الثورة والمرأة - قرأت لك من خطاب القائد كاسترو - 3

مريم نجمه

2018 / 3 / 1

في اي بلد لم تقترف أميركا الجرائم ضد الشعوب - لكنها في كل مرة تخسر ويقوم البلد المحاصر وينهض كالمارد .
نظام العولمة الرأسمالي في عصرنا الحالي يقترف كل يوم مجزرة في حق الشعوب المضطهدة الثائرة ضد أنظمة الإستبداد والديكتاتورية والرجعية الشوفينية الدينية والسياسية المتخلفة وضد الإحتلال الجديد والإستيطان العنصري السافر كما في فلسطين وسوريا خاصة ..
إن المرأة هي الثورة والثورة هي المرأة
الثورة متأصلة وواجدة اليوم في النساء
إذا فسح لها الطريق هي قوة سياسية مدهشة

******
مئات بل عشرات المئات من الأقنية الفضائية ومحطات التلفزة الدينية لكل الطوائف والمذاهب , ومن أقصى اليمين والتطرف والرجعية والتعصب , إلى أقصى الواقعية والوسط الهادفة المعتدلة - تدور في فلك الفضاء الإعلامي العربي ومنطقة الشرق الاوسط والأدنى عامة , منابرها التي تصدح ليلاً نهاراً ومنذ عشرات السنين لا تعد ولا تحصى أسماءها وأشكالها تسيطر على المشهد والأخبار والأحداث والتغييرات الجذرية في العالم صوتاً وصورة وفكراً مشوهاً ناقصاً وحيد الجانب والرؤية والتحليل ,, في الوقت نفسه لا يوجد قناة واحدة تقدمية إشتراكية ش . الشيوعية تعبر عن اليساروالماركسيين المضطهدين في منطقتنا والعالم.... فالعالم الرأسمالي والأنظمة الإستبدادية والفاشية الرجعية والدينية تسيطر على الأقمار الصناعية والمال والسلطة والنفط وكل شئ... فلا سند أممي لنا سوى
المنبر الديمقراطي للرأي والرأي الآخر وملتقى الكتاب والكاتبات والمفكرين و الشعوب الحرة ( منبر الحوار المتمدن ) مكتبتنا الوطنية والثورية والفكرية , خزّان المعلومات والعلوم والكتب والأدب والسياسة وجزء كبير ومهم من ذاكرة الشعوب الثورية في القارات الخمس .. تحية كبيرة لإدارته وأسرته الكريمة الساهرين على استمراره وتطويره وعلى رأسه الرفيق الأستاذ رزكار عقراوي المحترم .
*****

نكمل ما كتبته سابقاً حول هذا الموضوع .....

...(.... نحن في مرحلة بناء وتشييد البنية التحتية للنظام الإشتراكي الكوبي بناء المؤسسات التعليمية والتربوية والتنظيمية والإنتاجية وتأهيل الكوادر النسائية لذلك الصرح الجديد ومن الصفر .....
كذلك وشرع في تنفيذ برنامج المستشفيات كما وتم تشكيل الفرق الأولى لبناء دور الحضانة .أما الفرق اللازمة لتنفيذ برنامج ال 400 دار للحضانة وبناء المدارس المتخصّصة والعيادات ودور العجزة والمقعدين والمدارس نصف الداخلية , فسوف تتشكل بقيتها عام 1975 .
لقد شرع بنتفيذ هذا البرنامج , ونحن على ثقة أكيدة من نجاحه .
من خلال المناقشات استطعنا ملاحظة الأهمية الفائقة التي تولونها لكل هذه المشكلات , وعلى الخصوص مسائل التعليم .
يمكن القول أن جانباً كبيراً من مداولات المؤتمر دار حول هذه القضايا . والآن حسناً , ففي ما يتعلق بالتربية والصحة العامة يحتل بلدنا المرتبة الأولى بين أقطار أميركا اللاتينية كلها ( تصفيق ) .
وفي الواقع ما زلنا على بداية الدرب , وليس إلا خلال السنوات الأخيرة عندما استطعنا دفع المباني المدرسية بشكل كبير , ولم يكن لدينا العدد الكافي من المنشآت ولا العدد الكافي من الكوادر ولا العدد الكافي من المعلمين , فكم من عقبة واجهتها الثورة كي تستطيع دفع هذه البرامج التربوية , وهذه البرامج الصحية , لا سيما وأن اليانكيين أغروا بالمغادرة ( 3 ) آلاف من أصل ( 6 ) آلاف طبيب كانوا في البلاد , من أصل ال ( 6 ) آلاف طبيب الذين كانوا لدينا وكانوا معظمهم متجمعين في مدينة هافانا , أكرر القول , أغروا بالمغادرة 3 آلاف , ولقد كانت تلك إحدى الوسائل الكثيرة التي اعتمدها الإمبرياليون لتنفيذ جرائمهم , لأنهم لأن عمدوا في مناطق أخرى , كما في فيتنام , إلى الضرب والقصف لقتل الناس , أرادوا هنا حمل الأطباء على المغادرة كي يموت الناس , وبنفس الصورة التي فرضوا فيها علينا الحصار وما زالوا يفرضونه سعياً لقتل الناس عن طريق التجويع .
بالطبع , لدينا الآن ( 9 ) آلاف طبيب , وهم أطباء ممتازون ( تصفيق ) ولدينا ما يزيد عن ( 6 ) آلاف طالب في كليات الطب ( تصفيق ) . هكذا , فإننا اليوم في وضع نستطيع معه ليس تغطية إحتياجاتنا المتنامية من الرعاية الطبية وحسب , بل واستطعنا تنظيم فُرق من الأطباء لمساعدة شعوب أخرى شقيقة ( تصفيق ) .وفي الأعوام القادمة سوف نخرج حوالي ألف طبيب سنوياً ( تصفيق ) . وسوف يستطيع قسم من هؤلاء الأطباءالمساهمة بخدماته الأممية ( تصفيق ) . وخدماتنا الطبية سوف تتحسن نوعيتها باضطراد , وسوف نقهر الأمراض وسنواصل تصفية البعض منها .
لقد أشار الرفيق وزير الصحة العامة إلى المستوى الذي وصلت إليه نسبة وفيات الأطفال وهي 4 و27 مقابل كل 1000 طفل يولدون أحياء . وفي البرازيل - حيث لا يوجد حتى ولا للإحصائيات وجود - تقدر هذه النسبة بين 150 و 200 . وهذا ما يجري ويا للأسف في بلدان أخرى كثيرة من أميركا اللاتينية .
هذا يعني أنه مقابل كل طفل يموت في كوبا يموت ( 4 ) أو ( 5 ) أو ( 6 ) أو ( 7 ) أطفال في أقطار أخرى أميريكية لاتينية .
وهذا ينطبق على قضايا أخرى كثيرة و على مؤشرات الوفيات في أعمار أخرى - لأننا نتحدث عن الوفيات في العام الأول - وينطبق على الرعاية الطبية بوجه عام , وعلى التعليم .
لقد شرح الرفيق وزير التربية مؤشرات مسيرة التربية في كوبا : مجموع عدد طلاب المدارس , الإرتفاع المضطرد لعدد الذين يتخرّجون من الصف السادس , والإنفجار الذي بتنا نواجهه على المستوى المتوسط مع ما يتبع ذلك من عجز كل ما نبني من منشآت عن الإستيعاب .
أما بالنسبة للسنوات القادمة فسوف لا تقتصر المشكلة على عدد طلاب المدارس , بل وستتعداها إلى نوعية التعليم , فالتعليم لدينا سوف يرتفع مستواه عاماً بعد آخر بفضل المناهج الجديدة المرسومة وتنامي عدد الشبان المنتسبين لدور المعلمين والذين يلتحقون بالفصيلة البيداغوجية .
لئن كنا الآن قد وصلنا إلى المصاف الأول بين الشعوب الأميركية اللاتينية فيما يتعلق بالتربية والصحة فما عساه أن يكون الأمر بعد ( 5 ) أو ( 6 ) سنوات ؟ ما عساه أن يكون الأمر في السنوات الآتية مع هذه الوتيرة في البناء ومع هذه الوتيرة التي نسجلها الآن في تقدمنا ؟ .
كل هذا والبلد مُحاصر , كل هذا يجري في بلد اقترفت الإمبريالية جريمة الحصار ضده , ويمكننا أن نتساءل , لمَ الحصار ؟
ماذا جرى في البلدان التي لم يحاصروها ؟ ماذا عن مسائل التربية هناك ؟ ماذا عن مسائل الصحة العامة هناك ؟ كم أميّ يوجد الآن فيها ؟ كم طفل بلا مدرسة ؟ كم طفل يموت كل عام بسبب الإفتقار إلى الغذاء والدواء , وكل شئ ؟ .
إذن , ماذا تريد الإمبريالية لشعوب أميركا اللاتينية ؟ - بقاء هذا الوضع . وماذا تريد لكوبا ؟ - الحؤول دوننا وصنع ما نصنع . وبالنهاية فقد حققوا هدفاً , أجل , ألا وهو بقاء أميركا اللاتينية في وضعها المخجل الحاضر . لكنهم بالمقابل لم يستطيعوا , رغم جرائمهم ورغم حصارهم , الحؤول دون الثورة الكوبية وتحقيق ما حققتها من نجاجات إجتماعية ( تصفيق ) .
إن هذه لحقائق , إن هذه لوقائع لا يمكن إخفاؤها زمناً طويلاً مهما بدر عن الإمبريالية وعملائها من أعمال يائسة , إن هذه حقائق باتت معروفة في العالم .
وبالمقابل , فماذا بقي من " التحالف من أجل التقدم " ؟ لم يبق حتى ولا من يتذكر ذلك . لم يبق شئ . لقد كان إخفاقاً عقب إخفاق ومع ذلك فالإمبرياليون وأذنابهم يصرّون على بقاء الحصار ضد كوبا وحتى وضد رغبة الغالبية العظمى من الأقطار الأمريكية اللاتينية .
‘إن هذا لا يعني أية مشكلة بالنسبة لكوبا . أما بالنسبة للإمبرياليين الأمريكيين فهو يعني مشكلة حقيقية , لأن الثورة تتقدم والإمبريالية تتقهقر , وبقدر ما يمتد الحصار ينحط قدر الإمبرياليين ويرتفع قدر شعبنا وقدر ثورتنا ( تصفيق ) . أما منظمة الدول الأمريكية , فليس من يأتي لها على ذكر . ولقد اجتمعوا منذ أيام ولم يحفل بهم أحد ( ضحك ) . لقد قامت مجموعة من البلدان الأميركية اللاتينية بخوض معركة ضد الحصار رغم عدم وجود علاقات لها مع كوبا , وهي فنزويلا وكوستاريكا وكولومبيا , صحيح أن حكومة كوستاريكا أعلنت بصراحة أن الحصار على كوبا لا يقلقها مثل الخشية من غرق منظمة الدول الأمريكية لأنها غارقة اذا ما استمر هذا الوضع . لأن منظمة الدول الأمريكية والمعاهدة الامريكية للمساعدة المتبادلة وكل هذه القاذورات آيلة إلى الزوال .
لكنها خاضت المعركة في الواقع , ولا سيما فنزويلا وكولومبيا , وهذا بالطبع يدعم عدد متزايد من الحكومات الصديقة التي اصبحنا نعتدّ بها في أمريكا اللاتينية , إثنتا عشرة حكومة صوتت ضد , ثلاث صوتت إلى جانبه , ويا لها من حكومات نموذجية , ( ضحك ) , : التشيلي والبرغواي والأورغواي , , الحكومات الثلاث الفاشية التقليدية في القارة , والتي تدنت مهابتها إلى الحضيض في العالم كله . أما اليانكيون ؟ - فقد استنكفوا وهذا ببسيط العبارة كي لا يدعو كونهم مرائين منافقين , ولقد استنكفت البرازيل .
بيد أنه هنالك اشياء مدهشة فعلاً تروى عن منظمة الدول الأمريكية تلك وعن بعض حكومات نصف الكرة هذه .
قيل أن متبني مبادرة رفع الحصار كانوا يعتدون ب 15 صوتاً . ولقد ابتكر اليانكيون أسلوباً يقضي بالحصول على ثلثي الأصوات , وكان لدى أصحاب المبادرة 15 صوتاً , الذين صوتوا ضد الحصار وكذلك هايتي وغواتيمالا وبوليفيا . وحسبما تشير الأخبار كلها فقد بيعت تلك الحكومات إلى حكومة الولايات المتحدة بصورة مفضوحة , وذلك ليس من أجل التصويت في الجانب المعارض بل وفقاً للصيغة الجديدة , لكي تستنكف عن التصويت ( ضحك ) وكانت النتيجة : 3 معارضين و6 مستنكفين - تلك هي الصيغة الجديدة - و12 ضد الحصار لكن الحصار مستمر بمقتضى القوانين الإمبريالية .
طبيعي أننا نجهل ما هي صانعة أزاء هذه المناورة المخجلة وهذه المهانة وهذه الصفاقة الإمبريالية , تلك الحكومات التي ليس لدينا علاقات معها وصوتت ضد الحصار .
هنالك حكومات أمريكية لاتينية بيعت وما من أحد يدري كم مرة , وقضية هايتي قضية تاريخية , فوضع هايتي هو أكثر ما يكون تردياً حيث الجوع والجهل والبؤس وأفدح المصائب التي يمكن أن تقع على شعب هي التي يرزح تحتها شعب هايتي . إنهم جيراننا , وفي المرة السابقة اشتروهم ليتخذوا الإجراءات ضد كوبا , وعادوا اليوم لشرائهم , وكلما جرى اجتماع مثل هذا تشرع حكومة هايتي بالتفكير حول عدد الأصوات اللازمة وبكم يمكن أن يدفع لها ثمن الصوت , ولقد اشتروها في المرة الأولى , وعادوا لشرائها اليوم . وعلى هذا يطلقون إسم منظمة دولية وإسم منظمة أقليمية . لكن كل الذين يفكرون بأن منظمة الدول الأمريكية والمعاهدة الأمريكية للمساعدة المتبادلة آيلتان إلى الزوال حقاً , فلديهم الحق كله , ونحن لا يمكننا إلا أن نشعر بالإرتياح والسعادة إذا ما غرقت منظمة الدول الأمريكية نهائياً ( تصفيق ) . ويمكن للجميع أن يكونو ا على ثقة بأننا لن نحرك إصبعاً قط من أجل إنقاذها , هذا إن كان بالإمكان إنقاذ جثة هامدة . ونحن منتظرون غرقها بصبر وأناة , الآن أو عندما نغرق نهائياً . ونحن باقون على أهدافنا وعلى مبادئنا في حتمية زوال هذه الأداة الإمبريالية . ونحن نعرف أنه أن لم تزلها الحكومات اللآن فسوف تزيلها الشعوب يوما ما ) .
...............
المصادر : كتيّب ( نشرات سياسية ) هافانا 1974 , من خطبة ألقاها الكومندان فيدال كاسترو السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي رئيس وزراء حكومة الثورة في الجلسة الختامية للمؤتمر الثاني لإتحاد النساء الكوبيات , التي انعقدت في مسرح " لاسارو بينيا " يوم 29 تشرين الثاني , نوفمبر 1974 - عام الذكرى الخامسة عشرة -



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن