أسئلة لم تجد إجوبة من القيادي عادل بخيت نوجهها لأعضاء حزب المؤتمر السوداني مباشرةً.

عبير سويكت
ablaelmugammar@yahoo.com

2018 / 5 / 17


أسئلة لم تجد إجوبة من القيادي عادل بخيت
نوجهها لأعضاء حزب المؤتمر السوداني مباشرةً.


عبير المجمر (سويكت)


كجميع أفراد الشعب السوداني نكن الإحترام و التقدير لحزب المؤتمر السوداني الذي لطالما توسمنا فيه خيراً نحن فئات الشباب بصفة عامة و أنا شخصياً بصفة خاصة، فقد وجدنا فيه أساليب تجديدية في النضال الفكري قبل السياسي و كنا نراهن عليه في المشاركة الفعالة في إحداث التغيير السياسي الديمقراطي المرتقب ، تغيير عادل شامل كامل الدسم تغيير جذري و ليس تغيير تجميلي و ترقيع البردة البالية و لا تغيير المبررات للوصول إلى روما السلطة و الجاه (كل الطرق تؤدي إلى روما) لكن السودان ينتظر التغيير الذي يليق بنضال الشعب السوداني و يوفيه حقه بعد سنوات من الظلم و العذاب تحت حكم الديكتاتورية و الإستبدادية التي انهكت الشعب السوداني فأصبح لا يريد سوا إسقاط هذا النظام من غير مساومة تأتي عن طريق الحوار أو الإنتخابات التجميلية، هذا الشعب الأبي الذي لن يرضي إلا بالتغيير الذي يليق بالأحرار حتى و أن كان طريق التغيير صعب و وعر و طويل ولكنه خيار الأحرار الذين ينتزعون حقهم و لا يطلبونه .
شخصياً كغيري من السودانين راقبت عن قرب مناظرة حزب المؤتمر السوداني الذي كنت في إنتظارها على أحر من الجمر و تبلورت المناظرة في خيالي و عشتها بخيالي الشبابي الحالم بسودان جديد لحظة بلحظة ، و بما إني أرفع دائماً شعار (سودان مستنير من أجل التغيير) و أنادي بهذا الشعار شخصيا لأني أؤمن إيمان مطلق بالنضال الفكري و تأثيره في إحداث تغيير.
في مخيلتي مناظرة حزب المؤتمر السوداني كنت أتوقعها مناظرة يخلدها التاريخ ، فالمناظرة فن و أدب من الفنون و الآداب السياسية و الإجتماعية ، و المناظرة إحدى الأساليب الفكرية الإنسانية و هي حديث العقول المستنيرة منبعها القلوب السامية المتسامحة المنادية بالحوار الفكري الإنساني السلمي و مصبها العقول الراقية المتقبلة للرأي و الرأي الآخر، المناظرة هي الديمقراطية و حرية التعبير و تقبل الرأي الآخر ، هي المصداقية و الشفافية ، المناظرة فن يتقنه من يتنفس الديمقراطية تنفساً و يطبقها فعلاً لا قولاً.
أنا عندما سمعت بمناظرة حزب المؤتمر السوداني تحمست لها و تذكرت المناظرة التاريخية التي خلدها التاريخ و أصبحت الآن تدرس في أعرق الجامعات و أصبحت مرجع للعلمانية، و هنا أتكلم عن المناظرة التاريخية الشهيرة التي دارت بين الشيخ عبده و فرح أنطون الذي هو من أوائل رموز التيار العلماني، و الشيخ محمد عبده أحد كبار المجددين في الفقه الإسلامي و كبار رموز دعاة الإصلاح، فقد أصبحت تلك المناظرة أنموذجا يستشهد به لتبين قيم العلمانية، حيث بدأت تلك المناظرة بعد أن نشرت جريدة الجامعة مترجمات و مختصرات لفلسفة إبن رشد لفرح أنطون ، و أثار هذا الحدث غضب السيد محمد رشيد رضا المفكر الإسلامي، و أحد رواد الإصلاح الإسلامي، و مؤسس مجلة المنارة فقد كان أيضاً صحفياً وكاتبا وأديبا لغويا و من أشهر تلاميذه حسن البنا ، و أستاذه الشيخ محمد عبده.
و عندما كانت ردة فعل محمد رشيد رضا قوية على مختصرات الجامعة عن فلسفة إبن رشد وكتابه و أعتبرها معركة دينية بغرض مهاجمة الإسلام ، و مؤامرة لتدميره و لا بد من الرد على مجلة الجامعة و لكنه يترفع و يتنازل عن الرد للشيخ محمد عبده، و من هنا كان انطلاق المناظرة الشهيرة التي جمعت بين الشخصيتين الجميلتين المتسامحتين فرح أنطون و محمد عبده، و أصبحت تلك المناظرة أنموذجا للفكر العلماني و أسست لبدأيته في المشرق العربي بالتحديد مصر.
و كانت قبل كل ذلك أنموذجاً للرقي الفكري و التسامح الإنساني و الديمقراطية في إحترام الرأي و الرأي الآخر و لغة حوار حضارية ، ففرح أنطون الصحافي و الروائي والمسرحي والكاتب السياسي والإجتماعي و من أوائل رموز التيار العلماني في الشرق العربي و الشيخ عبده المفكر الإسلامي المجدد و الإصلاحي كلاهما خلدا أجمل أنموذجاً لأدب المناظرة و فنها و ديمقراطيتها و شفافيتها و مصداقيتها فخلدهما التاريخ، فالتاريخ الإنساني لا ينسى المبدعين الصادقين الديمقراطين( "فعلاً لا قولاً ") .
و بعد متابعتي لمناظرة حزب المؤتمر السوداني التي كنا ننتظر منها قبل كل شئ إنارة الشعب البسيط بكل شفافية و مصداقية حول موضوع إنتخابات 2020 و الرد على أسئلتة، و لكن للأسف بما أن العديد من الأسئلة المهمة لم يرد عليها و كنا قد بعثنا بالعديد من الأسئلة إلى كلا الطرفين و لكن لم يرد عليها بعد المناظرة ، و تلك الأسئلة لا تمثلنا و لا ثمثل رأينا الشخصى بل تمثل الشعب السوداني الذي نحرص على أن يصل صوته، و لكن أستميحنا العذر لإخوتنا في حزب المؤتمر السوداني و قلنا لعله ضيق الزمن لذلك حاولنا مراسلة السيد عادل بخيت و السيد خالد عمر يوسف طرفا المناظرة الأساسيين و أتفقنا معهما على إجراء حوار و بما أننا نحترم ضيق وقت الآخرين أرسلنا لهما بالأسئلة مكتوبة لأن وقتهما لا يسمح بالحوار المباشر و نحن نحترم أجندة الآخرين الزمنية ، لذلك و بإعتبارهما حالة إستثنائية و لتفهمنا لكثرة المشاغل أرسلنا الأسئلة مكتوبة منذ يوم 10/05/2018 ، و أيضاً بناءاً على طلب السيد عادل بخيت قمنا بالإعلان عن الحوارات حيث كان هذا طلبه هو شخصياً فأعلنا في السوشل ميديا و جميع القروبات عن الحوارات ، و لكن بعد إرسال الأسئلة إتضح لنا أن السيد عادل أصبح مشغول جدا و لم يعطينا تاريخ محدد حتى الآن للرد و أصبح الموضوع مفتوح في علم الغيب ، و بعد مراسلات عديدة و إلحاح شديد من جانبنا قررنا أن لا نضغط عليه و نتوقف عن ملاحقته و نستميح له عذر ضيق الزمن ، لكن بما أننا وعدنا القارئ و أعلنا عن هذه الحوارات مسبقاً بناءاً على طلب السيد عادل بخيت شخصياً و أنا من عادتي إذا وعدت وفيت بوعودي (سقط حر وعد و لم يوفي) ، و لا تقطعوا وعوداً أنتم لستم بأهل لها فوعد الحر دين عليه، و علاوة على ذلك بما أن الصحافة لغة الساعة فلا يليق بالشعب السوداني المثقف المعلم أن نعرض عليه مادة سياسية و إجتماعية بعد أن يمضي عليها الدهر و تفقد قيمتها لذلك نعتذر لضيق زمن السيد عادل بخيت و نستميح له العذر.
و إليكم بالأسئلة التي نتمنى أن تجد إجوبة من أعضاء حزب المؤتمر السوداني فالقضية الوطنية عمل جماعي و ليست حصر على القيادات فقط و لكن جميع أعضاء حزب المؤتمر السوداني يمكنهم المشاركة في الرد على تساؤلات الشعب السوداني حتى تضح له الرؤية .
و الآن احيلكم للأسئلة التي لم تجد إجوبة من قبل القيادي بحزب المؤتمر السوداني الأستاذ عادل بخيت :
ملحوظة:( هذه الأسئلة تم إرسالها يوم 10/05/2018) .

السيد عادل بخيت ما هو تعليقكم على الإتهامات التي تقول أن هناك إتفاقات خفية بين الحكومة و أحزاب معارضة أخرى منها حزب المؤتمر السوداني للإلتحاق بالنظام بطريقة تجميلية عبر الإنتخابات حفظاً لماء وجهكم ؟.

ما هو ردكم على الإشاعات التي تدور حول تحالف بين حزب المؤتمر السوداني و الحركة الشعبية شمال لخوض الانتخابات و الوصول إلى مراكز مهمة في السلطة و التمكن، ثم تكوين تحالفات مع بعض أحزاب المؤتمر الوطني المتنافرة و حزب الصحوة الوليد الممثل لموسى هلال و بعض من الضباط ثم الإنقلاب على الإنقاذ و الوصول إلى السلطة كلياً و ليس جزئياً؟.


هناك بعض الآراء تري إن دعوة الانتخابات هي نوع من تخدير الشعب و امتصاص غضبه و قتل ثورته فما هو ردكم على ذلك ؟.

البعض يعتقد أن خوض حزب المؤتمر السوداني للإنتخابات سيفقده قاعدته الشعبية التي كان يتمتع بها و هكذا تكون الحكومة قد تمكنت من حرقه كبقية الأحزاب التي تمت إستمالتها و من ثم فقدت مصداقيتها و شعبيتها؟.

شئتم ام أبيتم النظام قادر علي ترقيع الدستور و إقامة انتخابات 2020 بموافقة امريكا و الغرب فماذا أنتم فاعلون ؟.

هل تتفق معي أن أجندة أمريكا و الغرب و مصالحهم تشي في بقاء النظام و إلا لكانوا قد إقتلعوه كما اقتلعوا صدام و القذافي؟.

ما هو ردكم على بعض إتهامات أبناء مناطق الهامش بأن قضاياهم مهمشة في حزب المؤتمر السوداني و لا تتطرقون لها؟

المؤتمر الوطني قالها بصريح العبارة( باقون بانتخابات أو غيرها) فماذا أنتم فاعلون كمعارضة ؟.

في رأيكم ماذا تخسرون كحزب معارض إذا خضتم الإنتخابات و ماذا تكسبون أن لم تخوضوها؟.

السيد عادل بخيت طالما أنكم في مناظرة حزب المؤتمر السوداني كنتم الطرف الرافض لخوض الإنتخابات ما هي آلياتكم التجديدية لإسقاط النظام؟ هل هي العصيان المدني و المسيرات المرخصة التي لم تجن ثمارها أم ماذا ؟.

السيد عادل بخيت يقال أن معارضة الإنتخابات ليست مبنية على مبدأ فقط (خالف تذكر) فأنتم كمعارضة منذ أكثر من تسعة و عشرين سنة لم تتمكنوا من قلب الموازين و إسقاط النظام ما هو تعليقكم ؟.

ملحوظة :
سؤالان تمت أضافتهما للسيد عادل بخيت يوم 14/05/2018 بعد أربعة أيام من إرسال الأسئلة الأولى نظراً للأحداث التي طرأت على الساحة السياسية السودانية و لأن الصحافه لغة الساعة إحيلكم إلى السؤالين :

بعد أن أقر حزبكم المشاركة في الانتخابات ماذا أنتم فاعلون؟ و هل هذا دليل على صحة الإشاعات التي ترددت بأن حزب المؤتمر السوداني قد حسم أمره مسبقاً في خوض الانتخابات و المناظرة كانت مجرد مسرحية تبررية لموقفكم الذي وصف بالتخاذل حيال إرادة الشعب في إسقاط النظام ؟.

بعد أن تم تعيينكم أمينا لحقوق الإنسان ؟ما هي أطروحاتكم و مشاريعكم لتغيير الوضع الحقوقي في حزبكم أولاً ثم في السودان عامة؟.

كانت هذه مجموعة الأسئلة التي طرحت على السيد عادل بخيت منذ يوم 10/05/2018.


نتقدم بأسفنا و كامل أعتذرانا للقراء الكرام و للمواطن السوداني البسيط وعد الحر دين عليه و الشعب كان و مازال مكان إحترامنا و أعتدنا أن نفى بعهودنا تجاهه و لكن أحياناً ( تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن).
نأسف علي أننا لم نفي بعهد الإعلان الذي نشر عن حوارات الساعة مع السيد (عادل بخيت) الذي تبني خيار المقاطعة، و السيد خالد عمر يوسف صاحب خيار المنازلة.


عبير المجمر (سويكت)
17/05/2018



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن