لوما الحارس حيز مافرخ داعش بالتبن

لؤي الشقاقي
SUSUMY85@YAHOO.COM

2017 / 12 / 19



اعلنت الحكومة العراقية النصر على عصابات داعش "التنظيم الاكثر دموية في القرن الحالي" ممثلة برئيس الوزراء منهياً بذلك فترة مؤلمة سادلاً الستار على مسرحية رعب طاوياً صفحة قاتمة السواد في تاريخ العراق الحديث , اعلن النصر لكم لم يُستقبل بالزغاريد بل بالدموع ولم يُكلل بأوراق الغار بل بالشوك والصبار ولم تحنى الايادي بالحناء بل بالدماء ولم تنحر النحور وتوفى النذور فقد نحر الابناء ووفوا النذور بالدماء.
كلنا نعرف المثل الشعبي (لوما الجلب حيز ما فرخ الواوي بالتبن) اجلكم الله وهذا ينطبق على حال العراق وعدد من دول المنطقة ، فلو لم يكن صاحب الامر والمكلف بحماية البلاد والعباد متهاوناً ومتخاذلاً لما استطاعت عصابات داعش والنصرة وغيرها ان تدخل بل وتستمكن ويصبح لها نفوذ ومناصريون سواء كانوا خائفين منهم او طامعين بهم ويسقطون مدناً ومحافظات بأكملها ويملكون رقاب اهلها ، والنتيجة خسارة مقدرات البلاد المالية والاقتصادية والبشرية بل وحتى الاخلاقية فأي حرب نتيجتها الخسارة حتى للطرف الرابح لها . هذا لو افترضنا عدم وجود سوء النية وقلنا متهاوناً متخاذلاً والاصح هو ان ولي الامر قد باع القضية وتاجر بدماء وارض وعرض ومال الناس والدولة ومن راس الهرم حتى اخر شخص في قاعدة هرم السلطة والمسؤولية من اجل ان يحقق مكسباً شخصياً وان يستمر في الحكم اطول مدة ، فمع انهم عاشوا في امريكا و اوروبا و دول الخارج اكثر من عقدين وبعضهم ثلاثة عقود ونيف لكنهم لم يتعلموا من انظمة وطريقة حكم وادارة تلك الدول الا بالقدر الذي يحقق اكبر قدر من المصلحة الشخصية لهم وحتى لو كانت على حساب المصلحة العامة وجعلوا من الدين والتدين غطاء وصنعوا منه جلباباً واسعاً يستر عيوبهم التي هي اكثر من ان تعد او تحصى ولكن اي خطيئة يمكن ان تغتفر الا التضحية بالوطن وابنائه .
نعم تحقق الانتصار ولكن بكم من دماء النساء والاطفال وشباب الجيش والشرطة والحشد والعشائر ، تحقق النصر ولكن بكم مدينة اصبحت اثراً بعد عين ، تحقق النصر ولكن بكم مليار دولار ذهب اما الى جيب المسؤولين الفاسدين او في صفقات سلاح او او او والنتيجة ذهبت ادراج الرياح ولم يستفد من البلد ، كم نحتاج من اموال لعودة النازحين ولبناء المدن المدمرة ، داعش انتهى ولكن تأثيره لن ينتهي الا بعد عقود.
لن تهدأ دماء الشهداء في كل العراق حتى يقتص ممن اهدرها ولن ترقد الاروح بسلام حتى يعود الوئام .
اخيراً اقول لوما الحارس حيز مافرخ داعش بالتبن
وعن سمير الحشاش بن الخشخاش
سيخ الله حجره أنه قال :
أربعة يدخلون النار بشدة
قائد دخل الحرب بغير عُدة
ووزير لطش الذهب والفضة
ومسؤول تبلَهَ في حُبِ السلطة
وعبد اللاصق ابن المِثبِت
لأنه مكث في الرئاسة أطول مدة.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن