياسية الحالية ولا في مصلحة دول المنطقة أو المجتمع الدولي الذي سيضطر للتدخل مرة أخرى ويتحمل تكاليف مادية وبشرية جديدة .
هناك مخاطر جمة في مقدمتها الطائفية السياسية وإرهاب لازال يتربص بشكل بشع يستغل المناخ السياسي السلبي ليوسع نشاطاته ضد شعبنا لانشغال المؤسسات بهذه القرقعة دون طحين والتي لايمكن لها ان تخلق دولة مهنية بقيادة كفوءة التي تبنى عليها الامال و القادرة والمتمكنة من تقديم الأمان والخدمات اللائقة، ولا بل مفرق للمجتمع بدلاً من بناء دولة مواطنة كاملة وحقيقية،
كما ان الإنجازات الأمنية التي تحققت بجهود المضحين تتطلب بذل جهود مضنية للحفاظ عليها من خلال العمل على توحيد الصفوف ومشاركة جميع فئات الشعب العراقي وكل من يعتقد أن خطر الإرهاب الذي تجاوزناه قد انتهى فهو مخطئ وقد يطال الدولة من جديد في المرحلة القادمة .أن هذه المجاميع المجرمة كشرت عن نواياها الخبيثة وشبح حزب البعث لازال قائم باتجاه إشعال الفتن الطائفية في العراق وأنّ ضمائرهم قد ماتت تماماً وأنّهم مستعدون للتضحية بالجميع، مقابل استرداد السلطة بكل الاساليب الخبيثة وسرقت المال والعودة لحكم هذا الشعب عن طريق الشخصيات التي دخلت العملية من جديد والمعروفة عند كل طبقات الامة فيهم من كان يحرض العراقيين ويروج لخطابات الكراهية والتكفير بينهم ، سرعان ما كان يقبض الثمن ممن كان يكن للعراق واهله العداء في الغرف المغلقة والتي باتت مدانة من عموم الشعب.
علينا بناء دولة قوية قادرة على تحمل المسؤولية يكون لها دورحقيقي على المستويات كافة و في هذه البرهة التاريخية ينبغي على السياسيين توظيف الجهود لتوطيد اللحمة الوطنية وتجاوز مظاهر التمييز الطائفي والاثني بين طبقات المجتمع العراقي الكريم الواحد الذي حاول ويحاول البعض من المتعطشين للدماء داخل العملية السياسية المتاجرة بها، العراقيون اختلطت دمائهم في كل المعارك التاريخية والحرب على الارهاب المجرم الذي اثبت انه ليسى لصالح احد وفاقد المعايير ولا دين له ولايعرف الانسانية وسخرته واجهات داخلية بالتعاون مع جهات خارجية تحاولة الاتجار باسمه وعنوانه المشؤوم لصالح ماخططت له من اجل تمزيق المجتمع. بمصداقية لكل ما تم التعبير عنه .
فلتتوحد الكلمة وتتلاحم الصفوف تحت راية الوطن ومن أجل انقاذه من كابوس الانقسام والتشظي وبناء عراق حرّ كريم تحكمه عدالة الإسلام وتسوده حفظ كرامة الإنسان ويشعر فيه المواطنون جميعاً على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم بأنهم اخوة يساهمون جميعاً في قيادة بلدهم وبناء وطنهم وتحقيق مثلهم العليا المستمدة من رسالته العزيزة وفجر تاريخه العظيم
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن