ترامب وأنصاره يحاولون التّعجيل بنبؤءة هرمجدون

نادية خلوف
nadia_khaloof@yahoo.com

2018 / 5 / 15

رمى ترامب بمباراة في القدس بدون خطة لإطفاء الحريق
راشيل شابي: مؤلفة، ومذيعة
ترجمة نادية خلوف
عن الغارديان
إن مقتل 52 فلسطينياً هو نتيجة لحماقة الرئيس الأمريكي في إعطاء نتنياهو ما يريد.
. . .
الموت ، التقسيم، والإنكار أثناء افتتاح السفارة الأمريكية في القدس.
. . .
الصور القادمة من المنطقة اليوم قد أظهرت كل شيء، وفي هذا الإطار فإن الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو يجلس إلى جوار إيفانكا ترامب وزوجها جاويد كوشنر عند افتتاح السّفارة الأمريكية المنقولة للتو إلى القدس يشبه القط الذي حصل على الكريما.
على المقلب الآخر توجد غزّة التي غمرها الغاز المسيل للدموع أثناء الاحتجاجات التي قتل فيها 52 فلسطينياً ، و 1200 جريحاً بنيران إسرائيلية. ربما يتأمل المبعوث الأمريكي السابق للسلام مارتن إنديك في تلك الصور التي تعكس التناقض في المشهدين حيث كانت" لحظة مرارة"
هذه ليست تجربة مزدوجة عادية في عشية اليوم الذي يصادف الذكرى السبعين لتأسيس الدولة الإسرائيلية المتزامن مع يوم النكبة الفلسطينية التي أجبر خلالها حوالي 700،000 شخص أن يتركوا منازلهم أو هربوا منها، وهذا ما أدى إلى خلق إسرائيل. هذا التصعيد العنيف كان متوقعا ، وهو نتيجة لمخالفة الاتفاقيات الدولية. إنها الرئاسة الأمريكية التي تخوض المباراة في ميدان القدس . المدينة التي يعتبر المجتمع الدولي أن نصفها محتل من قبل إسرائيل ويعتزم أن يكون ذلك النصف المحتّل عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية.
وفي خضم الإدانة الواسعة النطاق لكلّ من نقل السفارة الأمريكية ورد فعل إسرائيل القاتل وغير المتكافئ على المتظاهرين العزّل ، يضغط المحرضون اليمينيون كالعادة مع أو ضد ، مما يوحي بأن مثل هذه التنديدات هي ضد إسرائيل التي لا تسقطها . أصدرت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية ، "ب تسيلم" بيانا يدين استخدام إسرائيل للذخيرة الحية في غزة الذي يظهر "لامبالاة مروعة بالحياة البشرية". وكان دانيال سايدمان ، مؤسس منظمة أرض إسرائيل غير الحكومية ، قد حذر من نقل السفارة الأمريكية وقال: بأنه "سيكون هناك دماء" ، مضيفًا: "إن اليأس المطلق هو زعزعة الاستقرار الكبير". ويشير تشيمي شاليف ، وهو كاتب عمود كبير في صحيفة هآرتس الإسرائيلية. "الأساس الحالي للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية هم: الأصوليون ، المتعصبون والمشجعون المتحمسون لأزمنة النهاية" - في إشارة إلى أنصار ترامب المسيحيين الإنجيليين الذين فرحوا بتحرك السفارة الأمريكية ، استناداً إلى نبوءة هرمجدون التي تبشر بنهاية غير جيدة للشعب اليهودي.
لطالما طالب نتنياهو الولايات المتحدة بنقل سفارتها والتخلي عن الاتفاق النووي الإيراني. قام ترامب في الأسبوع الماضي بتنفيذ كل من القرارات التي هزت منطقة متقلبة بالفعل. لكن هذه التحولات الخطيرة ليست علامة على سياسة أمريكية جديدة. إن الانزلاق في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يتلاشى اليوم ، حتى بينما يعاني الفلسطينيون من الوقائع اليومية للاحتلال فإن ذلك سيء بما فيه الكفاية ، ولكن ليس أسوأ من الموقف الدولي المتعثر.
مع نقل السفارة ، نشر ترامب هذه الحيلة اليمينية من أجل أن يعمّ الاضطراب المنطقة حيث لا توجد متابعة ، ولا تجدد للمحادثات حول خط الأنابيب ، ولا دبلوماسية دولية ، مجرد أفكار معتادة متعددة الأغراض من ترامب حول إنهاء صفقة جيدة له. هذه ليست سياسة في الشرق الأوسط ، إلا إذا كان يمكن أن تعتبر بداية للنار، وتبدو وكأنها تجيز العنف الإسرائيلي السّاحق. وكما نرى اليوم ، فإن الذين يعيشون في المنطقة هم الذين سوف يعانون من العواقب الوخيمة لحماقة ترامب.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن