ما هكذا تحضن الراقصة يا استاذ

أحمد صبحي النبعوني
alnabbouni@gmail.com

2018 / 4 / 11

قصة قصيرة جدا

ما هكذا تحضن الراقصة يا استاذ ..!

ثلة من الأصدقاء اعتادوا على السهر بشكل متكرر في احدى الملاهي الليلية... و في ظهيرة اليوم التالي يجتمعون حول طاولة الشاي في احدى المقاهي وسط البلدة.. يتم الحديث عن تفاصيل السهرة من غناء ورقص وطعام وغيره .. ويحدث ان يكون الاستاذ عبد الرحمن حاضرا لهذه النقاشات و لسان حاله يقول : ليتني أكون معهم حتى اشاهد هذه الراقصة كيف تتمايل و تهز بطنها كالأفعى ... مضت سنة كاملة والاستاذ عبد الرحمن يقول لأصدقائه : .. سأذهب معكم في المرة القادمة لكن عندما يحل المساء .. ! يتغيب ولا يحضر للانطلاق بالسيارة إلى المدينة المجاورة حيث تكثر فيها الملاهي الليلية ... و هكذا في ظهيرة كل يوم يتكرر نفس السيناريو .. و عندما يحل المساء يتغيب الأستاذ عن موعده ... فاقترح احد اعضاء المجموعة في ظهيرة احد الأيام و الذي كان مشهورا لدى الفنانات والراقصات بعد أن خسر كل اراضيه الزراعية على طاولات السهر والفن الهابط ... الأقتراح كان يتضمن اخذ مبلغ خمسمائة ليرة من الاستاذ عبد الرحمن مسبقا ... ! حتى لا يتغيب عن الحضور و فعلا نجحت الخطة وحضر الأستاذ و هو يرتدي طقما رسميا رماديا وربطة عنق حمراء ... يحتفظ بهذا اللباس في خزانة خاصة به في البيت منذ ان تزوج قبل سبع سنوات ... وفي الطريق تم إعادة خمسمائة إليه وكان في جيبه ثلاثمائة ايضا ... أصبح المجموع الكلي لسهرة الأستاذ ثمانمائة ليرة ... و عند الوصول إلى الملهى تقدم الأستاذ المجموعة في الدخول ... حيث الأصوات الموسيقية الصاخبة على انغام اغنية ( آه ونص ) و كالمعتاد تتجول الراقصة ما بين الزبائن و تلقي عليهم تحية السهرة و تأخذ هي تحيتها علنا من احد الجالسين حول الطاولة و التي كانت تحيتها هي خمسمائة ليرة ....و على الفور بادر الأستاذ برمي قطعة النقود الورقية على راسها .... و بدأ بتحقيق حلمه الذي كان يراوده منذ
سنة .. لكن بطريقة عنيفة و قوية حيث احتضن الراقصة
و جعلها تجلس على ركبتيه و أخذ يقترب و يشد اكثر محاولا ان يقبلها أمام الجمهور قبلة طويلة ... و بطريقة بدائية جدا مما جعل الراقصة تنفر منه هاربة ... فأخذت المجموعة تتضحك وهي مندهشة من شدة حماسة و لهفة صديقهم الأستاذ ... بعد انتهاء هذا الفصل حضر المطرب ايضا يريد تحيته من الزبون الجديد فبدأ يغني للأستاذ اغنية ( لهجر قصرك واسكن بيت الشعر ) فما كان من الأستاذ سوى أن يرمي ما تبقى في جيبه من نقود والتي كان يساوي ثمنها نص تحية . في ظهيرة اليوم التالي جلس الأستاذ عبد الرحمن بعيدا عن المجموعة و هو متأسف على النقود التي صرفها ليلة الأمس دون ان يشعر بنكهة ما مع الراقصة فانتقلت المجموعة بكاملها إلى طاولته وقدمت له دعوة مجانية للسهر لكن دون تشنج زائد و دون ( حضن أو قبلات ) .
.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن