مديريات الثقافة في وزارة الثقافة

منصور عمايرة
mansoamair@yahoo.com

2018 / 7 / 5

مديريات الثقافة في وزارة الثقافة
ذات يوم كنت أعمل بالكرك وقمت بزيارة إلى مديرية الثقافة هناك، كان مدير الثقافة أحمد الطراونة، مرت الأيام واستلم منصب الأمين العام لوزارة الثقافة، وبعد استلام منصبه قام بإلغاء مديريات الثقافة.
مديريات الثقافة تنتشر في كل محافظة، على مستوى مركز المحافظة، وأهدافها يفترض أن تقوم على خدمة الثقافة المحلية في المحافظة، والوطنية على مستوى الأردن، لأن الثقافة الأردنية لا تتجزأ، وهذا يعني أن ثمة خططا يدونها مدراء الثقافة لإنجاز مشاريع ثقافية في المحافظات، وهذه الخطط يفترض أن تعمل على تنشيط الثقافة الأردنية كلها، على مستوى الإبداع الفردي، وعلى مستوى المسرح، وعلى مستوى ثقافة الطفل، وعلى مستوى التراث أيضا. ولكن، يبدو أن مديريات الثقافة لا تنجز شيئا ملموسا، وكأنها فضلة وغير معنية بالثقافة المحلية، وهي ترتكب أخطاء كبيرة بتراجع مستوى الثقافة من خلال عدم تبنيها لمشاريع ثقافية أشرت إليها كرؤية عامة. فماذا تفعل مديرية ثقافة محافظة إربد كل سنة؟ لا شيء، لا أحد يستطيع أن يتحدث مثلا عن مشروع مسرحي للطفل، أو مشروع مسرحي للكبار، أو مشروع تراثي، ولا تقوم مديرية الثقافة بالتوعية الثقافية وتشجيع الشباب على إنشاء فرق ثقافية، والفرق الثقافية الموجودة في محافظة إربد على سبيل المثال ويقاس عليها المحافظات الأخرى، فما الدور الذي تقدمه مديرية الثقافة للفرق؟ ضرب المثل بمحافظة إربد على اعتبار أنها محافظة كبيرة، وتمتاز باتساع الرقعة الثقافية فيها على مدى تاريخ الأردن، فكأن مديرية الثقافة ينطبق عليها قول المتنبي: ما لجرح بميت إيلام.
وبالعودة إلى ماهية وجود مديريات الثقافة أو عدمها، يتبين لنا جملة من السلبيات الكبيرة المترسخة فيها، وهي تبدو متفرجة وكأن الثقافة لا تعنيها، وقد يكون السبب وزارة الثقافة نفسها، من خلال ما ترميه إلى المديريات من ميزانيات متهالكة، وجل هم وزارة الثقافة أن تشتغل بالمركز " عمان " وتنسى وتتناسى الثقافة الأردنية في الأطراف، وهي رؤية خاطئة حتما، فجل البعد الثقافي الأردني يتجلى أصلا في المحافظات، وغيابها عن المشاريع الثقافية الأردنية يقزم المشهد الثقافي الأردني، قد يقول أحدهم أن ثمة مشروع المدن الثقافية، ولكن هذه المدن ماذا أنتجت؟ الشيء اليسير والذي يتلاشى بسرعة البرق، لأنها بنيت على أسس رخوة، لكن المحافظات تحتاج إلى حالة ثقافية تمثل ديمومة، وخاصة أن مقومات الثقافة كلها موجودة في المحافظات، والتعتيم عليها يبدو حالة مقصودة، تتمثل بعجز المركز عن أداء مهامه المطلوبة منه. وبالتالي، أتستطيع وزارة الثقافة أن تجعل مديريات الثقافة في المحافظات حالة إنتاجية، كصورة مصغرة أو تماثلها كما هي حالة الثقافة في عمان؟ أما أن تبقى مديريات الثقافة في المحافظات كحالة موات، فتلك مسألة يجب أن تخضع للنقاش والمحاسبة.
منصور عمايرة



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن