لماذا نرفض الاخر ؟ والرفض متبادل .

محمد الاغظف بوية
m.laghdaf@hotmail.fr

2018 / 4 / 1

عندما اندلع العنف الطائفي في الهند أوساط القرن الماضي.تذكر "امارتيا صن " كيف تحولت المواجهات بين الأغلبية الهندوسية والأقلية المسلمة ،وهي المواجهات التي كان بإمكان تفاديها لو رفض الهنود البديل الطائفي .
في كتاب عن العنف كتب " امارتيا صن " ،استغرب الكاتب الهندي نوعية التحولات التي طرأت على الشعوب الهندية ،مستغربا أكثر الحالة العمالية ،وكيف ان العمال والفقراء وجدوا أنفسهم وقودا للحرب الطائفية الشعواء .
ف"قادر مايا "عامل يكتب له حياة جديد بعد أن فر من موت محقق وسيف جاره الهندوسي وضع على رقبته . ولكنه نجا بأعجوبة . جعلت الكاتب "أمارتيا صن "يختاره كبطل حقيقي لكتابه .
عمال يقضون معظم وقتهم في معامل توصف بالسجون، ومعاملات لا إنسانية وصاحب الشركة متأسد وعنيف.يعيشون أي العمال في نوع من التآخي والسلام .تجمعهم سيرة عمالية يومية في مواجهة طبقة مصاصة للدماء . ومع ذلك لا أحد يذكر دين الأخر بسوء ،المسلم يجاور الهندوسي ،والمسيحي والسيخي والبوذي يجتمعون على مائدة مشتركة .
اندلاع العنف الطائفي في العاصمة نيودلهي .أفسد روح العمل بين العمال. استطاع اليأس والتحجر ورفض الأخر أن يجد له مكانا بين عمال وحدتهم ظروف العمل والفقر.
لماذا نرفض الأخر ؟ سؤال دائما يتبادر للأذهان ولا أحد يمكنه الإجابة بكل وضوح، لان ما يوجد بيننا كأناس يفرق ويجعل الاختلاف واضحا وقد يقود للخلاف بل للقتال.
في بلاد الشام مثلا ألا تتوحد شعوبه في وطن واحد ، حملهم على أرضه قرونا وسنوات طوال منها العجاف والخضراء .
يجد السوري نفسه في قتال دموي مع جاره القريب منه ،الجار الذي عاش معه دهرا ليتغير الحال وتؤول الاوضاع لما نراه اليوم وعبر الشاشات من تهجير وتكفير وتسويد .
رفض الأخر ثقافة تأصلت في الإنسانية ولم تجدي نفعا تلك الأبيات الشعرية ولا الآيات المقدسة ولا أفكار النصح .
لماذا نرفض الاخر ؟ ففي سبيل البقاء تجد الإنسانية نفسها أمام دروس وعبر تحتاجها للتخلي عن دمويتها ونفاقها. فقد نقبل الآخر الدموي القريب منا لأنه يعكس رغبتنا في رفض الاخر المسالم البعيد عنا ،وهو كذلك يبادرنا بنفس السموم الإنسانية .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن