الطلاب في جهنم إيران

أفنان القاسم
ramus105@yahoo.fr

2018 / 7 / 21

منذ

تسعة شهور طويلة بطول الزمن الذي يحتاجه مسبار للذهاب إلى المريخ، وأنا أتكلم وحدي مع خامنئي، أتعرفون لماذا وحدي يا وحدي، لأن للنظام وزارة استخبارات، اليوم فقط أعرف أن للنظام وزارة استخبارات، وزارة للاستخبارات يا رب الشيعة، للاستخبارات وزارة يا رب السنة، أقول وزارة للاستخبارات يا رب أرباب كل المذاهب! أتعرفون لماذا وزارة يا وزارة، لتبذيل هذه المهنة الوسخة، من ناحية التعاقب على استعمال الاستخبارات بحيث تُستخدم باستمرار ليل نهار ونهار ليل بشكل "طبيعي" في حياة الإيرانيين، ومن ناحية الإكراه على استعمال أشياء تخص الإيرانيين من الدكان إلى أكبر الشركات ومن العيادة إلى أعظم المؤسسات مقابل حصرهم "كمجرمين" معرضين للقبض عليهم في أية لحظة، بهذه الطريقة يظفرون بالسكوت عن تجاوزات هذه الوزارة، ومن بين هذه التجاوزات أهمها في ظرف إيران الحالي التعتيم على ملفي الإيراني، ملف يهدف إلى إدخال إيران من باب المدنية، وفعل كهذا لن يكون في مصلحة القابعين خلف أبواب الهمجية.

فلأسكت

عني كسياسي الصفة، ولأتكلم عن الطلبة كأكاديمي الصفة، فالجامعة فضائي الحي، وقضايا الطلبة كانت ولم تزل قضاياي، أينما كان الطلبة في العالم، في باريس في شيكاجو في الرياض في القاهرة وغير القاهرة في طهران، وفي سياقي اليوم خاصة في طهران، بعد نشر الصحافة لتقرير هيومان رايتس ووتش عن اعتقالات الطلبة الإيرانيين بالكلمات التالية: قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن السلطات الإيرانية صَعّدت حملتها ضد الطلاب المتظاهرين بإصدار أحكام سجن طويلة والحد من حريتهم على التحرك السلمي. حسب نائب في البرلمان، بعد أن قمعت السلطات التظاهرات التي خرجت في ديسمبر/كانون الأول 2017 ويناير/كانون الثاني 2018، أوقفت وزارة الاستخبارات أكثر من 150 طالبًا وحُكم على 17 منهم بالسجن. في يناير/كانون الثاني، غرّد نائب آخر على "تويتر" أنه عندما كان يتابع توقيف الطلاب مع السلطات، قيل له إن أغلب التوقيفات "وقائية".

وقائية؟

وطلبتي في باريس عندما كانوا يتظاهرون هل اعتقل واحد منهم تحت حجة الوقائية؟ كانوا صوتًا من بين أصوات استجابت فرنسا لها لأنها تمثل حريتها لا حرية استخباراتها، فهل يدري خامنئي أن نظامه يقوى بحرية طلاب جامعاته وباقي الحريات، لكن محاكمه الثورية تقضي على كل حرية كما تتابع الصحافة: حتى منتصف يوليو/تموز 2018، نقلت مصادر موثوقة أن المحاكم الثورية حكمت على 8 طلاب متظاهرين على الأقل من جامعتَي طهران وتبريز بالسجن حتى 8 سنوات، ومنعت بعضهم من الانتساب إلى أحزاب سياسية أو الظهور على الإعلام، بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، على مدى سنتين.

بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي؟؟؟!!!

وعلى مدى سنتين؟؟؟!!!

في أي زمن نعيش يا رب الشيعة؟؟؟!!!

هذه

المحاكم ليست ثورية، هذه المحاكم تفتيشية، هذه المحاكم فاشية، لتكون هذه المحاكم محاكم يجب أن يتم تحويلها إلى محاكم مدنية، فيا خامنئي استمع إليّ، لعل صوتي البعيد يصلك أو تصلك بعض أصدائه، قم بالعمل الثوري الذي يليق بإيران المعاصرة، واقفل أبواب كل هذه المحاكم "الثورية"، فكما غرد أحد نوابك: محمود صادقي، نائب من طهران، على تويتر في 28 يونيو/حزيران أنه يُزعَمُ أن المحاكم تبني قراراتها وأحكامها ضد الطلاب الناشطين على تقارير وتحقيقات يقوم بها مسؤولو وزارة الاستخبارات. لماذا يُزْعَمُ؟ إنها عدم عدم الحقيقة، كل الحقيقة دون لبس، فكما قلت فوق وزارة الاستخبارات تُعامل الإيرانيين "كمجرمين" للسكوت عن تجاوزاتها في جهنم التي جعلوا منها إيران.

خامنئي

أنت أدرى الناس بما يحاك اليوم ضد إيران، وهذا هو الأخطر، لا تلاميذي الذين أعتز بهم في الجامعات الإيرانية، بحريتهم تصد الهجمة الأمريكية، وليس بحرية المافيا الروسية –كما وصلني- التي هي بصدد توريطك لنهب ثروات بلدك ووضع قدمها على رأسك، بإطلاق سراحهم فورًا –كما أطالبك- أنت تلف كل الإيرانيين من حولك، فلا تعتمد على "قانون المنع" الأوروبي لمواجهة الحصار الأمريكي، هذا القانون لم يتم تطبيقه على كوبا، ولن يتم تطبيقه على إيران.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن