اضواء على سبل تنمية موارد المياه بالعراق

عبد الكريم حسن سلومي
kareem_hasan45@yahoo.com

2018 / 5 / 17

اضواء على سبل تنمية موارد المياه بالعراق

يزداد الطلب على المياه يوما بعد يوم وسيكون هو المورد المستهلك الاكبربالبلاد وذلك بسبب التطور العمراني وزيادة عدد السكان ونتيجة لهذه الامور سيكون هنالك عجز كبير بالمياه المستخدمه في البلديات وهو ماتعاني منه اليوم كثيرا من مدن العراق وخاصة بفصل الصيف
اننا لانبتعد عن الحقيقه اذا قلنا ان من اسباب العجز المائي اليوم بالبلاد هو ناتج ايظا من سوء الاستخدام للمياه وكثرة الهدر وتخلف البنى التحتيه وقلة كفاءاتها وسوء التوزيع ولغرض تطوير قطاع المياه عموما في العراق دون تحمل الدوله بصورة كامله للتكاليف يجب وضع قوانين جديده تمكن القطاع الخاص والمستهلك من مشاركة الحكومه في ادارة هذا القطاع وادامة مشاريعه مع السماح للاستثمارات بالدخول بقوه بمجال قطاع المياه على شرط ان لايسمح للمستثمر بالاحتكار والتحكم بوجود قوانين محكمه لهذا المجال

لو درسنا بصوره شفافه حالة الخدمات المائيه في البلاد فكم ياترى نجد مايدفعه المواطن العراقي سنويا من مبالغ لغرض حصوله على مياه هي في الغالب غير نقيه وكم يدفع اليوم للمياه المعبأه التي يقال عنها نقيه (وهذا بعيد عن الحقيقه) فاليوم الكثير من المدن العراقيه ومواطنيها تعتمد على المياه المعبأه والتي بعضها يشترى من دول الجوار التي لانهر فيها
ان الزراعه بالعراق تمثل المستهلك الاكبر للمياه الوطنيه وهذا مايجعل العراق يعيش وفق مايمتلكه من موارد المياه وحاجته الفعليه عجزا كبيرا وان من اهم اسباب هذا العجز المائي هو
ضعف وسوء اداره وقدم اغلب البنى التحتيه مع استخدام الطرق القديمه في تشغيل وتنفيذ المشاريع الخاصه بالمياه عموما وهو من اهم اسباب تفاقم ازمة المياه بالاضافه للاستهلاك المفرط لخزاناته الطبيعيه والصناعيه السطحيه والجوفيه .
ان ببلادنا تتوفر الكثير من العوامل التي ادت لتلوث المياه في مصادرها الرئيسيه وشبكات التوزيع فيها بجميع الانشطه الزراعيه والبلديه والصناعات حيث اثر ذلك بصوره واضحه حتى على مصادر قطاع المياه الجوفيه ومصادرها الرئيسيه كالانهار فالحقيقه الواضحه اليوم هي ان مصادر المياه تتعرض يوميا الى تلوث فيزيائي وكيميائي وجرثومي كما تتعرض مصادر المياه لرمي المياه العادمه(الصرف الصحي والزراعي) وقبل معالجتها وممكن ملاحظة ذلك بنهر دجله ,بالاضافه لتناقص كميات المياه الداخله للبلاد من المصادر الخارجيه(دول المنبع)فأن مخازن المياه الجوفيه داخل البلاد تتناقص يوميا بسبب الافراط بحفر الابار السطحيه والارتوازيه وسحب المياه منها مع قلة الرشح وتغذية هذه الخزانات الحيويه من جراء قلة الامطار الساقطه والجفاف الحاصل في مناخ العراق والمتأثر بقوه بظاهرة الاحتباس الحراري
وللاسف نقول ان العراق بالحقيقه لم يستطع الاستفاده من مياه الامطار الساقطه عليه بفاعليه باوقات السيول فالكثير من دول العالم تستفاد من تساقط الامطار بفاعليه كبرى وذلك عن طريق خزنها بخزانات خاصه وبحيرات صناعيه بعد معالجتها والاستفاده منها وعدم تركها تضيع والامطار تعتبر ببعض الدول من اهم المصادر المائيه المهمه ولكن بلادنا لم تستفيد منها بصوره فعاله وعلميه
ان اغلب المشاريع التي نفذت بالعراق في حقيقتها مشاريع لاتراعي فيها التكنلوجيا الحديثه ولم يراعى باستخدامها ظروف البلد المائيه فاستخدمت بانشاء هذه المشاريع طرق الري القديمه والمتخلفه والغير كفوءه كذلك بتنفيذ شبكات توزيع المياه بالبلديات وبالتالي اصبحت هذه المشاريع ليست ذات جدوى اقتصاديه اذا ماقورنت باهمية المياه اليوم بالبلاد بظل الظروف الحاليه
ولابد من القول ان مبدأ انجاز مشاريع بالعراق والتي يستخدم بها اسلوب القنوات المفتوحه وخاصة بمجال الزراعه والبلديات مع قلة الصيانه الواضحه لهذه المنظومات فهي تؤدي لخساره كبيره بالثروات المائيه والماليه
ان الجهل وتدخل السياسه مع ادارة المشاريع الفاشله بكل استخدامات المياه سببت ضياع ثروة مائيه لاتقدر بثمن وحطمت الاقتصاد فعلى الرغم من ان الظروف السابقه جعلت العراق ينعم بوفرة مائيه فانه ينحدر اليوم بدرجه كبيره لخط الفقر المائي والشحه والازمه بكل ابعادها ,فهنالك عوامل داخليه وخارجيه عمقت من ازمة المياه التي يعيشها العراق اليوم فعلا ,فالنمو السكاني وتوقف التنميه الاقتصاديه بالحقيقه والنشاط العمراني والزراعي الغير مدروس مع تداخل المسؤوليات وقدم القوانين والتشريعات وتخلفها في مجال الاداره للمياه مع عدم مواكبتها للتطور وعدم تطبيقها وقدم اغلب المشاريع واستمرار طرق الزراعه والري المتخلف وضعف وانعدام الوعي لدى المواطن بقيمة واهمية الثروه المائيه وهدرها بصوره كبيره كلها ظروف عمقت من ازمة المياه ,فالمفروض المحافظه على هذه الثروه التي تتوقف عليها حياتنا وحياة الاجيال القادمه لذلك نرى لابد لنا من السعي الجاد والحقيقي لتنمية الموارد المائيه وذلك عن طريق التوجهات التاليه كما نراها نحن
1-زراعة الاشجار بصوره كثيفه في كل مناطق البلاد لوقف التصحر الزاحف بقوه للمدن بسبب تأثر البلاد بالتغير المناخي
2-انشاء مشاريع لمعالجة مياه الصرف الصحي بكل انواعه وفي كل المدن للاستفاده منها والمحافظه على مصادر المياه من التلوث
3-تطوير المياه الجوفيه وادامتها والحيلوله دون ضياعها
4-زيادة الخزن السطحي للمياه بانشاء منظومة سدود مع ربط هذه السدود باحواض الانهار وربط الانهار مع البعض بمنظومه صناعيه لغرض المناوره والتحكم والسيطره على المياه وتوزيعها لكافة مناطق البلاد في مواسيم الحاجه
5-العراق اليوم بحاجه ماسه لانشاء بنى تحتيه خاصه بخزن المياه تتمثل بالسدود والبحيرات الصناعيه بالدرجه الاولى على ان يدخل القطاع الخاص بطريق او اخرى في مجال استثمار وتنفيذ وصيانة وتشغيل وتوفير الطاقه النظيفه للمحافظه على البنى التحتيه لهذه المشاريع
6-تاهيل الشبكات المائيه(زراعيه وصناعيه وبلديات)لغرض تقليل الاستهلاك والهدر وجودة ونوعية المياه وذلك لكون اغلب الشبكات اليوم قد تجاوزت عمرها الافتراضي واصبحت كفاءاتها واطئه جدا
7-يجب استبدال نظام الري القديم واعادة تأهيل المشاريع بالتحول لطرق الري الحديثه مع منع استخدام القنوات المفتوحه بكافة اشكالها لتقليل الضائعات المائيه مع اشراك الجهات ذات العلاقه المستفيده من المشاريع بتحمل جزء من مصاريف التنفيذ والتشغيل والصيانه
8-تغير نظام شبكات المياه بالخدمات البلديه ومنظومات الصرف الصحي بالمنازل والمرافق العامه الاخرى واعادة تأهيل القديم منها مع ربطها بالعديد من مصادر المياه لتفادي مشكلة الحالات الطارئه والشحه ايام الصيف
9-تأهيل مصادر المياه الرئيسيه(الانهار والبحيرات الطبيعيه والصناعيه والابار )لغرض زيادة التدفق المائي مع حماية ضفاف الانهار والمصادر المائيه من التجاوزات التي تؤثر على التدفق المائي من المصادر مع زراعة الاشجار على اكتاف الانهار والبحيرات لحمايتها من انجراف التربه والتأكل
10-زيادة الغطاء النباتي بالتعاون مع كافة مؤسسات الدوله ذات العلاقه للسيطره على انجراف التربه مع حفظ المياه الجوفيه وزياة الرشح لمخازنها الجوفيه حيث سيؤدي هذا الغطاء النباتي الى تقليل تأثيرات تغيرات المناخ الناتجه من ظاهرة الاحتباس الحراري مع تحسن جودة المياه الداخله للاحواض والمصادر السطحيه عن طريق تصفيتها بحجز العوالق والملوثات والترسبات بالاضافه ما للغطاء النباتي من دور بتحسين جودة البيئه
11-اعادة تغذية الاحواض الجوفيه صناعيا عن طريق ابار الحقن ومنع استنزاف المياه الجوفيه عن طريق استخدامها وحفرها بصورة جائره وعشوائيه وهو مانراه يحصل اليوم والحث على استخدام المياه الجوفيه بصورة سليمه لغرض تأمين المياه للبلديات الخاصه بالمدن النائيه البعيده عن مصادر المياه بدلا من سحب المياه من مصادر بعيده تكلف مبالغ طائله مع ضياع كميات كبيره من المياه بالتبخر والتسرب من شبكات النقل والتوزيع
12-وضع اليه علميه لمراقبة انتاجية المياه في الخدمات البلديه واعطاء اهمية كبيره للقطاع البلدي بالتخطيط والتنفيذ العلمي للمشاريع
13-تنفيذ بنى تحتيه للتعامل مع المياه العادمه بكافة انواعها لغرض الاستفاده منها والحد من تأثيراتها البيئيه
14-تطوير قطاع التوزيع للمياه وعدم الضخ للمستهلك يوميا للحد من الاستهلاك وتقليل الهدر
15-تسعيرة المياه حسب درجة الاستهلاك مع تطوير البنى التحتيه لانتاج مياه بجودة عاليه
16-السماح للقطاع الخاص بقوه بالعمل على تنفيذ وتطوير موارد المياه مع السماح للقطاع الحكومي بادامة مشاريعه ذاتيا عبر اصدار قوانين ولوائح خاصه بها وتعديل قوانين المياه وتشريع قوانين اخرى لغرض مساهمة الدوائر ذات العلاقه للقيام بواجباتها بصوره كفوءه وسليمه
17-السماح بمشاركه فعاله وحيويه للمستفيدين من المياه (جمعيات مستخدمي المياه)ومنظمات المجتمع المدني بادارة المشاريع للمحافظه على الثروة المائيه وتنميتها وخاصة بالمشاريع العملاقه
18- ادخال الاستثمار بمشاريع المياه ولكل الاصعده لتخفيف الضغط على ميزانية الدوله مع ادامة مشاريع اصبحت حاليا في طور الانتهاء من جراء عدم توفر المال لصيانتها وادامتها
19-تحسين وتطوير العديد من مشاريع المياه مع تطوير الصناعات المائيه وتحسين الاقتصاد الزراعي بدعم المشاريع المائيه بالمبالغ الخاصه بادامة وصيانة هذه المشاريع وذلك عن طريق زيادة العائدات الماليه
20-تطوير ادارات المشاريع المائيه عن طريق ادخال منظمات المجتمع المدني وجمعيات مستهلكي المياه للعمل على ان تكون هذه المنظمات والجمعيات كمراقب فعال لاعمال هذه الادارات
21- استخدام علمي لمياه المبازل مع تطوير شبكات الصرف الصحي
22- تحسين وصيانة المجاري المائيه الطبيعيه والصناعيه
23-استخدام طرق الري الحديثه حصرا مع زراعة محاصيل ذات قيمه اقتصاديه مرتفعه واستخدام الري بالتنقيط في انتاج الخضر والبساتين
24-استخدام اجهزة ومعدات منزليه كفوءه وحديثه للتعامل مع المياه
25-انشاء مؤسسات قانونيه تتابع تطبيق القوانين واللوائح والانظمه وتعديلها وفقا لمتطلبات الحياة اليوميه


المهندس
عبد الكريم حسن سلومي
10/10/2017



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن