أمي تبحث عن ماء لمواشيها من يعينها

سلمان داود الحافظي
salhafzy@gmail.com

2018 / 5 / 30

أفطار شهي وصيام مقبول وتفبل الله صالح اعمالكم في شهر المغفرة شهر رمضان المبارك ,قبل حوالي خمس ساعات تناولت فطوري مع عائلتي كباقي معظم الاسر العراقية , وها انا ادون ماحملته الذاكرة من ماساة شحة المياه التي تعاني منها الاسر الفلاحية في مناطق كثيرة من العراق , المكان ناحية المشروع شمال شرق محافظة بابل والمنطقة الرشايد مسقط رأسي, الزمان السبت الموافق 26 ايار 2018 الذي وقفت فيه على مشاهد ماساوية عند زيارة امي الاتي لا ترضى مغادرة ارضها الزراعية, عند الساعة الرابعة عصرا تحركنا من مركز الناحية التي نفطنها انا وافراد اسرتي لتناول وجبة افطار مع اسرتي الكبيرة في ريف منطقة الرشايد, وما ان وصلنا الى الارض الزراعية التي تسكنها العائلة الكبيرة منذ 60 عاما اي قبل ان أولد, عبرنا القنطرة التي تقع على النهر وائا بي اشاهد ماء اسن وصل للتو بعد انفطاع دام اكثر من 10 ايام , تمعنت به كثيرا فهو لايصلح لملأ الخزانات لغرض الطبخ او غسل الاواني فكيف يصلح لارواء البشر او لغسل الاجساد , انا متاكد من يقدم على السبحة بالماء الذي شاهدته سيصاب بامراض جلدية لامحال, بعد ان سلمت على أمي اطال الله في عمرها وافراد العائلة اول حديث تناولنها شحة المياه, سالت امي كيف امضيتم ال 10 ايام التي جف فيها النهر ومن اين رويتم عطش مواشيكم , قالت امي اضطر اخال لشراء خزان وضعه في حوض عجلته الكيا , وفي كل يوم يقطع مسافة 15كم ليملا الخزان ويعود به الى المنزل ليروي به المواشي, اما مانحتاجة من من ماء فنشتريه من محطات التصفية وهكذا حالنا مع كل مدة انقطاع, امي عودي بذاكرتك الى السبعينات والثمانينات كيف كانت حصة الماء في النهر الذي يغذي ارضنا الزراعية, قالت ياولدي كنا في ذلك الوقت نضطر لتصريف المياه في المبازل خوفا من ان نغرق بعد امتلاء الانهر بشكل مخيف, شحة المياه التي تعاني منها الاسر الفلاحية كبيرة ولا تحتمل السكوت او التهاون , والمسؤولية الاولى تقع على وزارة الخارجية العراقية بضرورة التحرك على دول الجوار للحصول على حقنا من المياه, والامر الاخر على وزارة الزراعة والموارد المائية التحرك بسرعة وتحديد مساحة لكل فلاح حسب المتوفر من المياه , لان هناك من الفلاحين من يزرع مساحات كبيرة ويتجاوز على حصص من تقع اراضيهم في ذنائب الانهر, وعلى وزارة الهجرة والمهجرين ان تجد الحلول لمن لاتصلهم المياه وتعوضهم عن فقدان محاصيلهم وخاصة الخضر والفواكه التي تضررت من الجفاف,هل سينتفض اصحاب الشأن ويساعدوا أمي في محنتها فهي تتالم كثيرا عندما تشاهد مواشيها تصاب بالعمى من شرب الماء المالح , تصاب باليأس عندما تتجول بحقلها الذي اعتادت ان تراه مخضرا في سنوات سابقة واليوم ارض قاحلة بلا نبات, أمي ليست وحدها من تعاني بل ملايين الامهات من يعتزن باراضيهن الزراعية ولايودن فراقها مهما قست الطروف وشح الماء, دعوة لاصحاب الشان ان يتركوا الصراعات على تشكيل الحكومة ويهتموا بمصير ثلث سكان العراق الذين يعتاشون على الزراعة وتربية الثروة الحيوانية, انتظر شهر من اليوم واتابع وبعدها اعود لاروي قصص الجفاف التي باتت تهدد القطاع الزراعي في بلد كان يسمى ارض السواد.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن