الاستيطان جريمة في القانون الدولي

سمير دويكات
sdwaikat@yahoo.com

2018 / 2 / 13

الاستيطان جريمة في القانون الدولي
المحامي سمير دويكات
لا يوجد ما هو اخطر من الاستيطان بكل مضامينة ومجالاته وخاصة انه يتصف بطبيعة الاستعمار كون الصهاينة مجموعة من المغتصبين للارض الفلسطينية وبالتالي هم مستعمرون لارض فلسطينية لها اشكال قانونية كثيرة في التملك منها ما هو خاصة ومنها ما هو عام واميري ومنها ما هو وقف اسلامي ولا يوجد سبب ما يتيح للمستعمرين ان يضعوا ايديهم على الاراضي الفلسطينية.
في مقال سابق وصفنا الوضع القانوني في الاراضي التي يدعي الصهاينة انهم اشتروها من جهات جبانة وخائنة وقلنا ان الصهاينة بهذا ليس لهم ان يدعوا ذلك كونهم مستعمرون غزاء ولا يتيح لهم القانون الفلسطيني ان يتملكوا في فلسطين تحت اي ذريعة كون ان الاجنبي له اجراءات وموافقات امنية وسياسية وغيرها، وحتى هذه الصفة لا تنطبق على الصهاينة المحتلين، وهنا لا يتملك اي شخص اشترى غير الفلسطيني وله ان يعود بالثمن فقط على البائع، وهو ما يشكل في الاستيطان جريمة من اشد الجرائم في القانون الدولي.
ففي كل الاتفاقيات الدولية وعلى راسها ميثاق الامم المتحدة يجرم الاستيطان بكل اشكاله من خلال حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم على ارضهم ويضع دولة الاحتلال وعناصرها الارهابية في موضع مسؤولية وبالتالي يتوجب ان يوضع حد لدولة العنصرية وهي دولة قد خالفت كل ما هو قانوني، وحتى قرارات مجلس الامن التي صدرت في السنوات الاخيرة والتي اعتبرت الاستيطان جريمة وغير شرعي تحت اي ظرف.
وان من اختصاصات المحكمة الجنائية نظر هذه الجرائم وقد عزمت الدولة الفلسطينية فتح ملفات امام المحكمة ولكن بطىء الاجراء ادى الى اتساع نطاق الاستيطان وامتد لمساحات جديدة كانت عصية عليه وهي ما تظهر في الايام القليلة في بيتا جنوب نابلس وهو جزء من مخطط يمتد من القدس حتى رام الله وسلفيت ونابلس والاغوار.
بالتالي فان هزيمة هذا المحتل لا تكون الا على الارض بمقاومة الاستيطان سواء بالمقاومة الشعبية او غيرها ومن الواجب اتخاذ في هذه الفترة ما يلي:
1. منح تراخيص للمواطنين الفلسطينيين في كافة المناطق ودعمهم من اجل الامتداد السكاني والتنمية فيها بكل الاشكال.
2. تعزيز المقاومة ودعم صمود الناس.
3. الابقاء على الحملات الشعبية في مقاومة الاستيطان وذلك بتغيير الاستراتيجية الى استراتيجية الخوف الذي يمكن من خلاله ارهاب المستوطنين وجعل تكلفة حمايتهم كبيرة.
4. حشد الراي العام الدولي.
5. الابقاء على القنوات القضائية مفتوحة من خلال رفع قضايا جزائية والمطالبة بتعويضات نتيجة الاستيطان كوسيلة فعالة للضغط .
6. الاستمرار في رفض اي مفاوضات او حراك سياسي بوجود الاستيطان.
7. تعزيز الوضع الداخلي الفلسطيني والاتفاق على شراكة وطنية.
الابقاء على الجاهزية القصوى لمحاربة الاستيطان بكافة السبل المتاحة واعطاءها اولوية وطنية ومخاطبة العالم بلغات يفهمها ونشر ابحاث وارقام دقيقة، من خلال انشاء مواقع اعلامية فعالة والتركيز المباشر من خلال البث الرقمي على النشاط الاستيطاني وفضح الاحتلال.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن