تساؤلات مثيرة حول احداث 14 تموز 1958

وليد يوسف عطو

2018 / 7 / 11

تساؤلات مثيرة حول احداث 14 تموز 1958

المقال مكتوب باختصار شديدعن مقال للباحث والمؤرخ البروفيسور سيار الجميل بعنوان :
( 14 تموز 1958 .. اسئلة التاريخ المثيرة ! ) والمنشور في جريدة المشرق ليوم الاحد المصادف 8 تموز 2018 , المقال نشره البروفيسور سيار الجميل قبل عشرة سنوات ,في الذكرى الخمسين للحدث الدراماتيكي 14 تموز 1958 .

يؤكد البروفيسور سيار الجميل على اهمية ممارسة المنهج التاريخي في دراسة الحدث وفك متناقضاته وتتبع آثاره .هنالك حالات غموض تحيط بالحدث في جوانب اساسية منه .
يسال البروفيسور سيار الجميل هل الحدث هو ثورة ام انقلاب ؟يقول بالنص (بل ان – الانقلاب – هو الاقوى تاريخيا وهو المستخدم في عدة لغات وادبيات شرقية بنفس معنى الثورة كالفارسية والافغانية والاوربية وغيرها ..).

لقد هزت احداث 14 تموز مشاعرالملايين من العراقيين بالوقوف مع الحدث او ضده باعتباره من اهم احداث العراق في القرن العشرين ,ولكن ,كما يقول البروفيسور سيار الجميل يقع ضمن سلسلة وسيرورة احداث الانقلابات العسكرية التي مرت بها دول المنطقة والعالم.وان تنفيذه قد جرى عسكريا على ايدي حركة الضباط الاحرار .

وقد اعقب ذلك ثورة في العلاقات والقيم والتربية والمفاهيم استخدمتها كل القوى السياسية الراديكالية والقومية والدينية العراقية المؤثرة .

الوثائق البريطانية والامريكية

يسال البروفيسور سيار الجميل لماذا لم يكشف حتى اليوم عن مجموعة وثائق بريطانية مهمة في دائرة التسجيلات التابعة لوزارة الخارجية البريطانية بالرغم من مرور عشرات الاعوام على احداث 14 تموز . ويسال ايضا : اين هي مراسلات السفارة الامريكية ببغداد عشية ذلك الحدث ولماذا لم تظهر للعلن حتى يومنا هذا المكاتبات السرية حول اوضاع العراق بين بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية ؟.

ان حاجة المؤرخين , وبالذات العراقيين منهم ,لتلك الوثائق ضرورة اساسية لتوضيح الصورة كاملة عن هذا الحدث وخصوصا حول تاثير العامل الدولي .

اسرار الطبخة مكشوفة

يسال المؤرخ سيار الجميل :
اذا كان الملك حسين وشاه ايران ورئيس الحكومة التركية عدنان مندريس قد علموا بحدوث انفجار ثوري قريب في العراق ,او محاولة انقلابية في العراق ,فهل من المعقول ان كلا من بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية لم تعرفا ما الذي كان يجري ؟ وما سر الطبخة ؟وما كان يصاغ بين بغداد والقاهرة؟وهل هي لاتدري بتحركات الضباط الاحرار كلهم؟وهل هي لاتدري بما ستكون عليه اوضاع بغداد بمرور لوائين عسكريين عبرها فجر الرابع عشر من تموز؟وهل كانت مخابرات دول اخرى لاتعرف بحدوث اي حركة انقلابية ؟

ويسال المؤرخ سيار الجميل ماسر تاخير او تاجيل سفر القادة العراقيين الثلاثة ,الملك فيصل الثاني الموجود في بغداد والامير عبد الاله ونوري السعيد الى استانبول من يوم 8 تموز الى يوم 9 تموز ومن ثم الى يوم 14 تموز ؟

لماذا كانت مقترحات تاجيل السفر تاتي من واشنطن عبر شاه ايران حتى يمكنه الالتقاء بهم في استانبول ؟لماذا يكتب الملك حسين بن طلال ملك الاردن الراحل في مذكراته انه اكتفى بتنبيه رفيق عارف رئيس اركان الجيش العراقي الى وجود مؤامرة انقلابية ضد نظام الحكم ؟ وانه متاكد من حدوثها واكتفى بجواب الاخير عليه ؟, الم يكن باستطاعته ان يطير الى ابن عمه فيصل الثاني كي يعلمه بما سمع ؟ او ان يتصل به اتصالا شخصيا وهو نائبه على راس دولة الاتحاد الهاشمي !

سياسة املاء الفراغات

يقول البروفيسور سيار الجميل لقد كانت سياسة ملء الفراغات ضمن سياسة واستراتيجية الحرب الباردة وقت ذاك قد جعلت بريطانيا تنسحب شيئا فشيئا من الشرق الاوسط لصالح الولايات المتحدة الامريكية عملا بمشروع روزفلت لما بعد الحرب العالمية الثانية . فلماذا جرى التغيير بتلك الصورة الدموية في العراق ولم يكن شبيها بالتغيير الذي حصل في مصر عام 1952 ؟بتلك الصورة البيضاء ؟ وكل من الحدثين يرتبط احداهما بالثاني اعتمادا على خطط المشروغ المذكور انفا .

يسال البروفيسور سيار الجميل لماذا يقترن هذا الحدث الخطير دوما بالشخوص وافتراق الفرقاء على من هو الاعظم ومن هو الاشجع ؟ ومن هو الاوحد ؟ومن هو البطل؟ ومن هو الوطني ؟ومن هو الخائن والعميل ؟ومن هو المسؤول عن التضحيات ؟.. الخ .. من دون اي رؤية موضوعية للاحداث وسيرورتها .

مسك الختام :

يؤكد البروفيسور سيار الجميل ان الاجيال الجديدة ستنظر مستقبلا لتاريخ العراق في القرن العشرين بنظرة مختلفة تماما عن النظرات التي الفناها ,خصوصاعندما يرحل جيل الافتراق ويرحل كل الفرقاء .عند ذلك سيقول التاريخ كلمته على ايدي مؤرخين مختصين لا كتاب عاديين .واذا كان الفرنسيون قد قالوا كلمتهم في احداث الثورة الفرنسية فان العراقيين سيقولون كلمتهم في احداث 14 تموز 1958 بعد مرور مائة سنة على الحدث مع الفارق التاريخي الهائل بين الحدثين .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن