اهل السياسة - 31 - عن الخلاف حول موضوع - التنسيق الامني - .. وجهاد الرئيس محمود عباس

ماجد ساوي
majed-sawi@hotmail.com

2018 / 2 / 13

لقد كثر الحديث في الاونة الاخيرة – في فلسطين – عن " التنسيق الامني " , بين مطالبات – من عدة فصائل - بايقافه ومطالبات باستمراره – من عدة قوى في منظمة التحرير الفلسطينية , والفريقان مختلفان حوله خلافا شديدا ً للاسف, وانا هنا احاول تفكيك الموضوع الى اصوله وتحليل خطاب كل فريق بغيه الوصول الى مناطق اتفاق حول " التسيق الامني ".

اتفاقية السلام الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وبين دولة اسرائيل عام الف وتسعمائة واربع وتسعين في مدينة اوسلو الاوربية , وهي الاتفاقية التي بموجبها انشات السلطة الوطنية الفلسيطينية ذاتية الحكم في مدينة اريحا ضمن سلطان الدولة الاسرائيلية , اقول من اتفاقات هذه الاتفاقية هو الاتفاق على التنسيق الامني بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي , وحقيقة انا لم اطلع حتى الان على اي نص – من نصوص اتفاقية اوسلو او الاتفاقات اللاحقة والملحقة بها - يعرف هذا الموضوع الدقيق , اي اننا كمتابعين نجهل طبيعة هذا العمل الشائك – على الاقل للطرف الفلسطيني – الا انني اجزم بانه مختص بمكافحة الجريمة لا غير .


اي ان – التنسيق الامني - ليس عملا للسلطة الفلسطينية تقوم بموجبه بتوفير المعلومات للدولة الاسرائيلية فيما يخص انشطة المقاومة الفلسطينية ضدها – كما تزعم الاطراف المعارضة له - فهو تفاهم – ونشاط وتعاون - ضمني معتبر فيما يخص الانشطة الاجرامية , بحسب ما اظن – واكاد اجزم بهذا .

لا اعتقد ان سلطة رام الله التي تقاوم دولة اسرائيل في كل محفل وجهة ومكان يمكن ان تنخرط في مشروع التبعية للاحتلال – كما تدعي الفاصائل المناوئة للتنسيق الامني - والسير في ركابه والرعي في مزارعه , والقيام بشيء اسمه " خيانة القضية " , " خيانة القضية " شيء تدفعه جهود وجهاد وجهد الرئاسة الفلسطينية ممثلة بشخص السيد الرئيس محمود عباس وهو امر لاينكره الا مكابر ومعاند , واعتقد – في الحقيقة - انه شيء تستعمله هذه الفصائل كورقة ضغط على سلطة رام الله لنيل بعض المكاسب السياسية والفوز ببعض الجماهير هنا وهناك.

يعتقد المعارضون للتنسيق الامني انه موجه ومكرس لخدمة جيش الاحتلال في قبال الجهود المقاومة –العسكرية - داخل فلسطين – بشقيها – منهم , وهو امر لا اظن السلطة الوطنية الفلسطينية تنكره او تتستر منه , بحكم توقيعها – كسلطة مفوضة من منظمة التحرير الفلسطينية - لاتفاقية سلام مع دولة اسرائيل , وهي – اي هذه السلطة الوطنية تعارض اي اعمال حربية وعسكرية ضد دولة اسرائيل – كما صرحت بذلك مؤسسة الرئاسة في رام الله قبل فترة – التي ترى ان السبيل الانجع للشعب الفلسطيني للوصول الى حقوقه هو الجهاد السلمي مبررة ذلك بعدم القدرة على مجابهة جيش الاحتلال عسكريا وان هذا نوع من العبث والاهلاك للانفس والجهد الغير عاقل , وان الجهاد السلمي هو الطريق للتحرير .

لا يعترف العديد من التنظيمات الفلسطينية باتفاقية اوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وبين دولة اسرائيل , وهو الامر الذي بناءا عليه تعارض " التنسيق الامني " , الذي ترى سلطة رام الله بانه استمرار للسلام الموقع – كالتزام ووفاء للعهد المعقود - مع دولة اسرائيل , وعليه فالطرفان مختلفان – بشكل حاد – حول " التنسيق الامني " , وترى هذه التنظيمات المعارضة ان الجهاد العسكري هو المخلص للشعب الفلسطيني من لعنة الاحتلال .

اعتقد هنا , بعد عرض كل ما عرضته انفا حول " التنسيق الامني " , ان اهم سؤال يجب ان يطرح هنا هو التالي : " هل العمل العسكري ضد الاحتلال ودولة اسرائيل مشروع داخل فلسطين – بالشقين الضفة وغزة وفلسطين العمق - ؟؟.." . بلغة اخرى هل السلام مع دولة اسرائيل خيار محق , ام ان الحرب وحدها هي الامر الواجب ؟؟ " .

يبدو لي ان الطرفين – حول موضوع واشكالية ومشكلة وعقدة " التنسيق الامني " لكل منهما وجهة نظر جديرة بالاعتبار , ولست هنا احاكم ايا منهما , بل انني هنا اناصر فلسطين الاسيرة , من حيث انعم بالحرية في الجزيرة العربية .

في الختام , يجدر بي القول – لاهمية الموضوع - ان الرجوع والعودة عن اتفاق واتفاقية اوسلو الموقعة مع دولة اسرائيل , والالغاء للاتفاقات المعقودة بين الجانبين منذ العام الف وتسعمائة واربع وتسعين , سيعني اعتقال السيد الرئيس محمود عباس – الرئيس المجمع عليه من الشعب الفلسطيني - والزج به في السجن من قبل جيش الاحتلال , مما سيؤدي الى توقف تام لعجلة اساسية ومحورية وركيزة مفصلية وفاصلة من الجهاد الفلسطيني الا وهي " المقام الرئاسي " , الذي اعده راس الحربة ونصل الرمح اللذان يواليان تسديد الطعنات لصدر وجسد الغازي الغاصب , ورصاصة المقاومة وبندقية المجاهد التي تستمر بثقب الالة العسكرية لجيش لاحتلال واصابة السيد بنيامين نتنايهو شخصيا وحكومة تل ابيب بالمزيد من الالام والحسرات .

الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس ملا العواصم وشغل الحكومات وهز وارجح الدول , ودوى صوته – صوت فلسطين - في كل الجهات وجميع المحافل , وهو يصدح بكلمة الحق , حق الشعب الفلسطيني بالتحرير والخلاص من دولة الاحتلال واقامة دولته المستقلة – المطلب البسيط العظيم – وهو الشعب الوحيد في العالم – بالاضافة للشعب الافغاني - الذي لا يعرف ماذا تعني كلمة دولة حتى الان , السيد عباس طاف الكرة الارضية – وليس سياحة البتة - في سبيل قضيته قضية العرب الاولى والاخيرة القضية الفلسطينية.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن