المتعة في ديوان -جبل الريحان- عبد الله صالح

رائد الحواري
read_111@hotmail.com

2018 / 7 / 3

من ميزات العمل الدبي الجيد حضور المتعة فيه، فهذا أول عامل يمكن للمتلقي أن يجعل المتلقي يتقدم من النص، بصرف النظر على العناصر الابداعية الأخرى، في هذا الديوان يمكن لأي شخص أن يتناوله على دفعة واحدة، رغم خلوة من تناول المرأة الحبية، لكن الطبيعة والمشاعر الإنسانية تجاه الوطن والأرض جعل الديوان سهل وممتع في آنا واحد.
الدوان يتحدث عن المرأة من الخارج وليس من الداخل، بمعنى أنه يتعامل معها كشيء ليس له علاقة حميمة مع الشاعر، وهذه احدى خطوط الديوان العريضة، يقول الشاعر في قصيدة "شائعة الفل":
"أقدار..
يا حسن الأقدار الأرجوحة! تغزل بعض الغجريات جدائلهن
فيبدو الحون طباعا تنكر حق التربة بالجدار
ليعلو فوق الأقداح القيء
ويتسحب الظل" ص27.
فالشاعر يتحدث عن المرأة كما يتحدث عن أي شيء/شخص عادي، ولا يبدي أي حميمة في تناولها، وهذا الامر سمة عامة في الديوان.
كما نجد شح الصور الشعرية في الديون فنجد بعضها كما هو الحال في قصيدة "عزف على وتر القلب المقطوع" والتي جاء فيها:
"...
يا ويلنا,, شرب الرحيل همومنا
فتفرعت شعب بنا
وتمازجت كتل الغمام
يا جد..
هل تسمح فحيح الجرح في هذا الحطام؟
يا جد
هل يغني الكلام!!" ص104، بالتأكيد مثل هذه صورة تمتع المتلقي وتجعله يهيم في تقنية التصوير عند الشاعر، وكنا نتمنى عليه أن يزيدنا بمثل هذه الصور.
ويكاد الديوان يخلو من ذكر المكان إذا ما استثنينا قصيدة "عيد .. مع وقف التنفيذ" والتي جاء فيها:
"كانت لنا حيفا .. وللأعياد طعم مثل حيفا
والآن صار العيد وجدا وشجون" ص90و91، ودون "حيفا" لم يتم ذكر أي مكان آخر، لكن الطبيعة الفلسطينية والبيئة حاضرة في لديوان، ويمكن للقارئ ان يتأكد أن الشاعر يتحدث عن فلسطين وليس ان أي مكان آخر، فيقول في هذه القصيدة:
"في العيد كانوا يمرحون
جدل الطفولة يطرق الأبواب ... يفتحها..
فينطلق البنون.
الأرض تلبس حلية خضراء في عز الخريف.
الأرض تنشيها الظل الراقصات
وتحمي شمس الظهيرة في أزاهير العيون" ص90، فالمكان هو فلسطين حيث يتحدث عن الشاعر عن الحياة الاجتماعية فيها.، كما اننا نجد هذه الفلسطينية في قصيدة "ليلى تبحث عن وطن" والتي يهديها إلى المناضلة "ليلى خالد" وهنا العديد من الشواهد الأخرى التي تشير إلى أن المكان هو فلسطين فقط وليس أي مكان آخر.
ويمكننا ان نجد الفلسطينية في قصيدة "نجوى" والتي نجد فيها تناص مع قصيدة محمود درويش "مديح الظل العالي" بشكل واضح، يقول الشاعر
"...
قد حلت نفسي ملء نفسي
لكنما النفس قتاد
طوبى لأيام الحصاد
... قذفت مراسيها الجبال إلى الظلال
فظننت نفسي ملء نفسي" ص120 كل هذا يعطي دلالة إلى هناك هم فلسطيني ما زال متقد في الشاعر ولهذا نجده يحاول ان يقربنا من قصيدة درويش من جديد، وكأنه يقول لنا ما زالت الحرب مشتعلة ومازال العدو يقتلونا ويشردنا.
الديوان من منشورات دار الفاروق، نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى 1997.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن