التيار الصدري : كما فهمت بعضاً من استراتيجيته السياسية

اسماعيل شاكر الرفاعي
Kitab333@hotmail.com

2018 / 5 / 17

التيار الصدري : كما فهمت بعضاً من ستراتيجيته السياسية

اثبت التيار الصدري بانه اكثر التيارات السياسية الدينية حراكاً ، وأثبت قاءده الشاب : مقتدى الصدر ، بانه الأكثر براعة في التاكتيك والمناورة من بين قادة الأحزاب الاسلامية الاخرى سنية كانت او شيعية التي ابتدا مستقبلها السياسي يذوي بشدة

2 -
استعاد التيار الصدري بهذا الحراك حساً سياسياً وطنياً مفقوداً ، أسهمت الأحزاب الدينية الحاكمة : اضافة الى سنوات حكم صدام حسين ، في طمره تحت ركام هاءل من شعارات التخلف والطاءفية ، ارتفع هذا الحس الوطني الى مستوى : نظرية للعمل السياسي في وعي قادة التيار الصدري مطلوبة وضرورية ، دفعت الصدر الى دعوة تياره للمشاركة مع التيارات المدنية الى التظاهر الاسبوعي احتجاجاً على المحاصصة والفساد ، والى رفع شعار الإصلاح والتغيير مختصراً بعبارة : شلع قلع ، وقد شارك مقتدى الصدر شخصياً في هذه المظاهرات ، يوم اقتحم الخضراء وقلعتها الحصينة : مجلس النواب . وهذا ما أكد لنا ان مقتدى الصدر اقتنع بان المحاصصة والفساد وجهان لعملة واحدة ، وان الإطاحة بأحدهما لابد وان يتزامن ويقترن بالإطاحة بالوجه الاخر ، وهذا ما قلل من مصداقية الدكتور حيدر العبادي الذي دعا الى محاربة الفساد من غير ان يبدأ بالخطوة الشجاعة : خطوة الإطاحة بالمحاصصة كونها التربة الملاءمة لازدهار الفساد .

3 -
الحس السياسي الوطني يظل عفوياً اي غير فاعل على مستوى الحراك السياسي ، اذا لم يقترن بالانفتاح على القوى والتيارات التي همشتها سياسة الأحزاب الطاءفية الحاكمة . وكانت خطوة التيار الصدري صوب هذا الانفتاح هو مشاركة التيار المدني في احتجاجاته التي باشرها منذ عام 2011 والذي يضم جموعاً غفيرة من مختلف التيارات الفكرية والسياسية الذين ولدوا في أوساط دينية وطائفية وإثنية مختلفة .

4 -
تحويل هذا الحس السياسي الوطني الى ممارسة فعلية وبالتالي الى ثقافة سياسية ، بانفتاح التيار الصدري على القوى الاخرى والاعتراف بها والتحالف معها وقيادتها ( والقيادة هنا تعني التفاعل والتأثر والتأثير ) في مواجهة أسبوعية مع سلطة الفساد والمحاصصة : ايقظ الملايين من غفوتهم التي طالت خلف أسوار الطاءفية فصوتت لصالح القاءمة المدعومة من الصدر .

5 -
الشعور البدهي بالانتماء الى وطن محدد القسمات ثقافياً واجتماعياً ، يقود على مستوى الوعي السياسي ، الى تحسس المخاطر والتحديات التي يواجهها الوطن في هذه الأيام تحديداً ، ولا اقول في هذه المرحلة . فنحن نعيش في زمن سريع التحولات ، تخطف العقول والأبصار إنجازاته العلمية والتكنولوجية والفكرية المدهشة ، وهذا ما يجب ان يدفعنا الى السير قدماً في استكمال تحرير الوعي من النوم خلف أسوار الطاءفية ، ليتم إنجاز تحرير الإرادة الوطنية التي تتاوج بتحريرها عملية بناء دولة المواطنة والموءسسات ، وخروج هوية عراقية جديدة الى الوجود .. فالدولة لا هوية لها ، وبالتالي لا هوية لأي شعب او امة سابقة على فعل التحرر مما يعيق بناءها من بقايا العصبيات القديمة : الطاءفية والعنصرية والعشائرية .
تحرير الإرادة الوطنية يوءدي الى تحرير القرار العراقي من سطوة حضور الخارج الإقليمي والدولي ، وهذا هو المعنى المضمر في كلمات منشور السيد مقتدى الصدر بعد فوز قائمته في الانتخابات التي ميز فيها بين الوطني المعني بازالة المحاصصة والفساد ، وبين اللاوطني الذي فرضت قراراته : المحاصصة والفساد ، وأدت الى ما أدت اليه من خراب شامل : كما يريد اسياده للعراق ان يكون .

6 -
بمزج هذين الركنين من استراتيجية العمل الصدرية : الانفتاح على التيارات الوطنية وتحرير الإرادة الوطنية من هيمنة الخارج الإقليمي والدولي ، سيتغير مضمون التشريعات البرلمانية : من ( تشريعات أرستقراطية حولت الوارد القومي الى غنيمة لطبقة سياسية ، نعمت من خلالها بحلاوة العيش على حساب ملايين الفقراء والكادحين على مدى سنوات 2005 - 2018 ) الى ( تشريعات من اجل الاقتصاص اولاً ممن جعل التشريعات تدور في فلك الوزراء والنواب ومن لف لفهم من المستشارين وكبار الموظفين والمدراء العامين ، وهذه هي الخطوة الاولى في الحرب على الفساد ، وتشريعات من اجل إشباع الحاجات الاساسية للمواطنين وفي مقدمتها الكهرباء ) . وبالانتقال بالتشريعات من خدمة القلة من الخواص الى الكثرة من عموم الشعب : تحوز الدولة على تزكيتها من العصر الذي تعيش فيه : كدولة مواطنة ...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن