عصر السرعة وانفجار المعرفة والتقنية الرقمية

سلام قاسم
salamchilab@yahoo.com

2018 / 2 / 24

عصر السرعة وانفجار المعرفة والتقنية الرقمية
في البدأ لنسأل انفسنا , هل حقا نحن امة حية, الجواب حتما لا, نحن امة مشدودة الى الماضي,حنيننا الى ماضينا وماضي اجدادنا لاينقطع, مازلنا نتغزل بعصر غير عصرنا, وبرجال, من غير جيلنا, ولدوا ليقودوا امة في زمن ماضي بعيد,ولأننا وبأمر حكومي احيانا , وفي احيان اخرى بأرادتنا, انشغلنا بصراعات الماضي , حتى فقدنا صلتنا بالحاضر, اما المستقبل فنسيناه تماما, صدقنا اننا خير امة اخرجت للناس, حتى نسينا مانحن عليه اليوم من تخلف ورجعية, وماسنكون عليه في المستقبل,بل السؤال ماهو مستقبلنا؟
يبدو ان الأرادة الألهية رسمت هامشا للعقل البشري , تم استخدامه بشكل صحيح ,حتى انتج لنا ثورة التقنيات الألكترونية, ظلت الحضارة البشرية طوال قرون , تسير بخطى بطيئة , نحو التقدم ,في البداية كانت الكتابة, التي نقلت الأنسان انذاك نقلة نوعية,قبل اكثر من ستة الاف سنة,ثم تزامنا مع عصر الألة والصناعة قبل اكثر من خمسة قرون, جاء عصر الطباعة,لتنقل البشرية الى حقبة جديدة,تميزت بزيادة الأنجازات العلمية والأختراعات,اما في المائة سنة الأخيرة , قفز العلم قفزات نوعية,الطاقة الكهربائية,والسيارة والصاروخ والقمر الصناعي والمركبة الفضائية والهاتف والأذاعة المسموعة والمرئية والشبكات الألكترونية والأنترنيت وغيرها, التي غيرت مجرى البشرية نحو الرفاهية ورفعت مستوى معيشة الأنسان, حتى اصبحت الألة في خدمة الأنسان فعلا,طبعا التطور شمل ايضا علوم تدميرية ازهقت حياة الأرواح ودمرت مدن كاملة مثل ناكزاكي وهيروشيما وحرب الخليج الأولى والثانية وغيرها من الحروب, نتيجة ابتكار الأنسان للقنابل الهيدروجينية والكيميائية والذرية والغواصات النووية لتحقيق الفناء الشامل, الذين اكتشفوا كل هذه الألات مازالوا معتكفين لدراسة الات اخرى ممكن ان تنفع او تضر البشرية, انه عصر السرعة, البشرية تنطلق نحو غد مجهول,نحو حروب المستقبل الذكية وغزو الفضاء , ونحن مازلنا نعول على مخزوننا النفط, والذي سوف يشارف على الأنتهاء في الأعوام الاحقة, دون ان نفكر في عصر مابعد النفط,في الغرب نجد ان طبيعة الأنظمة السياسية,تتلائم مع التطور الحاصل في مجالات العلم والتكنلوجيا, لذلك سميت بالدول المتقدمة, اما انظمتنا السياسية , فأنها صممت اساسا, من اجل تخلف المجتمع, والرجوع فيه , الى زمن كان المخترع والعالم فيه, يركب الدابة ويسير في الشوارع, نحن مازلنا نتجاهل المستقبل, لأننا نعيش في الماضي, اما الدول المتقدمة, فأن التفكير في المستقبل لم يعد مشكلة, لأن المستقبل يعيش بينهم ولم يعد مجهولا,ان المشاريع العملاقة , تولد دائما من رحم الجامعات ومراكز البحوث المتخصصة, وفي اغلب المجتمعات المتطورة تعتبر الجامعة رمزا حضاريا ومؤسسة رائدة لصناعة المستقبل, بنظرة بسيطة لجامعاتنا هذه الأيام , نرى مقدار البؤس والتخلف, على سبيل المثال, طالب باحث يحصل على رسالة ماجستير في اللطم, وأخر دكتوراه في الضراط وغيرها.
معطيات التقنية الرقمية, التي غيرت وجه العالم, والتي اصبحت جزء من حياتنا, لم نستخدمها بالشكل الجيد , على سبيل المثال , في مجال القنوات الفضائية , تم الصرف على مئات القنوات, التي اساءت الى ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا, مامعنى ان تنشر قناة دينية افكار تكفيرية , ومامعنى ان تتهجم قناة اخرى على معتقدات مسلمين, لمجرد انها تختلف معهم فقط , بينما تنشر قناة متخصصة عمليات القتل والذبح التي يمارسها التكفيرين, نعم انها قدمت اسوأ صورة عن الأسلام والمسلمين.
العالم اليوم اصبح قرية صغيرة بواسطة العلم, لذا على الجميع ان يقبل احدهم الأخر, لأن المسافة بين البشر باتت متقاربة, لذا يجب ان تسود لغة التفاهم بدل لغة الصراع.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن