صنع الموت ، صنع البهجة

سلمان عبد
abed.salman92@gmail.com

2018 / 1 / 7

صنع الموت، صنع البهجة
حين سقط الاتحاد السوفيتي ، ارادوا تغيير العلم المعروف ابان الحكم الشيوعي
" علم احمر به شاكوش و منجل " ، فانبرى رسامو الكاريكاتير والساخرون باقتراح اعلام بديلة للعلم الشيوعي ، فمنهم من رسم علما به البندقية الروسية الشهيرة " الكلاشنكوف " لانها غزت العالم من اقصاه الى اقصاه وذاع صيتها وتردد اسمها بين كل الشعوب ، ومنهم من رأى ان يكون العلم الروسي الجديد البديل هو صورة " بطل الفودكا " وهو الشراب الروسي المشهور ، لان روسيا هي التي " انجبت "هذا المشروب المسكر ، وانتشر في كل اصقاع العالم ، ويحق للروس الفخر به ، ولهذا فهو جدير بان يكون علم الدولة الجديدة ورسالة محبة وسلام . ونشب " صراع " ساخر بين من هو الاحق بان يكون علما لروسيا .
فمؤيدي الكلاشنكوف يدلون بحجتهم :
بانهم قدموا هذا السلاح للشعوب المظلومة لاستعماله في نيل حقوقها وتهديم صروح الديكتاتوريات ، ويعيبون على مؤيدي بطل الفودكا بانهم يقدمون للعالم غياب الوعي و " التطوطح " ، ومن يتعاطاه او ينقله او يبيعه مثواه النار براي المسلمين الذين يمثلون اكثر من مليار انسان ولسوف يخسرونهم ، وحين يزور رئيس روسي للسعودية كيف يمكن رفع علم مكتوب عليه " لا اله الا الله " والى جانبه علم بطل الفودكا ؟
اما اصحاب راي علم بطل الفودكا فيدلون بحجتهم ، قائلين :
يجب ان نخجل من انفسنا ونعتذر للشعوب التي قتل ابنائها بالكلاشنكوف واغلبهم من المكاريد المضحوك عليهم من قبل القادة و السياسيين وتجار الحروب ، الملايين من البشر راحوا ضحية الكلاشنكوف ولازالت تؤدي واجبها القذر بالدمار واشاعة الموت ، متى انتصر ثوار الكلاشنكوف واسسوا حكما ديمقراطيا ؟ يجب ان نخجل من انفسنا ونكفر عن ذنوبنا على الاقل مثلما فعلها الفريد نوبل حين كفر عن ذنبه باختراع الداينميت فاسس جائزة مهمة ، اما عن الفودكا ، فانها تعيد للنفس البشرية مزاجها الرائق وصفائها و يجتمع حولها اهل الانس و الفرح ، وحين توجد الفودكا توجد المحبة و السلام لانها تنثر البهجة و الجمال لا الموت والامهات الثكالى واليتامى و الخراب .
لم يفلح اي من الفريقين في تنفيذ مراده . ولازال الصراع الابدي بين
اله الحرب " ارس / مارس " ، واله الخمر " ديونيسيس / باخوس " .
وتواصل روسيا تصديرهما للعالم بامتياز .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن