الفلسفه في سطور

سامح عسكر
ascooor@gmail.com

2018 / 7 / 10

كيف تفهم الفلسفة في عدة سطور

توجد ثلاثة دوائر متداخلة هي (الحس والشعور والوعي) يجب أن تفرق بينهم وتعلم وظيفة كل منهم:

أولا: الحس..يعني الحواس الخمسة (بصر– سمع – لمس- شم- تذوق ) عن طريقهم تتعامل وتفهم الواقع الخارجي

ثانيا: الشعور دائرة أعلى من الحواس وبالتالي تشملها وتضيف لها العقل والبرهان ، كذلك شعورك بالفرح والحزن والغضب والانبساط والحركة والسكون والتوازن والجوع والعطش..إلخ..وعن طريق هؤلاء تفكر وتعبر عن نفسك بما تشمله من حواس..

ثالثا: الوعي هو الدائرة الأعلى ويشمل كلا من الشعور والحس معا، وهو نوع واحد فقط هو (الوعي بالوجود) يعني أنك حي يعني أن تعي، وتملك الحجة الوجودية لليقين..

بالحواس تحدد مصلحتك مع الناس، أما الشعور فتبني تصورك لهم المرتبط مع مصلحة الحواس، وبالوعي لا تنكر ما تراه وتعقله لأنك موجود..

الأغبياء عديمي النظر هم من يرون مصالحهم بالشعور، فكل ما يتصوروه في عقولهم من خير وشر معزول عن الحواس هو في حقيقته (وهم) يسيرون خلفه حتى يهلكوا، أما العقلاء بعيدي النظر هم من يرون مصالحهم بالحواس التي هي أصل حياة الناس، فلو لم تأكل (حس) لن تشعر بالشبع (شعور) ولو لم ترى الأذى (حس) لن تشعر بالأمان (شعور) ولو لم تسمع الخير (حس) لن تشعر بالقلق (شعور)

الإرهابي عكس ذلك، قدم شعوره على حواسه، رأى الدنيا بمنظور خيالي وتعامل مع أشياء غير موجودة..بينما دور الناس في تزييف الشعور أكبر من دورهم في تزييف الحواس، فاستسلم لشيخه الذي وهمه (شعور) بقتل المرتدين، بينما رأى صلاح وسلمية المقتول (حس) وأنكره لصالح وهمه..

باختصار شديد : الحس هو معيار المصلحة، وبالشعور تدركها وتعقلها ، بينما كل مباحث الفلسفة جميعها هي (لشتى أنواع وصنوف المصالح) بما فيهم مباحث الوجود الأنطولوجي والمعرفة الأبستمولوجية، والقيم الأكسيولوجية..وإياك..وإياك..وإياك أن تنكر حواسك..فهامش الخطـأ فيها محدود..بينما شعورك لنفسك صادق نعم (علم حضوري) إنما لغيرك كثير الخطـأ مبني على معلومات قد تكون خاطئة (علم مكتسب)..

يبقى توضيح بسيط: أن النظريات والبراهين العلمية..جوانبها عقلية شعورية نعم، لكن مصدرها الحواس، فإينشتاين مثلا لم يبرهن على النسبية إلا بدلائل رآها في الطبيعة، ونيوتن لم يقرأ الجاذبية إلا بعد ظواهرها في الطبيعة ، جانب واحد فقط في النظريات والبراهين هي مباحث الأنطولوجي (علم الوجود/ الغيب/ الإيمان) وهذه عمادها العقل مجردا..وكل ما كان عماده العقل مجردا لا يقبل التجارب، وكل ما لا يقبل التجارب لا يؤدي لليقين..لذلك فالأسلم أن لا تعتمد في تدينك فقط على العقل..هناك جوانب أخرى في الإنسان والطبيعة مختلفة (كالنفس والعلم) بل هناك جانب للدين عقلي غير أنطولوجي هو التدبر أو اصطلاحيا يطلقوا عليه (علم الكونيات/ الكوزمولوجي) الذي يكثر في استخدامه العارفون..

كذلك توضيح آخر: هذه الطريقة لدراسة نفسك والحياه والكون الآن، أما الفيلسوف الجيد هو القارئ في تاريخ الفلسفة، هذا مهم جدا لمعرفة تطور عقل ومعارف ومجتمعات البشر من الحالة البدائية إلى قمة التكنولوجيا، ودراسة تاريخ الفلسفة جيدا يحصنك بالتجارب والحكمة وبُعد النظر

الموضوع بسيط مش محتاج تعقيد..فقط هي مقدمة أولية لأن الفلسفة هي طريقة تفكير وبرنامج حياه، فلو كان لك طريقة حسنة وعاقلة ومنظمة في التفكير ستكون فيلسوف جيد، أما لو طريقتك فيها خلل وعوار وعيوب ستكون فيلسوف فاشل، ويكثر زعمك ويراك الناس مجرد (كلامنجي) لا تُحسِن النظر..

أما لمن يقدم التقليد على الفكر والبحث الحر فالخروف أحسن منه..على الأقل الماشية نستفيد منها باللبن واللحم والجلود والصوف ، أما هو سيضر الجميع بمن فيهم الماشية..

رابط صورة للتوضيح

https://f.top4top.net/p_921qlwy11.jpg



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن