مقبرة النسيان

هاله ابوليل
HALAABULAIL@YAHOO.COM

2018 / 7 / 9

لطالما قالت أمي صادقة " على الإمرأة القاسية أن تتزوج جنديا ". لكي لا تندم .

نظرت لي بحب :" فعلا " لا أحد يموت من وجع الأسنان هو الحب.

, الحب مثل وجع الأسنان ! حقا كيف هذا ؟
صحيح ,إنه مؤلم و إنه لا يميت و لكنه يتركك مثل ميت , هذا مؤثر جدا . لنقل مثل ضرس ملتهب ,يأتيك مباغتا يقلقلك و يؤلمك ولا يتركك تنام ,ولن تفيدك كل أقراص المهدئات والمضادات
هو الحب .

حسنا هذا أيضا مؤثر !

إنها تدخل إلى الرواية وتخرج كما يحلو لها , لم يحدث هذا سابقا !

بلا , لقد حدث في القرن العشرين , بات المؤلفين يحشرون لهم مكانا في كل زاوية من زوايا الرواية , أنت بطلي الكريه , كم أمقتك !

يالها من مستبدة ! والغريب إن أبي يجدها جميلة

منذ متى لم يرى والدك سيدة , غيري , غير جميلة !

اقتربت من اللوحة المعلقة على الجدار و و ضعت قبلة على جبينها المضىء , فأشرق وجهها بالحب و تذكرت تلك النظرة المتألقة وذلك البريق الذي كانت تخصني به وأنا صغير , لقد كنت , فعلا طفلها الآثير.

هزت رأسها مؤكدة , وقالت : لأنك تشبهني كثيرا , فأنت الأثير .

إحتج عمر قائلا : تحبينه أكثر مني وأنا الصغير !

أنا أحب المريض حتى يشفى , والغائب حتى يعود والصغير حتى يكبر .

وها أنت قد كبرت وأصبحت بحجم بغل ! هيا أغرب عن وجهي الآن.

ولكي أنهي ذلك الشجار اللطيف
قلت : قد يكون الحل بخلع الضرس و دفنه في مقبرة النسيان و الترحم عليه في الأمسيات الباردة

ردت بفتور - بعد أن قرصت عمر ليكف عن مشاغباته معها :" هذا فقط في حالة إذا لم تقو على تركه ,ليؤلمك . فإدفنه. إن كنت تقدر !



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن