أنجلينا تينج تتهم تعبان دينق بخوفه على منصبه و تنتقد سياساته العدائية تجاه أمريكا 3_2

عبير سويكت
ablaelmugammar@yahoo.com

2018 / 3 / 5

أنجلينا تينج تتهم تعبان دينق بخوفه على منصبه و تنتقد سياساته العدائية تجاه أمريكا 3_2

حاورتها عبير المجمر (سويكت)

الجزء الثاني

تصريحات تعبان دينق العدائية تجاه أمريكا بمثابة كلام الطير في الباقير بسبب خوفه على منصبه.


نظام جوبا وقع على ميثاق اليونيسف شكلياً و لم يحترمه عملياً فجيشهم يستوعب الأطفال القصر الذين يتم إستغلالهم و ليس لديهم نظام مراقبة لحماية هؤلاء الأطفال.


سياسات جوبا هي سبب المجاعة فهم يستخدمون سلاح الإغاثة و الدعم الإنساني كنوع من العقاب ضد المواطنيين الذين يتعاطفون مع الحركة الشعبية في المعارضة و خير نموذج لذلك مجاعة ولاية الوحدة.


تقارير المنظمات الأمريكية فضحت نظام جوبا و عرته و كشفت عن مسؤليته المباشرة فيما يحدث في الجنوب لكن هذا لم يعجبهم و أرادوا من الأمريكيين أن يكذبوا على العالم مثلهم .


عدد لاجئو الجنوب في السودان أكبر بكثير من الذي ذكر في تقارير الأمم المتحدة فالعدد يتجاوز الإثنين مليون و نصف و أغلبهم لا يسجلون أنفسهم كلاجئين و لا يمكثون في المعسكرات بل يعملون في مزارع القضارف و النيل الأبيض و يتواجدون في الخرطوم و أطرافها.


نؤيد نشر القوات الإقليمية في الجنوب خاصةً في الثمانية عشر أشهر القادمة و من جانبنا علينا تدريب قطاع أمني مشترك و متمكن و مسؤول تجاه شعبه.


الحكومة رفضت بند الإمتناع عن شراء السلاح بحجة السيادة عن طريق إضطهاد شعبها و قتله بدلاً من توفير الأمن لهم و المأوى و المأكل و المشرب.


الوضع الإقتصادي سئ للغاية في الجنوب لغياب العقول الإقتصادية المؤهلة ذات الكفاءات و إستخدام موارده و عوائده في أغراضهم الشخصية بدلاً من تسخيرها في منفعة الوطن و المواطن.


على حكومة جوبا أن تنظر إلى نفسها و إلى مشاكلها الداخليه و تحلها بدل أن تجعل من أمريكا شماعة أخطائها.


نحن في الجنوب نفتقد للأمن الداخلي و الشعب لا يثق في الحكومة لكن في سلاحه الذي يحمله حتى قبل اندلاع الأزمة و جونقلي أنموذجا إضافة إلى ولاية الوحدة و البحيرات.


روسيا لا دور لها في الجنوب و الصين لها مصالح إقتصادية لكن أمريكا دفعت للجنوب أكثر من مليار دولار و دعمته في الإستفتاء و إتفاقية السلام قبل و بعد الحرب.


نجلينا تينج أو المرأة الحديدية كما يلقبونها ،هي إبنة المحافظ السابق توماس كوما في الفترة التي سبقت تقسيم السودان إلى 26 ولاية، و زوجة نائب رئيس حكومة جنوب السودان السابق دكتور رياك مشار تينج و زعيم المعارضة الجنوبية قائد الحركة الشعبية في المعارضة ، درست أنجلينا ببريطانيا وتجيد اللغة الإنجليزية والعربية بطلاقة، تقلدت منصب وزيرة الدولة للطاقة و التعدين في فترة حكومة الوحدة الوطنية في السودان إبان اتفاقية السلام الشامل في 2005 قبل الإنفصال ، ثم ترشحت لمنصب حاكم ولاية الوحدة في أبريل/نيسان 2010، ضد قريبها من جهة أمه تعبان دينق النائب الأول لرئيس جمهورية جنوب السودان حالياً ، خاضت مدام تينج منافسة حادة في هذه الإنتخابات أعلنت فيها لجنة الإنتخابات فوز السيد تعبان دينق لكن رفضت انجلينا النتائج التي شككت في نزاهتها.
و بعد إنفصال الجنوب تم تعيينها عضواً ببرلمانه، تعتبر من أشهر النساء سياسياً على مستوى الجنوب و لاحقتها الأضواء الإعلامية و السياسية فتلالات كنجمة ابنوسية زادتها قوة الإرادة و غذارة الثقافة بريقاً و لمعاناً.
أنجلينا تينج أو المرأة الحديدية كما يلقبونها امرأة قوية الإرادة كالجبل الشامخ لم تهزها الرياح التي عصفت بها و بزوجها، أنجلينا المرأة السودانية الأصيلة كانت خير أنموذجاً للمرأة السودانية الوفية المخلصة، وقفت مع زوجها و ساندته عندما خانته السلطة و غدر به الرفاق و أبتعد عنه أصحاب المصالح، وقفت معه في أحلك الظروف السياسية التي مر بها في حياته، فكانت بجانبه في عام 2013 عقب إندلاع أحداث 15 ديسمبر و ملاحقة قوات الحكومة لهما بعد إنطلاقهما من داخل العاصمة جوبا حتى وصولهم منطقة قاديانق.
وكذلك كانت برفقته عقب تجدد الاشتباكات في يوليو 2016 خلال رحلتهما المحفوفة بالمخاطر من داخل العاصمة جوبا حتى وصولهما إلى دولة الكنغو في رحلة إستغرقت قرابة 40 يوماً ملاحقين من قبل طائرات الحكومة و منظمة بلاك وترز.
إنجيلينا تينج المرأة الحديدة هي رفيقة الصعاب الوفية المخلصة و كما يقال وراء كل عظيم امرأة فلقد كانت و ما زالت أنجلينا وراء زوجها السياسي السوداني الجنوبي المخضرم دكتور ريك مشار تينج .

الآن إلى مضابط الحوار


نحن لا نستوعب الأطفال القصر في جيشنا و و قد وقعنا ميثاق مع اليونيسف لحمايتهم.
----------------------------------------------------------
مدام تينج بما أننا تطرقنا لوضع الطفل في ظل الأزمة الجنوبية، فيتوجب علينا أن نطرح موضوع الأطفال القصر في جيش الحكومة و المعارضة على حد سواء ؟
أكيد طبعاً يا عبير مسألة الأطفال القصر تواجههنا جميعاً، لكن الإختلاف هو في إدارة هذه المسألة و كيفية التعامل معها، فنحن في الحركة الشعبية في المعارضة عندما يحدث هجوم من جانب الحكومة على مناطق معينة يضطر هذا الهجوم سكان بعض المناطق أن يتبعونا و بما فيهم الأطفال القصر، و أحياناً يكون من الصعب أن نجد معسكر أو مخيم بالقرب مننا أو خلال مسيرتنا ،و صحيح أن القصر يتم إستغلالهم في منظومة الجيش الحكومي ،لكن نحن في الحركة الشعبية في المعارضة عندنا سياسة مراقبة تنص على أن أي طفل وجد نفسه برفقتنا في معسكر الجيش لأي سبب من الأسباب يتوجب على قيادتنا التابعة للجيش أن تجتهد في أن توصله إلى أقرب مناطق تواجد المواطنين، و نحن وقعنا ميثاق مع الأمم المتحدة في هذا الشأن و نعمل على هذا الموضوع بجد و نشاط و تفاني، و نبذل قصار جهدنا فى أن الأطفال الصغار يجب أن لا يتم إستيعابهم في النظام العسكري و إذا حتمت الظروف على تواجدهم في معسكراتنا لأي سبب من الأسباب نتحمل مسؤولية الإهتمام بهم و حمايتهم إلى أن يتم إيصالهم إلى أحد مناطق تواجد السكان، و هذا عمل نقوم به بالتعاون مع اليونيسيف، و في كل مرة نواجه فيها حالة تشرد لبعض الأطفال نتعاون تعاون كامل مع اليونيسيف فنقوم بإعلامهم و إخطارهم حتى يأتوا لإستلامهم و يوفروا لهم إحتياجاتهم و يأخذوهم إلى مناطق اللاجئين في المخيمات و إلى مناطق بها مدارس و هكذا، لكن عادةً يكون الأمر صعب جداً عندما يكون هناك أطفال في سن ال 15،14،13،12 فعندما يحصل هجوم من قبل الجيش الحكومي يفرون من أهلهم و يجدون أنفسهم في الطريق مع مجموعات أناس لا يعرفوهم ،و آخرون يجدون أنفسهم مع الجيش و هكذا.
لكن طبعاً الوضع مختلف تماماً في جانب الحكومة، فبناءاً على ما سمعناه و على ما نعرفه و حسب التقارير الصادرة عن جهات رسمية فحكومة جوبا ليس لديها نظام مراقبة في هذا الشأن، و الأسوأ من ذلك أنهم يستوعبون القصر ضمن جيشهم مع العلم بأنهم وقعوا على نفس الميثاق الذي وقعنا عليه نحن أيضاً مع اليونيسيف و لكنهم وقعوا شكلياً فقط و لم ينفذوا ذلك عملياً.

واراب lakes state, warab هي مناطق تحت مسؤلية الحكومة لكنها متأثرة تأثر شديد بالمجاعة و كذلك بالحرب و المشاكل القبلية.
----------------------------------------------------------
مدام تينج سبعة مليون جنوبي يواجهون خطر المجاعة، ماذا عن المجاعة في جنوب السودان؟
المجاعة الحالية في الجنوب هي نتاج السياسات الممارسة و المطبقة من قبل نظام الفساد المتواجد في جوبا، و المجاعة هي جزء من المشاكل و الأزمات التي تواجه الجنوب، و لن تحل إلا إذا توصلنا إلى حل جذري لوقف الحرب حتى لا يستمر هذا الوضع على ما هو عليه، فالحكومة الحالية في جنوب السودان ساقطة أخلاقياً و لا تمتلك ضمير إنساني حي لذلك تستخدم الإغاثة و الدعم الإنساني كسلاح ضد مواطنيها دون أن تبالي بمعاناتهم، فإذا أخذنا على سبيل المثال ولاية الوحدة في جنوب السودان في وقت من الاوقات منعوا الإغاثة و منعت المنظمات الإنسانية نهائياً من أن تدخل لهم ، و إستخدموا سلاح الاغاثة الإنسانية كنوع من العقاب الذي طبق على جميع المواطنيين الذين اعتقدوا أنهم يتعاطفون مع الحركة الشعبية في المعارضة و يقفون في صفها فقاموا بمنع جميع هذه المنظمات الإنسانية من أن تصل لهؤلاء المواطنيين الذين تأثروا تأثراً كبيراً نتجت عنه المجاعة التي كانوا قد أعلنوا عنها في الستة شهور الماضية في ولاية الوحدة بجنوب السودان.
و إضافة إلى المجاعة فالوضع الإقتصادي متردي و متدهور و سئ للغاية، و هذا ناتج عن عدم إهتمام بالقطاع الاقتصادي و عدم تواجد العقول الإقتصادية المؤهلة من ذوي الخبرات الأكفاء القادرين على إدراة القطاع الاقتصادي فالتعيين يتم حسب الولاء للحكومة، و كذلك موارد الإقتصاد و عوائده لا تصرف في منفعة الوطن و المواطن بل تصرف على الأغراض الشخصية فليس هنالك برامج تنمية وطنية للوطن و المواطن.
و فيما يخص الوضع الإنساني بالتحديد في المفاوضات السابقة في أديس أبابا كنا قد ناقشنا موضوع حماية العاملين بالمنظمات الإنسانية الدولية التي تأتي لإغاثة المواطنيين المتضررين، لكن للأسف الحكومة قالت أنها غير قادرة على حمايتهم، في حين أن كل ما يتعلق بعمليات التدخل الإنساني humanitarian intervention
تدار مع الحكومة و نحن لسنا جزء من الحكومة ،مع العلم بأننا كنا و ما زالنا ننادي بالتعاون و العمل المشترك مع المنظمات العالمية حتى نتمكن من خلق آلية تتيح لكل شخص أن يكون له دور فعال و في نفس الوقت عليه مسؤليات و واجب تجاه أي منطقة يسطير عليها، إضافة إلى أن ال humanitarian intervention
تعمل من جوبا رأساً، بمعنى أنه إذا أردنا أن نأخذ أي شئ لأي منطقة في جنوب السودان نكون رهن إشارة جوبا و يتوقف كل شئ عليها، أي أن جوبا هي المتحكمة في مقاليد الأمور و الحاكم الناهي الأول و الأخير في هذا الشأن، جوبا هي من تقرر ما يخرج من عندها و تحدد المكان الذي يتجه إليه ،يعني بالواضح الصريح على حسب مزاجهم ،و هذه السياسة التعسفية في حد ذاتها جزء من المشكلة و جزء من الإشكالية.
أما الإشكالية الأخري هي أوضاع البلد من حرب طاحنة جعلت الناس تعيش في حالة متزعزعة مع تدهور إقتصادي كارثي، فعلى سبيل المثال في الخريف الماضي في المناطق التي كانت تعتمد على الزراعة بشكل كامل للأسف الشديد لم يزرع سكانها أي شئ، و المعروف أن تلك المناطق تعتمد على الزراعة في تسيير حياتها و معيشتها، لكن التقارير أظهرت أنهم لم يزرعوا شئ في الخريف الماضي ، و هي من المناطق المتأثرة بالحرب و كذلك متأثرة بالمشاكل القبلية و خير نموذج لذلك واراب Warab فهي منطقة غير مستقرة و مجموعتها السكانية في حالة صراع مع بعضها البعض و كذلك Lakes state ، فالحكومة تقول أنها مسؤولة عنها لأنها تظهر ضمن المناطق الحمراء في الخريطة أي أنها من المناطق المتأثرة تأثراً شديداً بالمجاعة.
لذلك جميع هذه الأوضاع تجعلنا نصمم على الوصول إلى حل جذري لهذه الأزمة و إلا فسيدوم الحال على ما هو عليه و سيظل شعب جنوب السودان في حالة تشرد و هجره و نزوح و لجوء مستمر.

الجنوبيون الذين فروا من ولاية الوحدة و شمال بحر الغزال و واراب و غرب بحر الغزال لجوء إلى السودان و تدفقوا بكميات كبيرة.
----------------------------------------------------------
بالطبع، فنحن الآن نراقب الوضع في جنوب السودان بصورة دقيقة و نشهد تدفق كبير في عدد لاجئي جنوب السودان تجاه السودان خاصةً و دول الجوار بصفة عامة ؟
أكيد ،نعلم جيداً أن الضغط عالي جداً، فالآن يقال حسب التقارير في السودان على وجه التحديد يوجد أكثر من 000 350 لاجئ، لكن باعتبارنا مهتمين بأمر اللاجئين و ملمين بهذه الأشياء فنحن نقول يوجد في السودان أكثر من مليون لاجئ من جنوب السودان، لأن الجنوبيين عندما يذهبوا إلى السودان ليسوا من الضروري أن يكونوا متواجدون في المخيمات و المعسكرات التي أجريت فيها الإحصائيات، فأحياناً يكون لديهم أهل و أصدقاء و أقارب في السودان وكذلك هم يعملون في المزارع في القضارف و في النيل الأبيض و غيرها من المناطق و أيضاً يتمركزون حول العاصمة و أطرافها ، و هذا يعني أن عدد اللاجئين أكبر بكثير من الذي نقراه في التقارير ،فإذا كان السودان قد قرر أن يعمل تسجيله الخاص به بخلاف المقدم من الأمم المتحدة United Nations Special RAPPORTEUR ستكشف الإحصائيات أعداد كبيرة جداً.
فعلى سبيل المثال الجنوبيين الذين أتوا من ولاية الوحدة و الذين أتوا من شمال بحر الغزال و الذين أتوا من واراب و من غرب بحر الغزال هؤلاء جميعهم موجودين في السودان، إضافة إلى إعداد أخرى يأتون بالطائرة من جوبا على حسب قدرة كل شخص، و آخرين يقطعون البحر إلى أن يصلوا أعالي النيل و من ثم إلى جمهورية السودان، إذن عدد تدفق اللاجئين نحو السودان خيالي و كبير جداً و يقال أيضاً أن عدد اللاجئين قد يكون حوالي إثنين مليون و نصف ،لكن نحن نعتقد أن العدد أكثر بكثير من ذلك لأن هنالك أعداد كبيرة غير مسجلة.

لا يمكن نكران جميل أمريكا ،و على حكومة جوبا أن تعترف بحقيقة أن ال splm في الحكومة مسؤول عن جرائم القتل و الإغتصاب و التشريد و كتر خير أمريكا التي كشفت الحقائق.
----------------------------------------------------------
أكيد طبعاً، السيدة أنجلينا تينج سمعنا بتصريحات السيد سلفاكير و تحميله أمريكا مسؤلية فشل المفاوضات و قد سبقه جنرال تعبان دينق بتصريحات عقب قرار فرض حظر توريد السلاح للجنوب و تصريحه آنذاك بأن أمريكا ليست بشريك و تقليله من شان الدور الأمريكي في دعم الجنوب أثناء حربه مع السودان و ثنائه على الدور الروسي و الصيني، ما سبب تبدل المواقف المفاجئ و توتر العلاقات بين جنوب السودان و أمريكا؟
و الله يا عبير طبعاً أنا لا أريد أن أقول هذه التصريحات بمثابة (كلام الطير في الباقير) ، يعني صراحةً هذا كلام عجيب جدا الصادر من الإثنين ،لأن أمريكا حتى اللحظة كانت و ما زالت تساهم بطريقة كبيرة جداً في دعم جنوب السودان سواء عن طريق الدعم الإنساني كما دعمت سابقاً عملية الإستفتاء و أيضاً إتفاقية السلام، إضافة إلى أن أمريكا دفعت أكثر من مليار دولار تجاه الجنوب و هذا دعم نشكرها عليه.
أما الصين هي صحيح شريك لكن ليس بنفس مستوى أمريكا، لا يمكن أن نقارن بين الإثنين و نضعهما في ميزان واحد فلن تستوي الكفة ، الصين في الأصل وجدناها تعمل في قطاع البترول قبل الإنفصال لذلك شراكة الصين تتمثل في عملها في قطاع البترول فهي عندها مصالح إقتصادية في الجنوب.
و الجانب الآخر روسيا فوالله أنا شخصياً لم أسمع بدور روسي في جنوب السودان أو عمل ملموس يمكن أن نشير إليه، لا في إتفاقية السلام الشامل و لا حتي بعد أن ذهبنا إلى الإستفتاء و لا بعد الإستقلال و الدخول في الحرب لم نسمع بدور روسي في جنوب السودان و لم يسبق لروسيا أن دعمت عملية السلام.
لكن هناك أطراف بما فيهم النرويج و أمريكا و بريطانيا ساهموا في عملية السلام و دعموها و دفعوا الجزء الأكبر و الأساسي في عملية السلام حتى ساهموا في كيفية تنفيذ الإتفاق و غيرها من الأشياء، نعم مثل هذه الأطراف هي التي يمكن أن نقول أن دعمها و إهتمامها بقضايا جمهورية السودان و جنوب السودان كبير جداً و فعال.
لكن سلفاكير و تعبان دينق تصريحاتهم و كلامهم هذا إن دل على شئ إنما يدل على أن تقارير المنظمات الأمريكية و الأمم المتحدة و غيرها من المنظمات لم تعجبهم و أثارتهم تلك التقارير فهم كانوا يريدون من أمريكا و منظماتها أن يكذبوا على العالم كما كذبوا هم على الجميع ، هؤلاء يريدون من الجميع أن يكذبوا لمصلحة حكومة الجنوب و ينكرون الوضع الكارثي المأساوي الموجود الحاصل في جنوب السودان ، في حين أن الوضع معروف للجميع فأنت على سبيل المثال خارج الجنوب و علي علم تام بالوضع الإنساني و وضع المرأة و الطفل و اللاجئين و المجاعة هذه الأشياء صارت معروفه لدى الجميع و التقارير الصادرة من المنظمات تؤكد على ذلك و لن ينفع تغطية السماء بالريش، و تقارير أمريكا تؤكد على أن الحكومة لها مسؤلية مباشرة فيما يحدث الآن في الجنوب، و أنا أعتقد أن من المفروض أن يواجهوا الحقيقة، و منها أن جيش الحركة الشعبية في الحكومة SPLM هو المسؤول عن قتل شعب جنوب السودان و اغتصاب نسائها و تشريد أطفاله ، و نشكر أمريكا التي واجهت هذه الحقائق (كتر خيرها)، فهي من كشفت الحقائق و فضحت هذا النظام الفاسد ، و هذا الذي كان من المفترض أن يحصل فكيف لهم بدل أن يتحركوا تجاه تغيير الوضع يسعون إلى أن يجعلوا من هذا الموضوع عداوة مع أمريكا.
و بما أن الشئ بالشئ يذكر أنا أريد أن ارجع بك إلى الوراء قليلاً، فعندما كنا في المفاوضات في أديس أبابا ناقشنا موضوع وقف العدائيات و إطلاق النار و طرحنا إدخال بند ينص على أن أطراف النزاع في جنوب السودان حكومة و معارضة على حد سواء عليهم أن يمتنعوا عن شراء السلاح من تلقاء أنفسهم إلى أن نتوصل إلى حل و نكون حكومة منتخبة، و جميع الأطراف قبلت أن توقع عدا الحكومة التي تعنتت و رفضت و قالت أن عندها الحق الكامل في شراء الأسلحة و يجب أن تحتفظ بحق السيادة، و لكن نحن نقول لهم ما هي السيادة في نظرهم؟؟؟فالسيادة بالنسبة لنا هي توفير الأمن و الغذاء و المأوى و غيرها من أساسيات الحياة للمواطن هذه هي السيادة، فالسيادة لا تعني أن تصبح رئيساً أو وزيراً و تسمى نفسك سيداً على غيرك، لكن للأسف هم فهمهم للسيادة خاطئ و يستخدمون السيادة شر إستخدام في إضطهاد شعبهم و قتله ،لذلك رفضوا أن يوقعوا على هذا البند فتم حذفه من الإتفاق ،و عندما رفضوا الإمتناع عن شراء السلاح من تلقاء أنفسهم من أجل أن تحل المشكلة و يكون عندنا سلام كامل شامل و تكون عندنا حكومة منتخبة، لهذه الأسباب مجتمعة أمريكا إتخذت قرار حظر السلاح و فرض العقوبات ، فالبنسبة لهم طالما أنهم سيأخذون السلاح حتى يقتلوا به شعبهم يحظر السلاح، و الحكومة تريد السلاح لأنهم يرون أن الشعب عدوهم.
إضافة إلى ذلك نحن في جنوب السودان نفتقد للأمن الداخلي، فالشعب لا يثق في الحكومة، و لا يثق في أنها سوف توفر له الأمن فهي تتخذ منه عدو لها ، لذلك تجدين المواطنين الجنوبيين يحملون السلاح حتى قبل إندلاع الأزمة، و أظن إنك قد سمعتي بأحداث جونقلي!!! فالمواطن في فالمواطن في ولاية جونقلي، ولاية الوحدة، و ولاية البحيرات ليس لديهم أدنى ثقة في الحكومة، و يؤمنون إيماناً مطلق بأن لا بد أن يكون عندهم سلاحهم الخاص بهم حتى يحموا أنفسهم فالحكومة ليست قادرة على حمايتهم.
لذلك أنا أرى أن ننظر لأنفسنا أولاً و ننظر لمشاكلنا الداخلية ،و إذا كان هنالك أشخاص و دول يمدون لنا يدي العون و الدعم و يحاولوا أن يساعدون في حل مشاكلنا فعلينا أن نشكرهم و لا ننكر جميلهم ،فكلام تعبان دينق هذا و تصريحاته أن دلت علي شيء إنما تدل على أنه خائف على منصبه و أنا أعتقد حقيقةً أن الخوف على المناصب هو الذي جعلهم يخلقوا نظام ديكتاتوري في البلد.

المفاوضات لم تفشل لكننا لم نصل إلى ما كنا نتوقعه.
----------------------------------------------------------
مدام تينج أنتم كمعارضة هل تحملون أيضاً أمريكا مسؤلية فشل المفاوضات كما صرح السيد الرئيس سلفاكير ميارديت؟
لا بالطبع، نحن نحمل الحكومة المسؤولية الكاملة و ليس أمريكا، و أنا أقول العكس المفاوضات لم تفشل، لكننا لم نصل إلى الشئ الذي كنا نتوقعه، و هذا ليس مسؤولية أمريكا لأن أمريكا لم تمسك بيد الحكومة و سلفاكير و منعتهم من التوقيع على إتفاقية إعلان المبادئ.

الحكومة هي المسؤولة عن عرقلة المفاوضات لأن نيتها ليست صافية تجاه عملية السلام.
----------------------------------------------------------
و لكن سيدتي السيد الرئيس سلفاكير ميارديت حمل مسؤولية فشل المفاوضات لأمريكا؟
هذا كلام غير صحيح طبعاً، أمريكا قامت بدور كبير جداً و عملت جاهدة لتقريب وجهات النظر و المواقف بين مختلف الأطراف الذين كانوا متواجدين أثناء جولات المفاوضات بأديس أبابا، لكن ما أريد أن أقوله أن الحكومة هي من رفضت التوقيع على إعلان المبادئ بسبب البند 28 و هي المادة التي تتحدث عن فرض عقوبات علي كل من يخترق الإتفاقية أو يعمل ضد التطبيق السليم للإتفاقية، و نحن عندما سألناهم لماذا ترفضون؟؟؟ لم يك عندهم أي تبرير ،فالأمر واضح هم عندهم نية لخرق الإتفاقية فقد إعتادوا خرق الإتفاقيات و الآن يخافون من المحاسبة، فعليهم أن لا يعلقوا أخطائهم في أمريكا و يجعلون منها شماعة أخطائهم، فهم من رفضوا أن يتناقش الناس حول المواضيع الجذرية و فضلوا أن يختصروا الموضوع في توسيع الحكومة و تقسيم مناصب و وضع جداول زمنية.
فامريكا إن لم تك حريصة على موضوع السلام لما فعلت كل ما فعلته و شجعت الناس أن يأتوا إلى التفاوض و أن يصلوا إلى سلام، أمريكا تريد حماية شعب الجنوب، إما هم يهمهم موضوع السلاح لإنشغالهم بالحرب، مع العلم بأن السلاح الموجود الان في جنوب السودان يكفي البلاد و لا تحتاج لزيادة و لكن تركيزهم على السلاح هو من أجل قتل المواطن و كل من يعارضهم أو يخالفهم لذلك أنا أقول لهم عليهم أن يحلوا مشاكلهم و أن لا يلصقوها على عاتق الآخرين.

نحن كمعارضة راضين تماماً عن الدور الأمريكي و مساهمتهم حيال عملية السلام.
----------------------------------------------------------
هل هذا يعني أنكم كمعارضة راضين عن الدور الذي تقوم به أمريكا حيال عملية السلام في جمهورية جنوب السودان؟
نعم، بكل تأكيد نحن راضين تماما عن الدور الذي قدمته أمريكا و مساهماتها تجاه المحادثات السابقة في أديس أبابا، خاصة فيما يخص وقف العدائيات و ميثاق نظام الحكم و التنظيمات الأمنية.

الحكومة إعتادت خرق الإتفاقيات لذلك تخاف المحاسبة و ترفض توقيع بند العقوبات.
----------------------------------------------------------
مدام تينج أنتم كمعارضة كيف تنظرون إلى مطالبة الرئيس سلفاكير ميارديت دول الإقليم بعدم الوقوف مع قرارات فرض عقوبات على جوبا؟
هذه العقوبات لا مفر منها و لابد أن تفرض شاء أم ابا ، و هذا هو البند 28 الذي ينص على فرض عقوبات علي كل من يخترق الإتفاقية أو يعمل ضد التطبيق السليم لها و هو السبب الرئيسي في رفضهم التوقيع على إعلان المبادئ لأنهم عازمين على خرق الإتفاقية، فإذا تواجدت عندهم الرغبة الحقيقية في إحلال السلام لن تفرض عليهم أي عقوبات، لكن هذا التعنت يدل على عدم صفاء النفس و حسن النية، و حقيقةً نحن بعد الذي رأيناه من هؤلاء ندمنا على تنازلنا من هذا البند عند توقعينا وقف العدائيات فنحن كقيادات إذا وقعنا على ذاك البند و تعهدنا بعدم شراء السلاح من تلقاء أنفسنا لما كنا قد وصلنا إلى هذا الوضع و لم تك أمريكا لتفرص العقوبات و لكن الحكومة رفضت و تعنتت.

نحن نؤيد نشر القوات الإقليمية خاصةً في الدول الكبرى و بما فيهم العاصمة جوبا.
----------------------------------------------------------
حسناً، مجلس الأمن ناقش موضوع نشر قوات إقليمية في جنوب السودان؟
طبعاً نحن كمعارضة نؤيد نشر القوات الإقليمية في جنوب السودان و خاصةً خلال الثمانية عشر شهر المقبلة، فمن المفترض أن يكون هناك أمن في المدن الكبيرة و في العاصمة جوبا، و نحن من جانبنا علينا أن ندرب قطاع أمني مشترك و متمكن و مسؤول تجاه شعبه لذلك نحن مع نشر القوات الإقليمية.

تابعونا للحوار بقية



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن