لا تأتِ يا ربيع # 6

منير الكلداني
vision.moh2018@gmail.com

2018 / 4 / 13

(( تلاحقني رؤياي استميح الارق عذرا فطيوفك لم تعد تهمني ))
يبزغ الفجر ، ضوء النهار يقترب ، لا تزال ضحكة الغجرية تتردد في الجدران الاربعة ، علي ان اغادر هذا الزقاق قبل ان يسقط على رؤوس اصحابه المتعفنة ، ولكن كيف اغادره ولا يزال هذا التفكير مستحوذا علي ، عندما اعرف هذا المتعجرف سارحل ، فتحت الباب ، منظر متهرا اخر اراه ، ام ربيع ورعد في هذه العتمة يتهامسان ، وفي الجانب الاخر الخلوق ورهف يتهامسان ، لا بد انني كنت المغفل الوحيد بينهم جميعا ، كل هذا يحدث وانا لا اراه ، الكل يقبل فلم لا يتجاهرون به ، نعم يخشون مني ان اعرف حقيقتهم القبيحة ، لذا يتخذون العتمة وسيلة للهروب ، ضحكت في سري كثيرا ، (( حمقى )) ساراقبهم حتى اعرف كل شيء عنهم ، دعارتهم ومجونهم ودياثتهم ، لكن شيء ما يصدني عن عدم التصديق
(( انهم لم يكونوا كذلك ))
ما الذي يحدث في الطريق العام (( الا يستحون )) انهم (( يمارسون )) ، كيف يقبل رعد ، هل اعمته ام ربيع بحيث لا يرى زوجته وهي تخونه على مقربة منه ، وصل ضوء النهار واشرقت الشمس والزقاق صامت لا اثر لاي شيء فيه ، اكاد ان اهرب من هذا الشيء لكن دون جدوى ، يخرج فريق رعد مهرولا طارقا باب ام ربيع ، يخرج هو الاخر مرتديا ملابسا جديدة ، لقد كنت مصدر ازعاج لهم علي ان اختفي خلف الجدار حتى لارى ما يصنعون واسمع ما يهمسون
** (( ابن رعد الكبير )) من اين لك الملبس الجديد يا ربيع هل اصبحت امك تمارس الفجور
راسي يكاد ينفجر لا يمكن ان ينقلب هذا الزقاق بين لحظة وضحاها الى مستنقع للرذيلة ، الكل مع الكل ، اخشى ان تقتلني هذه العدوى في يوم ما
** (( ربيع ضاحكا )) لا يا ابن (( .... )) لقد اشتراها لي ؟
الامور فعلا تخرج عن سيطرتي ، لم اعد احتمل كل هذا الهراء ، اصبح الفضول مكروها لقد بغضت نفسي ، وعلي ان اجد حلا سريعا قبل ان اصاب بالجنون الفعلي ...
** (( ابن رعد الاوسط )) من هو ؟
** ابي !!
رغم الجنون ضحكت من اعماقي ، ابوه ؟ هل وصلت بلاهتك يا ربيع ان تتخيل شخصا مات منذ ان كانت امك حاملا بك ليشتري لك من القبور هذا الملبس ، لاعود الى بيتي واخلد للنوم علي اصحو على حل يقطع كل هذه السخافات من حياتي
** (( ام ربيع )) تعال يا ربيع ... ابوك يريدك !!!
** (( ربيع )) قولي له الا يزعجني
** (( ام ربيع )) انك فعلا غير مهذب ، لم تختفي خلف الجدار
ها ... ماذا ... لقد راتني هذه العاهر ...
** (( ردت بقسوة )) بل انت العاهر الذي لا يستحي على نفسه ، كيف تحرض ربيع على ابيه
** (( مندهشا )) انا ؟ ما بالك يا ام ربيع ، لم اصل لهم بل اختفيت حتى ياخذوا راحتهم ....
** (( ضاحكة بقهقهة مسموعة )) : بل كنت تسترق السمع ايها الفضولي
غضبت جدا من طريقة كلامها
** نعم استرق السمع ، ومن الان اعلن توبتي امام كل الزقاق وسوف ارحل من زقاقكم القبيح ...
** (( ام ربيع )) ربيع ابوك يريدك
اشار اليها ربيع بيديه رافضا ، يخرج راس الشيخ الوسيم من بابها
** تعال يا ربيع ، قبل ان اضع الحلوى في يدك
** (( متسائلا )) ها
** (( هو )) ارحل ان استطعت فحتما ساجدك



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن