التهافت وراء السراب

احماد ايت وكريم بن الحسين

2018 / 2 / 25

اهم نجاح وأضخم إنجاز حققّته الحكومة المغربية ومعها النظام القائم والبرلمانيين الانتهازيين وصحافة كاري حنكو التي تكتب بأمر الحكومة والنخبة الفاسدة وتسبّح للقصر وتقدس برامجه التي تستفيد من خزانته المأخودة من عرق الشعب المحكوم بالقوة والرصاص
حقا لقد تمكنوا من تضبيع هذا الشعب الذي يفكر في كاس شاي وقطعة خبز يابسة خوفا من الدخول الى غياهب السجون والتي يمكن ان تكون خيرا من حياة الذل والمهانة.
ولايمكننا ان نخفي نجاح هذا النظام في تهجين هذا الشعب المغبون، والهائه بالتفاهات والهرطقات التي لن يستفيذ من ورائها شيء.
وبفضل القضية الفلسطينة دوليا ترى الساسة في البلاد تتغنى لتلهي بها الشعب المغربي المغبون وباسم العروبة والاسلام تمنح الاموال الطائلة لمهرجانات لن تفيذ الشعب الفلسطيني بشيء ولكنها تتقل كاهل الشعب المغربي وتزيد من معاناته وفيها منافع كبيرة للسادة السفراء والقناصلة خارج الوطن الذي يستمتعون بتلك الاموال المنهوبة للقيام بحفلات ماجنة لهم ولذويهم بعيدة كل البعد عن القضية الفلسطينية التي ملؤوا بها رؤوسنا وجعلوها اكبر ملهات لنا تحت يافطة لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني والكيان الصهيوني هو الحاكم والامر في عز ديارنا.
وبذلك منحت الفرصة للتهافت لكبار الضبّاط والعسكريين ورجال الإستخبارات على إمتلاك علب الليل والملاهي والكازينوهات والحانات في اسماء افراد عائلاتهم او اسماء اصدقائهم, حتى ينغمسوا في ادمان الحرام حتى الثمالة ويسهرون على جمع المال بكل الطرق والاغتناء بالطرق الغير المشروعة على حساب الشعب المغربي الذي يرزخ تحت سياط الذل والاحتياج والخصاصة.
وبفضل هذا المخطط الصهيوني تمكنت هذه الشرذمة من سلب الهوية من الشعب المغربي وجعله مجرد رقم من الارقام لامواطنا مغربيا يليق لكل شيء الا ان يكون مواطنا فلا والف لا.
لان المواطنة لها شروط وحقوق.
واليوم لم تكتفي الية القمع في البلد في استغلال الاذاعة التي يؤدي المواطن مصاريفها رغما عنه وبلا شرط ولا قيد والا سيحرم من الحق في الاضاءة وسيكون موضوع المتابعات والاكراهات التي ستجعله يكفر بالانسانية، اما الدين والوطنية فقد تبول عليهم المواطن المغربي منذ الزمن الاغبر وان لم يعلن ذلك خوفا من المصير المجهول الذي يمكن ان يراه في المستقبل القريب.
حتى اصبح بلدي يمجد عاهل البلاد ومكارمه رغم انه يعلم علم اليقين ان عاهل البلاد له ما يناقض خطاباته وعلى سبيل الذكر لا الحصر ان عاهل البلاد المغربي يقول في احدى خطاباته ما يلي:
« [...] ومن غير المقبول ، أن لا تجيب الإدارة على شكايات وتساؤلات الناس وكأن المواطن لا يساوي شيئا ، أو أنه مجرد جزء بسيط من المنظر العام لفضاء الإدارة. فبدون المواطن لن تكون هناك إدارة. ومن حقه أن يتلقى جوابا عن رسائله، وحلولا لمشاكله، المعروضة عليها. وهي ملزمة بأن تفسر الأشياء للناس وأن تبرر قراراتها التي يجب أن تتخذ بناء على القانون [...] »
مقتطف من نص الخطاب الملكي السامي
بمناسبة افتتاح البرلمان بتاريخ 2016/10/14

مع العلم ان عاهل البلاد توصل ديوانه بعدد من الشكايات ولم يكلف نفسه بالرد او حتى تهديد صاحب الشكاية مستعملا في ذلك القاعدة المغربية: كم من حاجة قضيناها بتركها.
لقد نجح النظام القائم وبإمتياز في تمييع كل القضايا الكبرى التمنية الوطنية، قضية الحرية والديموقراطية، قضية الهوية واللغة الامازيغية، قضية التداول على السلطة، والتعددية السياسية والإعلامية والحزبية، والتي اصبح مجرد ارقام لحزب واحد الا بعض الاحزاب المحرومة من الدعم والتي تعاني من المضايقات في انشطتها، قضية الإختلاسات الكبرى لحاشيه الملك، قضايا الاختلاسات التي عرفتها عدد من المؤسسات وعلى سبيل الذكر لا الحصر القرض الفلاحي والسياش والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والمحاكمة الصورية لخليد عليوة التي انتهت باخراج فريد من نوعه لان القضية ستسلط الضوء على عدد من شخصيات لها وزن في البلد وفي نفس الوقت كانت رسالة واضحة المعاليم لكل من يتولى منصب هام ان يعرف حدوده ويغمض عيونه على الفساد الفاسدين وهذه القضايا الاكثر اهمية استبدلت بحفلات المجون وسهرات العربدة و برامج الضحك على الذقون رشيد شو وسهرات السبت التي لا دوق لها ولا رائحة غير نهب مالية الشعب المحكور والمطحون في ظل اعتقال شبابا البلاد كالزفزافي وغيره.

ولا داعي للاستغراب ان قلت لكم ان صاحب قضية النجاة الاماراتية التي راح ضحيتها ازيد من 100 الف مواطن مغربي ومغربية ولم يتحصلوا لا على تعويض ولا هم يحزنون وفي نفس الوقت نال صاحب القضية منصب وزير اول في البلاد وقد زاولة مهامه وراح الى حال سبيله دون ادنى محاكمة او حتى توبيخ من النظام.
وكل ذلك يؤشر إلى أنّ اليات هذا النظام من رحم العفونة والفساد ولا يمكن أن ينتعش إلاّ في خضمّ عفونة قاتلة الرائحة.
وهذا يفسّر بالدليل القاطع اننا لسنا مواطنين بل مجرد حاملي ارقام لبطاقات وطنية نصلح للاحصاء من اجل اخد قروض من البنوك الدولية من اجل العيش البادخ لتلك الشردمة التي تتولى المسؤولية في البلاد.
وليتأكد اليوم كل المواطنين المغاربة ان هناك خطة محكمة لتدجينه وجعله مجرد رقم من الارقام للحصول على الديون والانتعاش من مأساته، ويكفي ان الجميع يعلم علم اليقين يوم كانت الفياضانات في البلاد والاذاعات المغربية تبث سهرات ماجنة دون الاكثرات لضحايا الفيضان، كانهم من بلدان اخرى لم نسمع عن مأساتهم ولا علم لنا بما وقع هنالك.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن