النجاح العالمي والتاريخي لثورة أكتوبر الإشتراكية

فؤاد النمري
fuadnimri01@yahoo.com

2018 / 4 / 6

النجاح العالمي والتاريخي لثورة أكتوير الإشتراكية

اليورجوازية الوضيعة التي اعتلت سدة السلطة في غفلة من التاريخ لا تتواني عن تأكيد أحقية سلطتها وديمومتها عن طريق الإدعاء بفشل الشيوعية وبطلان ثورة أكتوبر الإشتراكية وكأنها لم تكن، ويساعدها في ذلك مساعدة كبرى وحديّة عامة الشيوعيين المفلسين الذين انقلبوا إلى أحزاب بورجوازية إصلاحية تطالب بالديموقراطية البورجوازية وبالعدالة الإجتاعية الأمر الذي يعني في نهاية المطاف موافقة هؤلاء الشيوعيين المفلسين على دعاوى البورجوازية الوضيعة بفشل الشيوعية وأن ثورة أكتوبر كانت خطأً تاريخيا بمثل ما ادعى في حينها قادة الأممية الثانية كاوتسكي وبليخانوف .
لا يهدئ من استهجاننا الشديد لتحول هؤلاء الشيوعيين المفلسين إلى أحزاب بورجوازية تتلفع باليساروية سوى الإفتراض المحق بأن هؤلاء الشيوعيين المفلسين لم يكونوا يوماً شيوعيين إذ كيف يشك هؤلاء بأصالة ثورة أكتوير وهي قبل أن يمر عليها أكثر من عشرين عاماً تقوم بسحق أمبراطورية هتلر النازية بعد أن تهاوى تحت أقدامها جميع الدول في القارة الأوروبية . أي مجتمع هو ذاك المجتمع الذي يستطيع أن يسحق امبراطورية هتلر النازية ويحتل برلين ويسحق هتلر في وكره بجيوش تعد أكثر من 6.5 مليون جندياً بعد أن فقد في الحرب 9 ملايين جندياً و 106400 طيارة و 83500 دباية بالإضافة إلى 15 مليون إنسان من المدنيين . تلك القدرات الخارقة لا تنتمي إلى المجتمعات التي عرفها الإنسان عبر التاريخ . كيف لأحدهم أن يدعي بأن هذا المجتمع ذا القدرات التي تتعدى قدرات أكبر المجتمعات البشرية يمكن له أن يذوب ويتلاشى لأعظم الأسباب !؟

الغريب العجيب فيما نحن الشيوعيين البلاشفة نكابد من مناورات البورجوازية الوضيعة المنحطة وأكاذيبها السمجة هو أن البورجوازية الوضيعة تتجاهل عن عمد حقيقة أن استيلاءها على سدة السلطة في مختلف أصقاع الأرض في غفلة من التاريخ إنما كان بسبب ثورة أكتوبر البلشفية تحديداً وما كان للتاريخ أن يغفل ويتسنى للبورجوازية الوضيعة أن تتولى السلطة بغير ثورة أكتوبر الإشتراكية .
إنتهت الحرب والجيوش السوفياتية تحتل برلين بتعداد 6.5 مليون جندياً مجهزين بأحدث الأسلحة بينما الدول الغربية الرأسمالية الكبرى الثلاث، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لم تستطع أن تحشد قريباً من برلين أكثر من 700 ألف جندياً بأسلحة قديمة، وعليه فقد شكلت المظلة السوفياتية بعد الحرب مظلة التحرر الوطني في العالم كله . تحت تلك المظلة الجبارة نهضت شعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية تفك روابطها مع مراكز الرأسمالية الإمبريالية 1946 – 1972 حيث أعلنت الأمم المتحدة في العام الأخير نهاية الإمبريالية في العالم تلك النهاية التي كان ستالين قد أعلنها في وقت قريب في أكتوبر 1952 .

بعد أن نجحت كافة الدول المستعمرة والتابعة في إنجاز استقلالها السياسي ولم تعد سوقاً مفتوحة لفائض الإنتاج في مراكز الرأسمالية إقتضى هذه المراكز أن تقلع عن الإنتاج الرأسمالي وتلاشت إذاك واختفت مباشرة طبقة الرأسماليين التي تتاجر بقوى العمل عن طريق تحويلها إلى بضائع ذات قيمة استعمالية تستبدل في السوق بنقود، وتحول كثيرون من الطبقة الرأسمالية إلى طبقة البورجوازية الوضيعة التي تتاجر وتضارب بالأموال دون أن تنتج قطميرا .
إنهارت الطبقة الرأسمالية في السبعينيات، وكانت البروليتاريا العالمية أن أزيحت عن خشبة المسرح بدءاً بقلب قيادتها في موسكو في الخمسينيات وتحديداً بقرار موسكو إلغاء الخطة الخمسية الخامسة لصالح إنتاج الأسلحة كما أعلنت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بصلافة ووقاحة نادرين في سبتمبر 1953 فكانت إذاك غفلة التاريخ وتيسر للبورجوازية الوضيعة القفز إلى سدة السلطة بالرغم من أنها تفتقد لأدنى شرعية حيث البورجوازية الوضيعة تسرق المجتمع بالعكس من طبقة البروليتاريا والطبقة الرأسمالية اللتان تعطيان المجتمع وتغنيانه .

لن يغفوَ التاريخ طويلاً ، سيصحو قريباً وقريباً جداً منتفضاً ليتطاير ما علق بفرائه من علق البورجوازية الوضيعة حيث لم يعد يحتمل امتصاص دمائة ؛ وبعد أن يغتسل متطهراً من كل أعدائة والقوى الرجعية والطفيلية سيجد أبناءه البررة من الشيوعيين البلاشفة من أحفاد لينين وستالين الذين لم يفارقوه يوماً يقودون البروليتاريا ليعبروا الاشتراكية سريعاً إلى الشيوعية .
لماذا علينا نحن الشيوعيين البلاشفة أن نذكر الشيوعيين دائما وأبداً بمستقبلهم الوضيء !؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن