لنمنع ذبح الحسين هذا العام بناة العراق أمانة النواب القادمين

منير حداد
masmaiel@yahoo.com

2018 / 4 / 3

لنمنع ذبح الحسين هذا العام
بناة العراق أمانة النواب القادمين

القاضي منير حداد
الشباب.. حملة الشهادات الاكاديمية ذوو عقول وطاقات وأيدٍ عاملة، قادرة على النهوض بأعباء الحاضر والانتقال الى المستقبل بقوة ونشاط وحيوية، من دون تلكؤ ولا توانٍ ولا كسل.. عزيمة وشجاعة وذكاء وقوة، بحاجة لمن يمنحها الفرصة ويأخذ بيدها نحو الطريق الصحيح.. السوي؛ لتبدع وتخدم الوطن وترتقي بنفسها.
وتلك مسؤولية مجلس النواب القادم، الذي يتهجى مفردات العمل البرلماني.. حرفا حرفا، نواب دائبون على طريق الانتخابات بخطى حثيثة تغذ السير، نحو المجلس الموقر.
ثمة عقول راسخة في تاريخ العراق الحديث، يجب أن يأخذوا دورهم في تنشئة جيل من المفكرين الافذاذ.. حملة الشهادات الاكاديمية وذوي العضلات الشديدة الايمان بالله والولاء للوطن.. شباب جادون في خدمة الشعب.. "لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا" نريد وطنا يحنو على ابنائه ويشعرهم بضرورتهم.. يحقق وجودهم.
الشاب يريد ان يجد نفسه.. وهذا حقه في تحقيق الذات، من خلال العيش الكريم في ظل راتب معقول وطمأنينة ووضع اجتماعي طبيعي.. متوازن.. وظيفة تناسب مؤهلاته بحيث لا يشعر بدونية الغبن من خلال العمل بأقل من شهادته او قدراته العضلية اذا كان من الايدي العاملة، وفي الوقت نفسه لا يستسهل الفرص غير القياسية التي تركله الى الأعلى فيجد نفسه في مكانة أكبر منه.. تورطه بتخبطات تضر به وبالموقع الذي يشغله، وبالتالي يتحول الى فاسد.. قهرا.. بالرغم من ميله الفطري والاخلاقي والديني والعشائري نحو النزاهة، لكن الظروف غير القياسية تلزمه بالفساد.. خطأ يجر خطأ وغلطة تصحح بغلطة، الى أن ينهار شخصيا ويسحب المنصب معه الى الهاوية وبالتالي ينهار البلد كله.
لذا يجب ان يضع مجلس النواب القادم نصب عينيه، ضرورة إعطاء بناة العراق الحقيقيين، حرية العمل، مستثمرين عبقريتهم في تهيئة العراق للتوجه نحو المستقبل، تعاشقا مع طاقات الشباب من أيدٍ عاملة وعقول أكاديمية،... أجيال تتلاحق، وعلى النواب ان يحموا العقول ويحصنوا الايدي العاملة ممن يريدون تنحيتهم؛ كي لا يتمكن المتخلفون من الرجوع الى آلاف السنين؛ بغطون بها عجزهم عن اللحاق بركب الحضارة.
أجيال متلاحقة هم بناة العراق الحقيقيون، يجب إستثمار عبقريتهم في تهيئة العراق للتوجه نحو المستقبل وليس تنحيتهم، بشكل يمكن المتخلفين من الرجوع بالبلد الى آلاف السنين؛ التي بغطون بها فسادهم ويستترون بها أثناء نحر النزاهة شهيدة.. كما لو كتب على ارض العراق كلها ان تتحول كربلاء وكل بقعة فيه طف وكل عام نذبح الحسين...
أتمنى على هذه الدورة من مجلس النواب ان توقف الزمن ولا تسمح بتكرار ذبح أجيال من الحسينيين.. شيعة وسنة ومسيحيين وايزيديين وصابئة وارمن وتركمان وعربا وكردا.. فكل المؤمنين.. من أية طائفة وأي دين.. حسيناً، وكل ارض كربلاء... وليكن دم ابي عبد الله وضاءً للعراقيين في ظلام الظروف القاسية التي يكابدونها.. يستنيرون به في بناء المستقبل الذي ننشده أملا مناطا بمجلس النواب القادم الذي لا خيار امامه سوى ان يكون بحجم التحدي الحضاري المراد.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن