لانغر كانت رائدة محامي ومحاميات الضمير في اسرائيل

يوسف جبارين

2018 / 6 / 30

*ألقى النائب يوسف جبارين الكلمة القصيرة التالية أمام الكنيست تذكيرا وتكريما للمحامية والمناضلة الأممية فيليتسيا لانغر، فيما يلي نصها*
فليتسيا لانغر، محاميّة ومناضلة أمميّة جريئة، توفيت في ألمانيا الأسبوع الماضي عن عمرٍ يناهز الثامنة والثمانين عامًا، بعد ان قضت أغلبيّة اعوام حياتها في النضال ضد الإحتلال ومن أجل حقوق الإنسان.
إشتهرت بدفاعها المستميت عن النشيطين وعن الأسرى الفلسطينيين. وفقدانها في الأسبوع الاخير هو خسارة كبيرة لكل من يناضل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية ومن اجل العيش المشترك ما بين الشعبين.
فليتسيا لانغر كانت بطلة، طلائعية، وصوت الضمير الحيّ. هي، وباقي زملائها القلائل، لم يحظوا يومًا بالتقدير الّذي يستحقونه في هذا المكان. هنا، تصادمت مطالباتها بالعدل مع دولتها.
لانغر درست الحقوق في الجامعة العبريّة، وما بعد الإحتلال كانت من أوائل من فتحوا مكتبًا للدفاع عن ضحايا الإحتلال من الفلسطينيين. لانغر كانت رائدة محامي ومحاميات الضمير في اسرائيل، الّذين هبوا لمناصرة حقوق من وقع تحت الإحتلال.
في مقابلة معها في العام ٢٠١٢، بعد ان كانت قد أغلقت مكتبها وإنتقلت للعيش في المانيا، قالت: "تركتُ إسرائيل، لأني لم أعد أستطع أن أمد يد العون أكثر للضحايا الفلسطينيين في ظل المنظومة القضائية القائمة، إضافةً لتجاهل القانون الدولي الّذي من المفترض أن يدافع عن الأشخاص الّذين أحاول الدفاع عنهم. لم أستطع أن أنشَط، وأحسست بالعجز".
هي قالت إنها لم تترك جبهة النضال، وإنما فقط بدلّت مكانها في هذه الجبهة. ضد ماذا ناضلت الإمرأة الجريئة لانغر؟
ضد سياسة تعذيب الشاباك، وضد طرد الناشطين السياسيين، وضد الإعتقالات التعسفية، وضد هدم البيوت. وأكثر من كل ذلك، ناضلت من أجل تطبيق القانون الدولي الّذي لطالما تجاهلته إسرائيل، ضاربة به عرض الحائط.
يجب أن نواصل دربها، وسنعمل من أجل تخليد هذا الدرب.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن