فهم القران ..بداية البداية (1)

حمزة بلحاج صالح
hamzasalhi993@yahoo.fr

2018 / 5 / 18

شرعت في ما وعدت القيام به و هو توطيد صلتي بالحرف القراني و المدون النصي منه " كتابا " أو " قرانا " أو " فرقانا " ...الخ

انطلاقا من مستويين الأول منهجي يعود إلى الجوانب المنهجية المتعلقة بنظرية المعرفة القرانية و مداخل الفهم المنهجية

و ما تم تدوينه في هذا الحقل من محاولات جديدة كتلك التي وسمها الجابري ب " مدخل إلى القران الكريم " و أحسبه رحمه الله لم يتمم مشروعه فلقي ربه ..

و كتاب عزة دروزة الذي يعتبربالنسبة إلي مهم كفاية و هو حول القران المجيد و أيضا ما كتبه عبد الله دراز و أخيرا جواب محمد عمارة على أطروحة الجابري المتعلقة بالترتيب ...

و ما كتبه محمد شحرور و أعني قبل تدوين منهجه الذي اعتمد فيه ما كتبه جعفر دك الباب من عمل توفيقي بين ابن جني صاحب الخصائص و أستاذه أبو علي الفارسي حول المترادفات في اللغة و القران

و اختلاف الأنظار فيها و ماذا تقدم و تأخر في فهم النص القراني...

و سأذهب إلى الزركشي و السيوطي و أعمالهما المتعلقة بالقران الكريم ...

و إلى أعمال حاج حمد سواء ما تعلق بنظرية المعرفة القرانية أو بمنهج القراءة و ثلاثية الوعي ....الخ

و الجمع بين القراءتين عند طه جابر العلواني رحمهما الله ....

و ما نقله نصر حامد ابو زيد عن السيوطي و الزركشي إنتحالا أو سرقة أو " تناصا "...

و سأبحث في تراث الشيعة عن المقاربات المنهجية التفسيرية عند القدامى و المحدثين و منها عند محمد حسين فضل الله رحمه الله و عند الطبطبائي صاحب الميزان و غيرهما...

و سأحفر في تراث الأقدمين و المحدثين لأقف على الأسس المنهجية و المرتكزات النظرية التي كانت تمثل نواظما بخصوص عملية التفسير أو الفهم

فقد حصل إختلاف كبير حول هل ما عرف بالتفسير هل هو تفسير أم غيره و هل نحن في حاجة إلى محاولات فهم بدل تفسير لأن التفسير من غير الممكنات كما يرى البعض فالتفسير يعني امتلاك الحقيقة في الفهم ...

سأقوم بتقييم خلاصة لجل و أهم ما تم تدوينه و كتب متعلقا بالجوانب المنهجية و منهج قراءة النص القراني و مختلف مناهج التفسير و التأويل و القراءة و التعليل مستقلة أو مستخلصة ..

و ما هي أسس علوم القران المتعلقة بالخطاب القراني و منطوقه و مفهومه و مطلقه و مقيده و خاصه و عامه ...الخ ..

و لا أهمل المقاصد القرانية و الشرعية و العبادية و علاقتها بفهم القران و نواظم الفهم التقليدي منها و المحاولات الحديثة إلى اخر ما دون

و لن أهمل موضوعات الناسخ و المنسوخ عند المدرسة العقلية و عند المعتزلة و عند الحافظ أسعد بن علي الذي لم يظهر كتابه إلا في عهود متأخرة عند ظهور النت و الإفتراضي ...

لن أهمل القراءات السيميائية و اللسانية من حيث منهج القراءة و الفهم لا كتقنية فحسب و أيضا تنزيلها و تطبيقاتها على النص فتلك تتعلق بالمستوى الثاني من عملي

و لن أنسى أيضا القراءات الإستشراقية ما بين استشراق غربي و شرقي ( روسي مثلا) التي سيكون لها حيز و حضور لاحق...

سواء منها الإستشراق القديم الذي سماه محمد أركون بالفللولوجي أو الفقه لغوي و الإستشراق الحديث الذي سماه ب " الإسلاميات التطبيقية " ..

و لا أهمل بعض دعوات القراءة المنفصلة عن طغيان السنة على الكتاب أو تلك التي تنبه إلى ضرورة جعل السنة غير قاضية على القران كما هي عند المدرسة العبدوية " العقلية " و معارضيها ...

و من ثمة سأتناول موضوع علاقة السنة بالقران و سأبحث في خصائص المنظومة النصية على المستوى المنهجي المتعلق بالتفسير أو الفهم

و هي منظومة تتسع لطيف واسع من الفهوم و القراءات يبدو ظاهرا مختلف بعضها عن بعض لكنها في تقديري و قراءتي واحدة ينتظم داخلها السلفي النصي مع الحرفي و صاحب الرأي و الأثر ...الخ

لن أنسى أعمال حسن حنفي المتعلقة بالنص و النص و الواقع و أصول الفقه و التأويل عنده و كذلك عند باقر صدر و محاولات التأسيس لمدرسة التأويل و الأنسنة في العراق

و عند عبد الجبار الرفاعي و بعض من يقتربون أو يبتعدون عنه تعارضا أحيانا و توافقا ...

سأحاول الحفر عميقا لأجد المرأة المفسرة و المساهمة في التفسير قديما و حديثا لأنزع على التفسير صفته الذكورية التي تقصي النسوي بقساوة ..

فهل هي الحقيقة و هل من أصوات نسوية دفينة في التفسير و الفهم و التأويل و علوم القران ...الخ...

فإن لم تكن عند مذهب ما هل هي في غيره و إن لم تكن عند السنة فهل توجد عند الشيعة ...

على المستوى الثاني سوف أشتغل بعلم التفسير و بممارسة التفسير و الجانب التطبيقي المتعلق بالفهم و ما قيل في النص القراني اياته المحكمات و المتشابهات و أم الكتاب

و كيف فسرها ابن كثير و الطبري و النسفي و الخازن و البيضاوي و الجلالين و صاحب لطائف الإشارات و التفسير الصوفي و العرفاني عند ابن العربي الشيخ الأكبر و الشعراني و السهروردي

و كذلك تفسير الشيخ الصابوني و سيد قطب و الفخر الرازي

و الطاهر بن عاشور ( و العلاقة بين تفسيره اللغوي التحرير و التنوير و دور المقاصد في هذا التفسيرو هل كان لها حضورا تطبيقيا و منهجيا جليا أم انفصلت المقاصد عن بقية العلوم و خاصة التفسير)

و تفسير ابن حزم و تفسير الزمخشري صاحب الكشاف و ابن باديس و شذرات من التفسير عند الطيب بلحاج صالح " العقبي " و ابن باديس....

سأسير بالموازاة مع التفسير و مسألة المنهج معا جنبا إلى جنب ثم أعود بعد الإستيعاب إلى مرحلة البناء المستقل...

سيكون مدخلي هو ممارسة هذا الشق من العمل مهما طال و أطال الله في العمر على الأسس التالية /

أولا / سأعمل جاهدا ما استطعت حتى لا أقترب من هذا العمل إلا بشوق و حب و هرولة إلى الله جل شأنه و مشتاقا لسبر أنوار هدايات هذا القران و كلما شعرت بكدر دنيوي ابتعدت و تجنبت ..

فلست ملاكا و لا شيطانا و سأعمل جادا على الإقبال عليه برغبة و صفاء و شوقما استطعت ...

ثانيا / سأمارس عملي على المستويين باسم الله و بمعية الله و أجمع ما بين القراءتين في كتاب الله المسطور و كتابه المنظور

و هذا لا يعني تأييدي لما سمي بالإعجاز العلمي للقران الكريم الذي كنت من مؤيديه قديما و تراجعت عنه و لا أيضا تقليدا لطه جابر و حاج حمد مع إمكانية الإستفادة منهما ومن غيرهما...

ثالثا / لا أعتبر منجز الأولين نهاية " التفسير" أو " الفهم " أو " محاولة الفهم " ما دام من الممكن توليد قراءة تتجاوزه بعد استيعاب و تحليل و مراجعة و إعادة بناء و تأسيس...

رابعا / لا أرمي بالتراث و أدير ظهري إليه و لا يقيدني و يأسرني ..لا أرمي بالمنجز الإنساني و لا يستلبني..

خامسا / مدخلي عند الشروع في التفسير هو التلاوة و التدبر أولا في صلاة الفجر و الصبح أساسا و غيرها و قراءة متدبرة للايات التي أريد النظر في فهمها و في قول الأولين و المتأخرين فيها و رأيي فيها..و عند وجود كدر و تشويش أبتعد..

سادسا / لا يهمني كلام الناس أنني أجتهد من غيرإستيفاء الشروط و من غير صك الغفران و ترخيص الكهنوت

فلا أنتظر من هيئة تزكي عملي و لا أفراد و " مشايخ " يرضون بما أقوم به حفظوا قواعد الإجتهاد و شروطه من منظومة في جزء منها مهترئة تحتاج إلى مراجعة و نقد و تحيين و استيعاب و تستوجب منا التجاوز...

سابعا / سأعود إلى بعض المدققين اللغويين لروتوتشات لغوية يقتضيها الحال...

ثامنا / ليستغرق الأمر و يطول ما يستغرقه من الوقت و ليدم و يأخذ من الزمن و المدة ما شاء فإنني سأنشر تدريجيا رويدا رويدا و خطوة خطوة كل جزء هام يستحق النشر

و البداية ستكون بحثا في المنهج و تحديدا لمعنى و مدلول القران و حسما للسجالات الدائرة هل هو الكتاب مثلا كما فعل محمد شحرور و هل له بنية بشرية كما فعل أركون " التكوين البشري للإسلام "...الخ

تاسعا / عملي جهد يضاف إلى ساحة العلم و البحث و الدراسات الإسلامية من خارج منظومة الوصاية و طلب الرخصة و صك الغفران فهو عمل بشري كسائر الأعمال

فإن لم تتم الموافقة عليه سأبحث له عن جهة ما تباركه و لو خارج الدول العربية و الإسلامية ...

ربي يسر و لا تعسر و احمنا من كيد الحاسدين و المنغلقين و المنكفئين و أنر دربنا و بصيرتنا و بك أستعين و أستنير...


ملحوظة / كل ما ينشر من العمل الذي سوف أشرع فيه غير قابل للنقل و النسخ و التوظيف فهو كلما بلغ جزءا هاما تودع في عدد من هيئات حقوق المؤلف في الجزائر و غيرها ..

كما سينشر بالموازاة في مجلات و مواقع ورقية و إلكترونية ..

ستتم هذه العملية فور الإنتهاء من الجزء المتعلق بالمنهج ...

ليس ما أنشره الان كاملا فهو جزء مما دونته موسعا و معمقا و مهمشا في ملف خاص ...

شكري على حسن تفهمكم و دعاءكم و مساعدتكم العملية بإحالتي على كل ما هو تفسير نسوي و تفسير ربما جزائري و غيرها من الإفادات ...

شكرا لهيئة التحرير للحوار المتمدن محتفظا بحق التأليف..

و سلام على المرسلين



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن