ليس مهمة الكاتب ان يكتب على طريقة ما يطلبه المستمعون!

سليم نزال
salim_nazzal@yahoo.com

2018 / 3 / 6


انا اعتفد انه لمجرد ان يسير الكتاب على طريقة ما يطلبه المستمعون فهو ينعى نفسه و كتاباته لا تعد ذات قيمة .مثلما اعتقد انه ان غالى فى الايديولوجيا وضع نفسه فى سجن .
لقد كنت كثيرا معجبا بالتجربة البلشفية لانها كانت اول تجربة فى التاريخ تقدم نموذجا مغاير للنموذج الراسمالى السائد .كان تحمل افكارا عظيما فى تساوى البشر .لكن فى الوقت الذى توقف فيه الكتاب السوفيات عن النقد بدات التجربة تضعف .صار جل الكتابات هدفها مدح النظام و هو امر اضعف الكتاب و اضعف النظام نفسه.
من المهم جدا للكاتب ان يملك مساحة واسعة للحرية . و غياب الحرية لها تاثير على نوع الانتاج .و ان كانت الكتابة بذرة فالحرية هى الارض و يفترض ان تكون ارض جيدة .و كثرة الصخور تضعف من الانتاج .

لدى الكثير من التحفظ حول ما يقال انه رسالة من الكاتب .و اعتقد ان فى الامر مبالغة لا داعى لها .لكن الكاتب يشكل بصورة او باخرى ضمير المجتمع .انه يلعب دور الحارس للمجتمع و يدافع عن كل ما هو جميل و ينقد كل ما هو بشع .و فى هذا الامر هدف الكاتب هو المجتمع و ليس مدح رجال السياسة . و لذا فهو لا يستطيع ان يسير على مبدا امين لكل شىء .يجب ان يكون هذا واضحا لا احد فوق النقد ايا كان بما فى ذلك الموقف السياسى الذى يتعاطف معه الكاتب .و استفامة الكاتب هامة جدا لانها تفدم دعما للفكرة الاخلاقية فى مواجهة كافة انواع الاخطاء .و اسوا ما قد يفعله الكاتب هو تبرير المسلكيات السياسية الخاطئة.
من الكتاب العرب ممن اعجبت بهم كان المرحوم مصطفى امين .كان عموده فكرة و هى بضعة اسطر مشبعة بالكثير من الافكار .و الكاتب الاخر الذى اعجبت بكتاباته هو سيمون هيرش .و هو معروف بنقدة السياسة للسياسات الامريكية .
لكن لاحظت فى الاعوام الماضية تحول الكاتب الى نوع من اعلامى من خلال الاقنية التلفزيونية .و اعتقد ان السبب هو قلة من يقرا و عزوف الناس عن القراءة و الاستماع الى التلفزيون بالدرجة الاولى .و غالبية المحطات تدعى الكاتب المتوافق مع سياستها .لكن اعتقد ان عليه ان يقول رايه بدون ان يكون للجهة التى استضافته اى تاثير عليه .
عمل الكاتب الحقيقى هوالكتابة و ليس الركض لللاستضافة على الاقنية التلفزيونية . و هو ليس مدينا لهم باى شىء حين يدعوه .
ان كان عنده شى يستحق ستاتى اليه وسائل الاعلام لا ان يركض هو خلفها .و قدشاهدت بنفسى مناظر مضحكة فى هذا الامر .
كنا فى احد المؤتمراات و لما جاء الاعلاميون مع كاميراتهم و قف بعض الكتاب يلاحقون الاعلاميين . كان منظرا مخجلا !
على الكاتب ان يحترم علمه و مكانته .ليس كل شخص قادر ان يكون كاتبا لانها صنعة احتراف لا تاتى بدون عقود من الكتابة و المستوى الاكاديمى العالى.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن