كتب اثرت فى حياتى زوجات ومحظيات

مارينا سوريال
marinaisme25@gmail.com

2018 / 1 / 3

حكت رواية "تسي قو" قصة عن هروب فتاة ريفية من زفافها الى المدينة في سبعينات القرن الماضي. إن التفاصيل فيها دقيقة حية والكلمات طبيعية جميلة. وأوضح سو تونغ أن هذه الجائزة تعتبر مفاجئة له حقا، إنه يحب تأليف الروايات القصيرة، ويكن مشاعر خاصة للروايات القصيرة. وتُعتبر جائزة لوشون الأدبية باقة من الزهور له.

"حكت رواية "تسي قو" قصة حدثت في سبعينات القرن الماضي، ولكنني أرى أنها لا تزال تتمتع بمغزى في عصرنا هذا."

وأضاف سو تونغ أنه لم يكتب عن بعض الأمور بعد في هذه الرواية التي تشمل أكثر من 8000 مقطع صيني. أحيانا كان الواقع قاسيا. وصلت الفتاة الريفية وحدها الى المدن وكانت حياتها صعبة، فعاشت بحكمتها بكل حذر وانتباه.

ويرى سو تونغ أن مصير الناس في ذلك العصر كان متماثلا مهما كان في الأرياف أو المدين. ولكن البيئة المعيشية المختلفة أدت الى مصير مختلف. قد مضت أكثر من 30 سنة على ذلك، ولكن الموضوع حول طبيعة الإنسان ومصيره موضوعا يستحق التحدث.

يبلغ عمر سو تونغ 47 عاما. نشأ في مدينة سوتشو، لذلك تظهر المشاهد المعيشية بمنطقة جنوب نهر اليانغتسي في أعماله بين حين وآخر.

التحق سو تونغ بقسم اللغة الصينية بجامعة المعلمين ببكين عام 1980، حيث تلقّى تدريبات منتظمة هناك. وفي عام 1983 نُشرت روايته "التمثال الثامن" وفازت بجائزة، الأمر الذي شجّعه على مواصلة التأليف كثيرا. وبعد ذلك نقل المخرج المشهور تشانغ يي مو عمله " زوجات ومحظيات" الى الشاشة الفضية، فبدأ سو تونغ يشتهر في الحقل الأدبي.

أجاد سو تونغ رسم صورة النساء. وظل الكاتب الذي يُعتبر أكثر معرفة بالنساء والأفضل في وصف النساء.

"تركزت بعض أعمالي على وصف النساء. ولكن من الغريب والمحزن أن العديد من أعمالي حول الرجال لم تلق ترحيبا من الناس، بل يفضلون قراءة أعمالي عن النساء. ولكن زوجتي تعتقد أنني لم أعرف النساء معرفة جيدة. تقول لا أعرفها، فكيف أعرف النساء الأخريات؟"

وفي أحدث ديوان مقالات نثرية للسيد سو تونغ "أسرار الأنهار" استعرض حياته في أيام طفولته وكشف جميع أسرار كتابته. في الحقيقة أن معرفته بالنساء نتجت بصورة أساسية عن استعراضه وتفكيره لما راقبه وتعرّف عليه في أيام طفولته. حيث ظهرت فيه نساء مختلفات مثل فنانات فن بينغتان والمعلمات والخياطات والبائعات. وأصبحت هذه الشخصيات ثروة مهمة للسيد سو تونغ في تأليفه.

وأوضح سو تونغ أن حياته في أيام طفولته كانت أكبر سرّ له في التأليف فضلا عن تأثره بأمه. كانت أمه مديرة مكتب الحي السكني وتتعامل مع العديد من الناس كل يوم وتعرّفت على الكثير من الأمور عنهم وعن عائلاتهم. ونشأ في هذه البيئة وأصبحت هذه الأمور وانطباعاته لذلك العصر صورا أدبية في رواياته.

وكان سرّه الآخر هو المطالعة. بدأ سو تونغ نشر روايات اعتبارا من عام 1983. وحتى الآن أبدع أعمالا تجاوزت مليون مقطع صيني وتشمل أعماله روايات "البستنة" و"زوجات ومحظيات" و"رجل متزوج" و"دليل الطلاق" وغيرها. واعتُبرت روايته "زوجات ومحظيات" أنيقة ومفعمة بخصائص منطقة جنوب نهر اليانغتسي. ويعتقد النقاد أن هذه الرواية ترمز الى اتجاه سو تونغ الى النضوج في التأليف. وبالنسبة لأناقته في التأليف أوضح قائلا:

"أثناء تأليف الروايات أكون في حالة أخرى. حيث يتفوق تفكيري وبحوث قدرتي للتعرف في الأيام العادية. في الحقيقة أنني أريد وصف أوضاع النساء والرجال فقط. لذلك أنا مسرور جدا خاصة عندما سمعت أن بعض الصديقات يقلن إنني ممتاز في وصف النساء. لا أتعمد الكتابة عن النساء، بل ألّفت معظم أعمالي بنظرة رجل. وألّفت مؤخرا رواية طويلة بنظرة رجل خالصة حول أب وابنه."

يعتقد بعض الناس أن سو تونغ نمر أثناء التأليف وغنم في الحياة. إنه زاهد في الشهرة والجاه وهادئ. ويقول إنه يعيش في المنزل ويطالع الكتب ويؤلّف ويقابل الأصدقاء فقط. إن حياته هادئة وموقفه من الحياة هادئ، لذا أصبحت أعماله هادئة أيضا.
للبئر في التراث الإنساني دلالات متعددة، منها ما يتصل بالماء حيث الحياة، وما يتصل بالخوف من المجهول الذي قد ينتهي بالانتقام والعقاب والموت، والدلالة الأخيرة هي ما يبني عليها سو تونغ روايته (زوجات ومحظيات) وهكذا تشكل البئر خلفية المصائر الفادحة لأبطال هذه الرواية، وهن نساء حكم عليهن المجتمع الصيني الإقطاعي، في فترة أمراء الحرب الشماليين قبل الحرب الأهلية الصينية بالحياة تحت تقاليد قاسية.
يقول أحد القراء عن (زوجات ومحظيات) إنها "قصة رجل دمر حياة مجموعة من النساء، وأوجد جيلًا من المآسي".


"فضلا عن التأليف أنا شخص غير مشغول، لا أمارس الأعمال المهمة، بل أحب زرع الأشجار والخضروات."

يهتم بمطالعة الكتب من إبداع الكُتّاب الأوربيين والأمريكيين ويفضّل الروايات البوليسية. ويتعلم من كبار الكُتّاب لإثراء تصوراته ودفع إبداعه. ويرى أن عدد القراء يعتمد على ما يؤلفه الكاتب بالذات.
تكشف أحداث الرواية عن الصورة المرعبة لعادات الصين الإقطاعية حينها والتي قضت على إنسانية البشر وعطفهم على الآخر. كما تكشف في جانب آخر عن المكائد والصراعات الخفية منها والظاهرة التي تدور بين النساء عادة في وضع اجتماعي كالوضع الذي تطرحه الرواية.


يحب سو تونغ الحياة. وأوضح أنه إنسان يحب ا
لمراقبة. يفضّل زيارة المحلات وحده بلا هدف كأنه زعيم لدولة ما يستعرض حرس الشرف. كما يعشق كرة القدم كثيرا. حيث يمكن ألا يؤلف مقالات، بل لا يمكن ألا يشاهد مباريات لكرة القدم. وأوضح أن مشاهدة مسابقة كرة القدم متعة كبيرة بالنسبة له.
نشرت الرواية عام 1991، وحولت إلى فيلم بعنوان (ارفعوا المصابيح الحمر) في العام ذاته من إخراج جانغ ييمو، والذي رشح بدوره إلى جائزة الأوسكار في دورتها الرابعة والستين. كما أدرجت الرواية ضمن قائمة أفضل مائة رواية صينية في القرن العشرين.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن