هل كان السبهانُ عراقياً... أم إنَّ العراق سبهانيٌّ؟؟؟

عماد نوير
Znzn0290@gmail.com

2018 / 5 / 18

هل كان السبهانُ عراقياً... أم إنَّ العراق سبهانيٌّ؟؟؟
_________________________________
في بلد معين دون غيره عن سائر بلدان العالم، قوانين عجيبة، كل زعيم حزب أو كتلة أو تيّار هو رئيس وزراء و رئيس جمهورية، يملك جيشا ملشياويا معترف به، و له قناة فضائية تصدح ليل نهار تقدح من تشاء و تمدح من تريد، و له جريدة يومية أو أسبوعية ناطقة بلسان تنظيمه الحزبي، و له علم يميّزه عن غيره، و له شعار وطني أو قُلْ طائفي، عنصري، مذهبي، قومي، ماشئت من المسميات قل، و له لجان أمنية تغتال و تصفّي من تشاء، و له لجان اقتصادية تجني إتاواتها بطريقة انسيابية غير خجولة، و له حصانة دبلوماسية تشبه تلك التي يتميّز بها الرئيس الشرعي، غير إنها أكثر صلابة منها، و له حظوة و اعتراف إقليمي، توجّه له دعوات و زيارات إقليمية و دولية تحت تسميات تفي بمخرج قد يحرج الحكومة، و له قاعدة جماهيرية تعبده و تذكره في الصلوات الخمس كل يوم، قاعدة شعبية جاهزة لأي حرب أهلية تشير إليها سبّابته المقدسة.
غير أنه ليس شرعيا بالقانون الحقيقي المغيّب، إذ لا يمكن أن يحكم البلد أكثر من حاكم وفق الدستور الورقي، لكنه يجوز على أرض الواقع، أو أرض القوة.!
هذا الزعيم له سطوة و جبروت على دوائر الدولة و له سلطان و هيبة على الموظّف و المواطن و له قدرة خفية على تسليخ الوطن من خيراته، لكنه بالوقت عينه، لابد أن يكون جنديا مطيعا خانعا في فيلق الأعجمي سليماني، أو خروفا مطأطئا في قطيع الإعرابي السبهان.
كل هؤلاء الرؤساء في هذا البلد، لهم رؤساء من الخارج يوجّهون بعصا خبيثة إدارة الدولة التي لا تقوى على كسر شوكة الرؤساء المتعددون.!
فهذا السبهان الإعرابي الجلف، مازال يستخف بكل عراقة هذا البلد محاولا ضرب حضارته العظيمة، و النيل من عظمة انتصاراته المجيدة، فهو من حين لآخر لا يفتأ يتدخّل في الشأن العراقي، و يرسم له خارطة تحالفاته السياسية، ضاربا عرض الحائط صناديق الاقتراع، و الحبر البنفسجي، و إرادة و اختيار الناخب العراقي، و من باب ثان، فهو يستخفّ أيضا بقدرة الفائز بثقة العراقيين، محاولا فرض الإملاءات عليه، و كتابة مستقبل البلد بيده التي لا تحترم السيادة للجارة الشقيقة، و لأبنائها من المنتخِبين و المنتخَبين على حد سواء.
ها هو يظهر مرّة أخرى وصيا على جاره، و متملكا على مقدراته الفكرية، فيملأ الأفق تغريدا، فيقصي من يقصي، و يمكّن من يمكّن.
و بالطبع لم يأتِ ذلك من فراغ، ما لم يكن قد ضمن سكوت بعض الأطراف، من خلال طاعتها لدولاراته، و لوقوفه في وجه خصومهم من أبناء جلدتهم، بكل الطرق القبيحة الممكنة، فليس هناك شيء يأتي من لاشيء، كل التدخلات تأتي من خلال وقاحة مدفوعة الثمن، لها أرض خصبة مستعدة لتنفيذ الأمر و الطّاعة.

و يبقى القرار الأخير بيد شرفاء الوطن و أبناؤه الغيارى الذي سوف يضعون السبهان في مكانه الصحيح، و يروه حجمه الحقيقي، و سوف يعرّون قادة النفاق الذي يطربهم تغريد الأعراب و العجم، و يسحبون البساط من تحت أرجلهم، و لكن تبقى العقبة الكأداء ذلك الجهل الذي يجعل البعض يعبد الزعيم دون الله جل في علاه..!
نسأل لهم الهداية!!!

رمضان كريم🌹❤
عماد نوير.......



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن