مرض موت نظام الملالي

فلاح هادي الجنابي
falahhadi8@gmail.com

2018 / 7 / 4

تشخيص الحالة والوضع في أية قضية تساعد على فهمها وإستيعابها وبالتالي إيجاد الطرق والاساليب الملائمة والمناسبة من أجل التعامل معها کما يجب، مسألة بالغة الاهمية، فإن تشخيص المرض وتحديده هو الذي يکفل العلاج الناجح له، وکذلك الامر بالنسبة للقضايا والمشاکل السياسية و الاقتصادية، وإن الاوضاع في ظل نظام الملالي في إيران والتي تسير من سئ الى أسوأ، قد کانت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية دقيقة في تشخيصها للوضع في ظل الملالي عندما قالت في کلمتها أمام مٶتمر باريس في 30 حزيران المنصرم بأن:" الوضع الحالي ومؤشرات تطور المرض في جسد النظام إلى نقطة لا رجعة فيها."، وکأن السيدة رجوي تشير وبصورة واضحة الى أن النظام قد أصيب بمرض الموت الذي لاينفع معه أي علاج مهما بلغ أمره.
النظر بإمعان وروية الى مايجري على الساحة الايرانية و الاقليمية و الدولية من تصرفات وتحرکات صادرة عن النظام الايراني، نجد إن غالبيتها يغلب عليها طابع التخبط والاستعجال وعدم الحکمة، ولاسيما منذ أن إنتهى"شهر عسل"النظام بإسدال الستار على عهد الرئيس الامريکي السابق باراك أوباما، إذ يواجه نظام الملالي أوضاعا صعبة جدا بعد أن صار غارقا في بحر أزماته و مشاکله المتراکمة التي لايجد حلا مناسبا لأي منها، لکن أخطر مايواجهه هذا النظام ويرعبه هو الانتفاضة المستمرة للشعب الايراني والنشاطات والتحرکات المتواصلة للمقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق على مختلف الاصعدة والتي ترکز على کشف وفضح حقيقة وواقع هذا النظام وإستحالة التعايش معه و ترکه وشأنه.
نظام الملالي بأساليبه ونهجه القرووسطائي المتخلف والمنقطع عن رکب الحضارة والانسانية، يشبه المرکب الخرق المتهالك الذي يسعى لکي يمخر عباب البحار وتحدي العواصف والامواج، يبدو إنه وبعد أن إنتهت المقومات والامور التي کانت تشجعه لکي يستمر بهکذا إتجاه جنوني غير عقلاني، ولاسيما بعد نهاية عهد أوباما وإنکماش وتراجع الاقتصاد الايراني بحيث صار على مشارف الانهيار، صار يقف أمام جدار صلب عالي جدا لايمکنه إجتيازه أبدا، وإن وصوله الى حد أن يقوم بمغامرة دنيئة وقذرة للنيل من التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية في باريس من خلال شبکة إرهابية يديرها أحد الارهابيين الذي يتخذ من دثار الدبلوماسية غطاءا و ستارا له، ولکن، ولأن هذا النظام في أيامه الاخيرة وأشبه مايکون بالمصاب بالخرف، فإن يده باتت مکشوفة وخططه مفضوحة ولذلك فقد وضع نفسه في وضع أقل مايقال عنه سخيف ومثير للتقزز، رغم إن الامور لاتنته هنا بل إن للموضوع صلة ولابد لهذا النظام من أن يدفع الثمن رغما عنه.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن