انقلاب الثالث من يونيو - البلشفية طريق الثورة

آلان وودز
internationalist1848@yahoo.co.uk

2018 / 1 / 1

البلشفية طريق الثورة

الفصل الثالث: مرحلة الردة الرجعية

انقلاب الثالث من يونيو
آلان وودز
ترجمة: هيئة تحرير موقع ماركسي






في الثالث من يونيو، قرر ستوليبين، الذي كان قد اقتنع بعجز الكاديت وتراجع حركة الفلاحين، حل مجلس الدوما الثاني واعتقال الفريق البرلماني الاشتراكي الديمقراطي. /صورة: Wikimedia Commons

لقد استمرت ثورة 1905 في الواقع لمدة سنتين ونصف، لكن وبحلول صيف عام 1907، كانت آخر مراكز التمرد قد أخمدت. ثورات الفلاحين المفتقرة للقيادة من المدن، انتهى بها الأمر بشكل حتمي إلى سلسلة من الانتفاضات بدون تنسيق وبدون هدف وتم سحقها الواحدة تلو الأخرى. ومع كل تراجع للحركة الجماهيرية، كان النظام يزداد ثقة بالنفس. في الثالث من يونيو، قرر ستوليبين، الذي كان قد اقتنع بعجز الكاديت وتراجع حركة الفلاحين، حل مجلس الدوما الثاني واعتقال الفريق البرلماني الاشتراكي الديمقراطي. مباشرة بعد انتهاء المؤتمر الخامس، تحدى ستوليبين مجلس الدوما بمطالبته بطرد 55 من النواب الاشتراكيين الديمقراطيين، واعتقال 16 من بينهم. في ليلة الثاني من يونيو، ودون انتظار رد الدوما، شرع في تنفيذ عمليات الاعتقال. وفي اليوم الموالي قام بحل مجلس الدوما نفسه. تمت صياغة قانون انتخابي جديد كان أسوأ من السابق، وعندما اجتمع مجلس الدوما الثالث أخيرا، كان مجلسا للردة الرجعية المفتوحة. حتى الكونت وايت نفسه اعترف في مذكراته أن:


«القانون الانتخابي الجديد استبعد من الدوما صوت الشعب، أي صوت الجماهير وممثليها، ولم يعط صوتا إلا للأقوياء والمطيعين».

وقال كيرنسكي، الذي كان نائبا عن الترودوفيك في مجلس الدوما الثالث:


«القانون الانتخابي، الصادر في يونيو 1907، ألغى عمليا مشاركة الفلاحين والعمال من المدن والقرى. وفي المقاطعات سلمت الانتخابات عمليا إلى النبلاء المحتضرين، وفي البلدات الأكبر ألغي حق الاقتراع شبه الشامل؛ تم تخفيض عدد النواب، وتم تعيين نصف المقاعد في إطار نظام محاصصة لصالح أقلية ضئيلة من البرجوازيين. وتم تخفيض تمثيلية القوميات غير الروسية، حيث سمح لبولندا، على سبيل المثال، بإرسال 18 نائبا فقط إلى مجلس الدوما الثالث (والرابع)، مقابل 53 ممثلا كانوا قد أرسلوا إلى الدوما الأول والثاني، كما تم استبعاد السكان المسلمين والتركستان تماما.

كان ممثلو الشعب المنتخبين بموجب قانون ستوليبين يدعون بحق "المرآة المشوهة" لروسيا. الأحزاب اليسارية، التي كانت تشكل الأغلبية في الدوما الأول والثاني، اختفت عمليا في مجلس الدوما الثالث، خلال الفترة ما بين 1907 و 1912. وكان المجلس قد ضم، علاوة على ذلك، 13 عضوا فقط من مجموعة العمل (الترودوفيك) و 20 من الاشتراكيين الديمقراطيين. بينما قاطع الاشتراكيون الثوريون الانتخابات. وانحط الكاديت، حزب المثقفين الليبراليين، من مكانهم المهيمن إلى لعب دور "معارضة صاحب الجلالة"، مع 54 مقعدا.»

ومن بين 442 عضوا في البرلمان، كان للأحزاب الرجعية (المئات السود والأكتوبريين، والكاديت) 409 مقعدا. كان للطبقة العاملة 19 نائبا فقط (الاشتراكيون الديمقراطيون) والترودوفيك 14 فقط، وهي الحالة المختلفة اختلافا كبيرا عن حالة مجلس الدوما الثاني. ومع ذلك، وكما أشار لينين، فإن هذا الدوما الرجعي كانت له على الأقل ميزة التعبير عن الحالة الحقيقية في البلد. كان ذلك الوجه الحقيقي لاستبداد المائة السود دون قناع الليبرالي.

قال كيرنسكي: «خمسون مقعدا كانت من نصيب اتحاد الشعب الروسي الرجعي، الذي كان مدعوما من صناديق خاصة بالشرطة السرية وكان تحت رعاية القيصر والدوق الكبير نيكولا. وقد حاول هؤلاء النواب، بتوجيه من ثلاثة رجال ماهرين جدا، هم ماركوف وبوريشكيفيتش وزاميسلوفسكي، تخريب الدوما من الداخل عن طريق إثارة الفوضى باستمرار. وبالإضافة الى ذلك، تم منح 89 مقعدا لحزب جديد تماما يسمى حزب القوميين. تراجعت بشكل كبير المقاطعات الغربية والجنوبية الغربية التي مزقتها الخلافات بين الشعب الروسي والبولندي والليتواني واليهودي. وتم ملئ الفجوة بين الكاديت والجناح اليميني من طرف 153 من النواب الأكتوبريين، الذين بالكاد كان لهم وجود في الدوما الأول والثاني، ومن ثم صاروا يشكلون اكثر بقليل من ثلث مجموع أعضاء مجلس الدوما».

كان الوجه الرئيسي في هذا الدوما هو الأكتوبري غوشكوف، وهو صناعي كبير من موسكو، كان حزبه يمثل البرجوازية الكبيرة وملاك الأراضي الرجعيين، لكنهم اعتبروا أنه من الأفضل لهم أن ينأوا بأنفسهم عن الزمرة الحاكمة:


«غوشكوف وخومياكوف وشيدلوفسكي، وزعماء الحزب الأكتوبري الآخرين، فهموا جيدا الخطر الذي يشكله على البلاد ذلك الجو المرَضي المحيط بالقيصر. كانوا قد أدركوا جيدا أنهم لا يستطيعون الاعتماد على القيصر الضعيف الإرادة، فرفضوا بشدة كل دعوات ستوليبين المغرية للانضمام إلى الحكومة. فضلوا مراقبة نشاط الحكومة من خلال لجنة الميزانية في الدوما، لدعمها في الصراع ضد التأثير القوي لزمرة راسبوتين داخل البلاط، وفي محاولتها تحسين وضع البلاد العسكري والاقتصادي من خلال التشريعات».[1]

لعب الكاديت في الدوما الثالث دورا ثانويا وراء الأكتوبريين. وبدوره قام غوشكوف بدعم ستوليبين ضد الرجعيين داخل البلاط، باعتباره أهون الشرين. كما أن المناشفة تطلعوا إلى حزب الكاديت أيضا باعتباره أهون الشرين. لكن ستوليبين كان في الواقع أشرس مدافع عن الاستبداد. كانت إصلاحاته تهدف إلى الحفاظ على حكم رومانوف، وفي نفس الوقت سحق الثورة تحت الأقدام. وبهذه الطريقة تحول "أهون الشرين" إلى أخطر شر بالنسبة للقضية الثورية. وقد أعرب غوشكوف، ممثل الرأسماليين الروس الكبار، عن ولائه الحازم للاستبداد من خلال تبنيه لقضية الإمبريالية والعسكرة، في وقت كانت فيه الساحة الدولية مكفهرة بغيوم الحرب الوشيكة. وقد بدأ مجلس الدوما يزايد مع الحكومة لإظهار من هو الأكثر وطنية. يوم 09 يونيو 1908 وخلال كلمته في نقاش حول ميزانية الجيش، تحدث غوشكوف عن "مجدنا العسكري المدفون". ونتيجة لهذا الخضوع والتملق، سمح لمجلس الدوما الثالث بالعيش لمدة خمس سنوات كاملة، حتى انتخاب مجلس الدوما الرابع في عام 1912.

والمفارقة هي أن موقف ستوليبين في الدوما الجديد لم يكن أفضل من ذي قبل. لعب دور بونابارتي، وناور بين مختلف الطبقات والأحزاب، لكنه لم يكن يمتلك قاعدة دعم ثابتة. لم يدعمه بشكل دائم أي حزب في الدوما. تزايد قوة اليمين أدى إلى إضعافه لأن المحافظين والزمرة المسيطرة داخل البلاط كانوا يكرهونه لأنهم اعتبروه راديكاليا خطيرا. والقيصر، الذي لم يكن يتميز بالفطنة السياسية، صار بعيدا عن وزيره المخلص. ستوليبين وعلى الرغم من أنه ركز قوة كبيرة بين يديه، كانت حياته في خطر مستمر، وكان هو يعرف ذلك. كان يرتدي سترة مضادة للرصاص وكان دائما محاطا بحرس شخصي، لكن ذلك لم ينقذه. في ليلة 01 شتنبر 1911، حضر ستوليبين لعرض خاص لأوبرا ريمسكي كورساكوف لمسرحية القيصر سالتان، في كييف، والتي حضرها القيصر أيضا. خلال الاستراحة اقترب منه شاب يرتدي زي السهرة وأطلق عليه النار مرتين. وفي حركة مسرحية أشار ستوليبين بعلامة الصليب لنيكولا قبل أن ينهار. توفي بعد أربعة أيام، وكانت آخر تصريحاته العامة هي: "أنا سعيد للموت من أجل القيصر"، وهو أمر مثير للسخرية بالنظر إلى أن نيكولا لم يكن آنذاك يدعمه. الطالب الذي نفذ العملية كان حسب الشرطة اشتراكيا ثوريا يدعى بوجروف. أعدم دون إبطاء، بعد أن قضى مدة في الحبس الانفرادي، لكي لا يتم طرح أي أسئلة. ارتاب الكثير من الناس في أن عملية الاغتيال كانت من تدبير الشرطة السرية بتعاون مع زمرة البلاط التي كانت تكره ستوليبين. وهذا هو الأكثر احتمالا. لقد انعكست أزمة المجتمع المتفاقمة في اندلاع انقسامات وصراعات عارمة في قمة الهرم. وفي ظل أنظمة من قبيل نظام القيصر وراسبوتين، كانت المؤامرات السياسية والاغتيالات ممارسات معتادة.

خلال تلك الفترة صارت أوضاع الحركة الثورية مأساوية. مرة أخرى وجد الحزب نفسه مجبرا على العمل السري الصعب والخطير. وأدت موجات الاعتقالات إلى إضعاف منظمات الحزب. في صيف عام 1907، ألقي القبض على جميع النواب الاشتراكيين الديمقراطيين في مجلس الدوما. كان العمال ساخطين لكنهم كانوا عاجزين في ذلك الوقت عن القيام برد فعل. الرجعية استعرضت عضلاتها واستعادت الثقة بنفسها، وعملت على مدى ثلاث سنوات طويلة، ما بين 1908- 1910، بتوجيه ضربات موجعة للحركة العمالية المهزومة. وصفت المنشفية ايفا برويدو الوضع قائلة: «أدت الاعتقالات الجماعية المتواصلة إلى تدمير فروع الحزب الواحد منها تلو الآخر، حتى توقف الحزب عمليا عن الوجود». وأضافت: «لقد عانت النقابات أيضا من الفوضى؛ تم حل مئات من فروعها وأصبح تشكيل فروع جديدة مهمة صعبة للغاية».[2]

البلاشفة، بوصفهم الجناح الأكثر كفاحية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي، عانوا من خسائر أكبر نسبيا. تعرضت منظماتهم في سان بيترسبورغ لما لا يقل عن 15 عملية اعتقال جماعي للقادة في تلك الفترة. كما تعرضت لجنتهم المركزية للاعتقال ست مرات. وفي موسكو، تعرضت لجنة المنطقة للاعتقال 11 مرة. وسادت الحالة نفسها في كل مكان. في كل مرة كان يتم إعادة تنظيم اللجان، لكن بأعداد أصغر ومع أناس أقل خبرة. ومع ذلك فقد كانت هناك ميزة واحدة على الأقل، إذ أن معظم الذين دخلوا التنظيم حديثا كانوا من العمال. وللمرة الأولى صارت لجان الحزب بروليتارية حقا في تكوينها. لقد أبقت تلك الكوادر العمالية الحزب السري على قيد الحياة رغم المحن القاسية. بينما على النقيض من ذلك صار العديد من المثقفين محبطين وتخلوا عن النضال.

في عام 1908 كتب لينين في رسالة إلى جوركي قائلا:


«إن أهمية المثقفين داخل حزبنا آخذة في التراجع؛ تأتي الأخبار من جميع الجهات عن أن الأنتلجنسيا يغادرون الحزب. فليذهب هؤلاء الأوغاد إلى الجحيم. إن الحزب يطهر نفسه من خبث البرجوازية الصغيرة. وقد صار للعمال موقع الصدارة، وبدأ دور العمال المحترفين يتصاعد. كل هذا رائع».[3]

ويبدو أن غوركي قد استاء من تعليقات لينين، لأن هذا الأخير سارع في رسالة لاحقة لطمأنته قائلا:


«أعتقد أن بعض المسائل التي أثرتَها حول خلافاتنا في الرأي هي مجرد سوء فهم. لم أفكر أبدا، بطبيعة الحال، في "طرد الأنتلجنسيا خارجا"، كما يفعل النقابيون الحمقى، أو إنكار ضرورتهم للحركة العمالية. لا يمكن أن يكون هناك أي اختلاف بيننا بشأن أي من هذه المسائل»[4]

في ظل هذه الظروف صارت عملية الفرز مسألة حتمية: فقد ترك المثقفون المتذبذبون الحزب، واستسلموا لمزاج الردة الرجعية السائد. وبحلول أواخر عام 1907، صار فرع الحزب في بيترسبورغ يضم حوالي 3000 عضو فقط، لم يكونوا كلهم نشطين. وكان العديد من أفضل القادة في السجن أو المنفى، فاحتل مكانهم قادة من الصف الثاني مثل ستالين، الذي بدأ في ذلك الوقت يصنع اسما لنفسه كمنظم. يمكن أن يفسر الترقي السريع الذي حققه ستالين إلى مكانة القيادة بحقيقة أن لينين اضطر، بسبب النقص الشديد في عدد الأشخاص الأكفاء داخل روسيا، إلى الاعتماد على أي شخص جديد كان يبدو واعدا. كان ستالين يمتلك بعض القدرات التنظيمية، لكن ليس أكثر من بقية أعضاء اللجان البلاشفة الآخرين. في الواقع، كان ستالين نموذجا لعضو اللجنة: عنيد وعملي وقادر على بذل مجهود في ظل ظروف معينة، لكنه ضيق الأفق. لقد أظهر مسار ستالين السياسي كله أنه بدون قيادة لينين كان يفتقر لأي فهم سياسي حقيقي، ناهيك عن العمق النظري. ويظهر ذلك في حقيقة أن ستالين واصل تنظيم عمليات المصادرات حتى عندما كانت الموجة الثورية قد تراجعت منذ فترة طويلة، وكانت الثورة المضادة تتصاعد على قدم وساق. كانت تلك التكتيكات ستلحق أضرارا جسيمة بالحزب لو لم يوقفها لينين في الوقت المناسب.

أظهرت الظروف الجديدة ضرورة الجمع بين العمل السري وبين جميع أشكال العمل العلني والشرعي. فقط بهذه الطريقة كان يمكن للحزب الحفاظ على الصلات مع الجماهير. كانت القوات الموجودة تحت تصرفه قد استنزفت بشكل خطير. وبحلول أواخر عام 1908، كان نحو 900 من أعضاء الحزب قد رحلوا إلى الخارج. لكن هذه الأرقام لا تخبرنا القصة كلها. إن الثورة، كما أشار تروتسكي، تلتهم بنهم الطاقة البشرية. كان العديد من الكوادر الأكثر خبرة يعانون في سجون القيصرية أو في المنفى السيبيري. وصار العديد من الأعضاء يعانون من الصدمة والضياع والارهاق الذهني والجسدي. أصبحت حالات الانتحار شائعة، خاصة بين الشباب الذين اعتقدوا أن الهزيمة دليل على التصفية النهائية للثورة. في ظل هذه الظروف، يصير من الممكن لمزاج التشاؤم واليأس أن يعثر بسرعة على تعبير عنه بكل الطرق، بدءا من الردة الكاملة والهروب وصولا إلى أشكال مختلفة من الانحراف السياسي – في اتجاه اليسار وكذلك في اتجاه اليمين. يؤدي الإحباط إلى نفاد الصبر والبحث عن الوصفات الصالحة لكل شيء والطرق المختصرة. يمكن لذلك أن يعبر عن نفسه إما في نزعة التكيف الانتهازية مع الظروف القائمة أو في مغامرات يسراوية متطرفة. إن هذه الظواهر، التي تبدو على طرفي النقيض مع بعضها البعض، هي في الواقع وجهان لنفس العملة.

في ذلك الوقت، وجد لينين نفسه في موقف صعب للغاية. وفي حين بقي الحزب موحدا رسميا، فإن الفصيلين صارا يعملان بصورة مستقلة عن بعضهما البعض، وهي الحقيقة التي اتضحت بشكل حاد في السياسات المتعارضة التي اتبعها الفصيلان داخل اللجنة المركزية. رفض الأعضاء المناشفة (زوردانيا وراميشفيلي) العمل السري لأن استراتيجيتهم برمتها كانت تقوم على تصفية الحزب السري وحصر أنشطتهم على ما كانت تسمح به السلطات القيصرية، وبالتالي فإن مهمة الحفاظ على منظمات الحزب السرية داخل روسيا صارت على كاهل الأعضاء البلاشفة في اللجنة المركزية (دوبروفينسكي وغولدنبرغ ونوجين)؛ لكن هؤلاء الأخيرين كانوا توفيقيين ولم يوافقوا على طلب لينين بخوض نضال حازم ضد الأعضاء المناشفة داخل اللجنة المركزية.

في ظل تلك الظروف صار لا بد من تشكيل تيار منظم داخل الحزب الموحد. تم تأسيس مركز لفصيل البلشفية في عام 1907. لم يكن هناك في قوانين الحزب ما يمنع نشر صحف فئوية، لذلك قرر لينين المضي قدما. وعلى الرغم من كل الصعوبات، تمكن المركز البلشفي من إصار جريدته الخاصة: بروليتاري ( ما بين 1906 و1909). ترأس لينين تحرير الجريدة التي ضمت، من بين متعاونين آخرين، مكسيم غوركي، الذي لعب أيضا دورا هاما في جمع الأموال لها. وسيرا على تقاليد الإيسكرا القديمة، حافظت بروليتاري على العلاقات مع المنظمات الحزبية داخل روسيا. وبسبب مشاكل العمل السري ظهرت العديد من العناوين الأخرى من أجل التشويش على الرقابة. كانت هناك جريدة الاشتراكي الديمقراطي، وعدد من جرائد الحزب المحلية. في البداية حاول لينين إنشاء مقر سري في فنلندا، حيث الحركة من أجل الاستقلال الوطني جعلت من الصعب على السلطات الروسية استعادة السيطرة الكاملة، لكن براثن جهاز الأوخرانا كانت طويلة، وبالكاد تمكن لينين من الفرار من الاعتقال، مما اضطره مرة أخرى إلى أن يعود إلى المنفى.

هوامش:


1: Kerensky, Memoirs, 101–2 and 104.

2: E. Broido, Memoirs, 136.

3: LCW, Letter to Maxim Gorky, February 7, 1908, vol. 34, 379.

4: LCW, To Maxim Gorky, February 13, 1908, ibid., 385.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن