من أناشيد الفقر

عباس علي العلي
fail959@hotmail.com

2018 / 4 / 30

حين أشتكى فقير للسماء
أنها لم تمنحه رغيف خبز
تداعى الألهة لأجتماع عاجل
وجاء كل منهم بطبق من ذهب
فيه ما يسر الناظرين
وفي لجة أنتظار الكبير الذي يتزعم المحفل
تبخرت بعض الخيرات
على وقع (نخبك أيها العزيز)....
حتى ما أنتهى الأجتماع بقرار واحد
أن أمنحوا ما في أطباقكم لهذا المسكين
لم يك هناك شيء غير بقايا رائحة الخمر المقدس
قال الكبير....
لا بأس..... أيها القوم
أبعثوا بها لعله يسكر
إنها رائحة الجنة المقدسة
فتسكت بطنه من الصراخ
وينام لحين موعد أجتماعنا القادم
وما زال صديقي السائل
ثملا من تلك الرائحة ينتظر صحوة لا يبدو أنها قريبة
أو
يتواعد الأسياد مرة أخرى
لكنه تحول إلى شبح مرعب
من جلد يابس وعظام نخرة...
وإزدادت الألهة فخرا
أنها لبت نداء الأرض بعجالة.....
وها هي ترقص جذلة
أن من في السماء
لم ولن ينسى فقراءها أبدا....
******
صديقي الفقير مات
صديقي الفقير قرر الرحيل
فقد ضاق ذرعا بتخمة الوعود
وصور الجنة التي وعد بها
يوم أمن أن الألهة ستعطيه مكان الرغيف لحم طير وفاكهة
أو قصرا منيف
كان صديقي ذكيا أكثر من ألهته
فقد أبتكر خديعة الموت ليهرب من ضيم
ويسكن تلك القصور الباذخة
وينكح ما طاب له من الحور والولدان
فقد تعود هنا أن ينكح أحلامه الشبقة فقط
وما زلت أنتظر منه رسالة
ليخبرني
عسى أن أكون من اللاحقين به على عجل
كلما مررت بقبر اسأله
متى يحين للميت أن يبعث رسائله للأحياء
فتجيبني حجارة مهملة
حتى ينطق الجبل
أو تلد البغلة حمارا مثلك....



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن