القطيع, بين القرد و الجماعة ..

حسام تيمور
houssam.taimour27@gmail.com

2018 / 7 / 22

"مواطنون لا قطيع", كَتَبَ مقالا بعنوان "مواطنون لا قطيع"

مقدّمة غريبة .. تذهب مباشرة, نحو تشخيص من نوع آخر, لظاهرة الوعي القطيعي, في حالة الشّذوذ هُنا, و ليس الجنوح.

"مواطنون لا قطيع", كتب مقالا, يُناقش فيه, الموقف الفكريّ, الفلسفيّ, القانونيّ, ممّا يُسمّيه بالحركات الاجتماعيّة, دون تحديد ماهيّة هاته الحركات الاجتماعيّة, حيثُ مرّ بسهولة, من الحركات الاجتماعيّة, الى الحراك و مقاطعة الحليب و الماء و الموازين .. دون أيّ نقاش أو حتى قليل من الخجل.

"مواطنون لا قطيع".. لم يُناقش مُفكّرا, فيلسوفا, عالم نفس, رغم أن النقاش في أصله فكريّ, و منضبط علميا و منهجيا أشد الانضباط.

"مواطنون لا قطيع", لا يُناقش الأفكار و الفلسفات, و النظريات, بل لا يُناقش حتى شخوص أصحابها, بل يُناقش فقطّ شخص من يستدلّ بها, أو يبني عليها تحليلا علميا أو طرحا أكاديميّا.

"مواطنون لا قطيع", قام بخندقة "الآكاديميّ" ايديولوجيّا, لكي يتوسّل شفقة القارئ=القطيع, سياسيّا .. رغم أنّ النقاش في أصلهِ فكريّ.

"مواطنون لا قطيع", قام بخندقة علماء النفس و الاجتماع و السياسة و القانون و الفقه الدّستوريّ, و الفلاسفة و المفكرين, و المدارس و المناهج, في شخص "الأستاذ الجامعيّ", الذي قدّم طروحات فكرية و فلسفية و قانونية, تختلف مع لائة "مواطنون لا قطيع" .

"مواطنون لا قطيع", ذاق ذرعا بكل الفلاسفة و المفكرين و مدارس علم النفس و الاجتماع, لكنّهُ يُصر على نُخبوية من ينقل أفكارهم, و ليس نُخبويّتهم هُم, و يختم بعبارة جائت على شكل أمر ميطافيزيقيّ, أنْ كُفّوا أقلامكم عن الشعب.

"مواطنون لا قطيع", يرفُض أي فكر, أي صوت, أي شيء, يغرد خارج سرب الحراك و المقاطعة, أو المُقاطعات.. هو يُناقش دائما "السلوك الاحتجاجيّ", من منظور ايديولوجيّ, سياسويّ, دون تحديد ماهية هذا السلوك.

"مواطنون لا قطيع", حالة فريدة .. لكنها صارت شبه معممة و الاقبال على هرطقاتها منقطع النظير .. كيف لا, إذا علمنا أنّ كل هذا العبث, أصلُه "مداويخ".

"المداويخ", توصيف أكثر من عبقريّ, لكنّهُ جاء في وقت مُبكّر, و بطريقة انفعاليّة و مُسيّسة أيضا.. أي أنّه ضاع بين التسييس و التسييس المُضادّ.

بعد انتشار داء المُقاطعة .. صرنا سمع عن مقاطعة حليب بحليب, بنفس الثمن و الجودة .. احتجاجا على ارتفاع ثمن و نقص جودة الأول .. ليسوا مداويخا ..

صرنا نسمعُ عن مقاطعة نفس الحليب و الماء و البنزين, من خارج أرض الوطن ..؟؟؟

صرنا نسمع عن مقاطعة "مهرجان فنّي", و الغريب , أن جمهور المهرجان, لا يتغيّر ..و هو بالضبط ما يُسميه الكاتب "مواطنون لا قطيع", ب "القطيع" .

المهم أن أغلب من قاطع المهرجان(على الفيسبوك), لم يسبق له الحضور لفعالياته و لو مرّة واحدة (..)

"مواطنون لا قطيع" ,يهمهم بحمولة ايديولوجيّة لا يملك الشجاعة, للإفصاح عنها.., هو قريب جدا, أو وصل, لوصف المدارس الفكرية و الفلسفية.. ب "الدّكاكين" .. و المفكّرين و الفلاسفة و علماء النفس و الاجتماع ب "البيادق".

"مواطنون لا قطيع" .. وحدهُ .. قطيع غير متجانس من "القرود المسعورة" .. ايديولوجيّا و سياسيا و ثقافيّا, و ربّما حتى "عرقيّا" .. (لا نملك دليلا علميا بخصوص هذه الأخيرة)




https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن