حنطوشية / انا ايراني

سلمان عبد
abed.salman92@gmail.com

2018 / 6 / 27

انا ايراني
في حنطوشية سابقة حكيت كيف ان احدهم خُدع بمنظري حين راى طول لحيتي البيضاء و انا الف راسي بغترة وتصورني شيخامن مشايخ الجامع وطلب مني حل مسالة الصاص هل هو حرام ام حلال ، وقريبا من هذا ، حدث لي موقف آخر كان مظهري خادع أيضا .
أتذكر مرة حين كان الزوار الإيرانيين أيام صدام يأتون لزيارة العتبات المقدسة في كربلاء على شكل گروبات ، وحدث بالصدفة ان توقفت سيارة الباصالتي تنقل الزوار امام ( الحسينية الطهرانية ) ونزلوا منها ، واختلطت معهم ، وكنت وقتها البس على راسي قبعة ( كاسكيته ) ، وسرت مع الوفد دون قصد حتى تلقانا صاحب محل لبيع ( الجنط ) واخذ يتكلم بالفارسي وهو يعرض بضاعته لهم ، ثم ركز عليّ بشكل خاص ، وهنا راقت لي فكرة ان امثل دور الرجل الإيراني و( انصب ) عليه من باب المزاح ، ودخلت المحل ومعي أيضا مجموعة من الإيرانيين ، لكنه اهتم بي الرجل كثيرا ، واخذ يتحدث عن أنواع الجنط ويلتقط واحدة ويعرضها امامي وانا امثل الدور باتقان فاتفحص الجنطة و اقلبها ثم انحيها على جنب والتقط أخرى وهكذا ، وطلبت منه جنطة لونها اسود لانني اعرف كلمة اسود بالفارسي وقلت له وبلهجة مدغمة :
ـــ " اغا ، سياه ، سياه " .
هلل الرجل واحضر لي مجموعة من الجنط السود واخذ يتحدث عن مواصفاتها وميزاتها بلهجه فارسية يتقنها لمقتضيات عمله واحتكاكه بالايرانيين ، وخبص نفسه ، وانا امثل دور الرجل الرزين على طريقة " الزناگـين " الذين يؤشرون بايديهم ولا يتكلمون ، والمسكين ترك الإيرانيين الحقيقين وانخبص بحضرة جنابي ، بينما زميله انشغل بهم ، ويبدو ان زميله لم يستطع اغراء أي إيراني بالشراء ، فقال لصاحبه :
ـــ أولاد الكلب شلعو گلبي وتاليها محد اشترى .
اما صاحبي فقال له :
ــ وهذا اخ الگـحبــ.... ( يقصدني ) هم شلع كلبي ، بس يمكن اكو بيه امل .
ـــ كلهم أولاد كلب ، وهذا اليمك عوفه ، من شكله امبين عليه مرته شابعته كتل من هاي الكاسكيته على راسه مطعوجة من الكفخات .
اما انا فبقيت واقفا استمع لهم واشرت لصاحبي وكانما استفهم عن ما يدور بينهم لانه تركني ، فتحدث لي بالفارسي عرفت انه يعتذر وان الامر يتعلق بالمحل ، وعاود اغرائي بجلب المزيد من الجنط وكومها امامي ، وانا غير آبه به وانظر الى ناحية أخرى من الجنط المرصوفة ، لكن صاحبه ضاق بالامر وقال له :
ـــ عوفة ، خل يولي ، اشخبصت نفسك به .
ـــ اليوم لازم اخليه يشتري . فقال صاحبه :
ـــ والعباس ااذا گدرت تقنعة اغديك احسن غده .
وهنا حانت الفرصة والعب لعبتي ، رددت عليه بلهجتي الكربلائية :
ـــ گــوم بيه واخذ البطولة .





https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن