سيد منيهل

صالح جبار خلفاوي
gabbarsalih@yahoo.com

2018 / 6 / 20




قضيت الفترة الأخيرة من خدمتي العسكرية في مقر الفيلق الرابع الذي يقع على الطريق بين مدسنتي العمارة وقضاء الميمونة ..
الأجواء العسكرية الصارمة والرقابة المقيتة لم تمنعنَِ من التقرب من السياج الخارجي للمعسكر .. كنت اشاهد السيارات التي تقل أهالي الأرياف المحيطة بالثكنة العسكرية .. على طول امتداد الطريق الإسفلتي الذي يبعد مائة متر عن المكان الذي اتخذته موضعا للتنفيس عما كنت أعانيه ..
في الطرف الشمالي الغربي يقع ثمة مرقد صغير مطلي باللون الاخضر الداكن .. يبتعد عن الطريق بمسافة تمتد عبر ممر ترابي وحوله اجمات صغيرة .. وترتفع على البناية الصغيرة للمرقد رايات ملونة وبقع حناء تلطخ مدخله ..
اصبح هذا المكان سلوني في الفضاء المقفر الذي أحيا به ..أحسست ان هناك رابط يشدني الى عالمه المسكون بالهدوء والوداعة .. طمأنينة من نوع مريح ..
حينما أغادر المعسكر للتمتع بإجازتي .. أخر من القي عليه نظرة الوداع هو قبر سيد منيهل ولافتته البيضاء الى كساها الصدأ ..
مضت السنون .. والتقيت بالشاعر والروائي جابر محمد جابر ليهديني روايته الرائعة سلالم الصحو التي يذكر في صفحتها 111 نسب السيد منيهيل الذي يصل إلى الإمام علي بن ابي طالب ..
لا ادري ما ينتابني حين اسمع بهذا الاسم الجليل .. لكنه روى لي احدى حكايته مع السيد منيهل .. حين اشترى ثلاث دجاجات جعل الأولى من حصة ولده البكر زيدون والثانية من حصته والدجاجة الثالثة وكانت مريضة من حصة السيد ..
يقول :
ما أدهشني ان دجاجاتنا تقزمت والتي سميت باسم سيد منيهيل وكنا نظن انها مريضة وسوف تذبح .. صار حجمها كبيرا ومذهلا
وكذا يخبرنا في روايته في الصفحة 110 (عمد ضابط استخبارات الفيلق الرابع الى ان يشرف بنفسه على هدم المقام واختار شفلا جديدا مدولبا ... وقاده بنفسه أمام عدد كبير من الضباط والجنود وما ان تقدم واقترب لمسافة عشرة أمتار حتى قفل هاربا عائدا بشفله ملاتبكا .. مرددا بصوت مسموع ( هذا صدك سيد ..)
السلام عليك سيدي المبجل



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن