التصويت المشروط

قحطان محمد صالح الهيتي
kahtanalhiti@yahoo.com

2018 / 4 / 17

لتصويت المشروط
-
كفلت المادة (21) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حق كل شخص في الاشتراك في إدارة الشؤون العامة لبلاده. وبموجب المادة (20) من دستور جمهورية العراق لسنة 2005 فإن" للمواطنين، رجالاً ونساءً حق المشاركة في الشؤون العامة، والتمتع بالحقوق السياسية بما فيها حق التصويت والانتخاب والترشيح."

فالتصويت والانتخاب والترشيح حق لكل عراقي وليس واجب مفروض. وقد نظم قانون الانتخابات طريقة الانتخاب وحدد للناخب شروطا تجب توافرها فيه، ومنها (بطاقة الناخب). وعلى الرغم من انقسام العراقيين بين راغب بالمشاركة بالانتخابات من أجل التغيير، وبين معارض لها بسبب إحباطه من الكثيرين ممن وضع ثقته بهم وانتخبهم ولكنهم خذلوه، لابد لنا أن نقول الحق في ممارسة هذا الحق.

أيا كانت نوايا الناخب فيمن سينتخب؛ فإن على المفوضية العليا للانتخابات أن لا تحرم أي عراقي من حقه وتسلبه منه برفضها منحه (بطاقة الناخب) التي طَبلَت لها وزَّمرت منذ شهور، ورصدت لها الملايين؛ فما ذنب من لم تسمح له الظروف، أو حتى عدم القناعة بالانتخابات أولا ومن ثم اقتنع بها من الحصول على (بطاقة الناخب)؟

وأيا كانت المبررات فهي غير مقبولة. عليه فإن على المفوضية أن تمنح حق الانتخاب لكل عراقي تتوافر فيه شروط الناخب، حتى ولو لم يحصل على بطاقة الناخب المحدثة بايومتريا او البطاقة السابقة، وأن تسمح له بممارسة حقه عن طريق (التصويت المشروط) من اجل ضمان مشاركة واسعة في الانتخابات، ومن أجل عدم تكرار الوجوه القديمة التي ستفوز لا محالة بأصوات من حدثوا، وبأصوات من لديهم البطاقات القديمة، وبسبب حرمان هؤلاء الناخبين من ممارسة حقهم الدستوري.

ونقترح لهذا التصويت الشروط الآتية:

1.أن يحدد عدد خاص من المراكز الانتخابية للتصويت المشروط وعلى وفق ما سيعتمد في انتخابات النازحين ونزلاء السجون، ويعلن عن محلات وجودها قبل مدة مناسبة من يوم الانتخابات.

2.اعتماد المستمسكات الأربعة كبينات ثبوتية للناخب معززة بتأييد المختار والمجلس المحلي بكون الناخب ممن يحق له الانتخاب في الدائرة المقررة لهذا التصويت، ويتولى موظفو الاقتراع في محطة الاقتراع تدقيق هذه المستمسكات.

3.تسجل في قائمة الناخبين جميع البيانات الخاصة بالناخب (اسم المحافظة, رقم البطاقة التموينية لعام 2018, الاسم الثلاثي, تاريخ الميلاد, ورقم المركز التمويني، ويستحصل توقيع الناخب أو يبصم إزاء اسمه .

4.تدون أسماء الناخبين في سجل خاص يتضمن الأشم الرباعي الكامل للناخب، وبالاستناد اليه تتم عملية مطابقة عدد الناخبين مع عدد الاستمارات المستخدمة في مركز الاقتراع، على أن يرسل هذا السجل الى مركز المحافظة مصادقا عليه بمحضر موقع من موظفي المحطة الانتخابية والمراقبين.

5.يتم فتح صناديق الاقتراع المشروط في مركز المحافظة ويتم فيه الفرز والعد يدويا ، وتنظم اللجنة المركزية المشرفة على انتخابات المحافظة محضرا بذلك، بعد التأكد من مطابقة عدد أصوات الناخبين بعد الفرز بعددهم في السجلات المرسلة اليهم من محطات الاقتراع.

وقبل هذا كله وبعده، لابد أن يضع المراقبون المسؤولون عن عملية الانتخابات مصلحة وطنهم وشعبهم أولا، وأن يؤدوا أمانة الرقابة والمحاسبة بإخلاص، وأن يكون الضمير فيصلا بين الحق والباطل، من أجل انتخابات نزيهة يفوز بها من يستحق الفوز بجدارة ونزاهة، لا بالغش والتزوير، ولا بشراء أصوات البسطاء والفقراء والمحتاجين، وعلى الناخب أن يتذكر بأنه ابن العراق ابن بلد الحضارات، ابن الوطن الذي شَّرع أول القوانين وأول من مارس الديمقراطية في التاريخ.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن