النفط والعولمة :رؤية ثلاثية الابعاد/الجزء٢

مظهر محمد صالح
mudher.kasim@yahoo.com

2018 / 8 / 13

العولمة والنفط :رؤية ثلاثية الابعاد/الجزء٢
مظهر محمد صالح

رؤية النفطية الامريكية
————————-
خلال سفرة الى سان فرانسيسكو في خريف 2015  سألت الفريق المالي المفاوض الذي اجرى المشاورات معنا حول سبل اقتراض العراق من سوق راس المال العالمية وكان الفريق المذكور يمثل شركة استثمار عالمية تدير محفظة مالية قدرها واحد ونيف تريليون دولار.
والسؤال كان مباشراً :هل ان النفط الصخري يتلقى دعما سعريا من الحكومة الاتحادية الاميركية؟
كان الجواب مقتضباً: بان عوائد انتاج شركات النفط الصخري الاميركية  معفاة من الضرائب...!
هنا غدت لي قضية النفط  وانخفاض اسعاره اكثر وضوحاً  ...مستنتجاً منها مايأتي:
ان من مصلحة الولايات المتحدة الاميركية (كدولة عظمى) مازالت تمسك بزمام النفوذ واللعبة الستراتيجية في الهيمنة على العالم، ان تحافظ على  امداد مخزوناتها النفطية في واحدة من مصادرها الداخلية (النفط الصخري) كنفوط محلية حتى وان كانت مرتفعة الكلفة خيرا لها من الاعتماد الكلي على استيرادات نفطية خارجية  مرتفعة الثمن تولد فوائض مالية لقوى دولية غير مرغوبة  في تحريك لعبة الامم وإضعاف القطب الواحد.
هذا هو جُل الحقيقة..!
فبدلا من ان تتراكم فوائض مالية لدى بلدان نفطية ،تشكل معسكراً غير مريح لاميركا من الناحية الستراتيجية  ، فانها ستُحمل الاخرين كلفة او خسائر الانخفاض في اسعار النفط العالمي من خلال المحافظة الجادة على (فيضان المعروض النفطي) الواطئ المرونة وعده بديلا لفوائض اموال النفط (الدولار النفطي الفائض) لقاء تعظيم حصولها على نفط (داخلي) متدفق وان كان بكلفة استخراجية عالية  كالنفط الصخري  .
والغاية ان لاتكون فوائض النفط للبلدان المصدرة بمثابة متغير خارجي سالب في معادلة نفوذ الولايات المتحدة او بيد قوى مؤثرة في ديمومة قواعد لعبة السياسة الخارجية للولايات المتحدة او القطب الواحد.
الخلاصة: ان كلفة حصول اميركا على النفط الخام من مصادره الداخلية وبناء مخزوناتها من النفط الصخري المرتفع الكلفة على المدى المتوسط في سياسة الطاقة الاميركية تعد خيراً من الاعتماد التام والكلي على النفوط المستوردة المرتفعة الثمن والتي كانت تحقق في الوقت نفسه فوائض مالية شكلت على مدار نصف قرن من الزمن اداة قلقة في اللعبة الستراتيجية الدولية لاسيما مجموعة الدول التي هي اليوم خارج نفوذ السياسة الخارجية للولايات المتحدة ومنذ انتهاء الحرب الباردة ودخولها في حرب جديدة هي حرب الاسعار...! .
وهكذا انقلبت الفرصة البديلة للحصول على فوائض مالية نفطية لمجموعة بلدان اوبك اوغيرها لتتحول الى مزايا بيد الدول المستهلكة للنفط بما فيها قطاع الاستهلاك النفطي الاميركي نفسه.
ختاما،تعد الولايات المتحدة الاميركية اليوم ،على الرغم من كونها اكبر مستهلك للنفط في العالم، واحدة من اكبر الدول المنتجة له ،والتي مازالت من اكبرالدول المستوردة  للنفط...ولكن النفط المستورد الفائض الرخيص...او النفط بأسعار مدارة مسيطر عليها ولمصلحة استقرار اسواقها القوية المستهلكة للطاقة.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن